كسر "إضراب الأسرى".. حرب نفسية وتغذية قسرية
كتب - علاء المطيري:
في فلسطين وطن جريح وشعب أسير؛ صراع يوصف بأنه الأبعد عن الحل؛ فكل يوم يأكل المستوطنون شبرًا من أرضه، وفي كل شارع تسيل قطرة من دماء شعبه؛ وفي سجون الاحتلال يجوع أسراهم لمحاربة محتل جبار بأمعاء خاوية أصحابها على مشارف الضعف، لكن عزمهم كالجبال، لجأ الاحتلال إلى بث فيديوهات لفضح الإضراب، "حرب نفسية" جديدة للنيل من عزيمة الأسرى.
ونشرت سلطة السجون الإسرائيلية مقطع فيديو تزعم أنه لمروان البرغوثي - الذي يقود إضرابًا الأسرى الفلسطينيين عن الطعام - وهو يأكل في زنزانته يومي 27 أبريل الماضي و5 مايو الجاري، لكن زوجته فدوى البرغوثي قالت لوكالة "فرانس برس" إن الفيديو مزيف ويهدف إلى كسر عزيمة الأسرى".
لمزيد من التفاصيل.. اضغط هنا
عزيمة الأسرى
بدأ إضراب الأسرى في الـ17 من أبريل الماضي ودخل يومه الـ21، بعزيمة فشل الاحتلال الإسرائيلي أن يكسرها لأنها معركة تدور رحاها في فضاء "الأمعاء الخالية" .
كل محاولات إسرائيل لتشويه صورة الأسرى المضربين عن الطعام باءت بالفشل لأنهم يخوضون معركة لا سلاح فيها سوى سلاح الجوع الذي يظهر الوجه الحقيقي لمحتل يفتقر إلى الحد الأدنى من الإنسانية، فمرة تحاول تغذية الأسرى قسرًا وتارة تُسرب فيديو يزعم أن قائدهم يتناول الطعام أثناء الإضراب.
لمزيد من التفاصيل.. اضغط هنا
وسارعت سلطات السجون الإسرائيلية إلى بثّ الخبر في سجونها كافة واستدعت إلى مكاتبها قيادات الإضراب من الأسرى وأطلعتهم على الفيديو لكسر إرادتهم، وفقًا لموقع "العربية نت" الذي أوضح أن إسرائيل فقدت الأمل من نتائج الضغط على الأسرى المضربين فلجأت للحرب النفسية بالطعن في مصداقية قيادات الأسرى وتحديدًا مروان البرغوثي.
الفيديو المزعوم
ويظهر شريط الفيديو الذي قيل أن كاميرات المراقبة سجلته ونشرته سلطة السجون الإسرائيلية، الأحد، رجلا تزعم أنه البرغوثي، وهو يتحرك في زنزانته، ثم يفتح مغلفًا أبيض ويفتش في محتوياته قبل أن يجلس في مرحاض الزنزانة ويغلق الباب، وهنا تنقطع مشاهدته.
ويظهر الجزء الثاني من الفيديو الرجل ذاته وهو يفتح مغلفًا آخر ويتجه إلى المرحاض، ويخرج منه ما تقول سلطة السجن إنه وجبة خفيفة، ثم يظهر الرجل نفسه وهو يتناول ما يبدو أنه مغلف من الملح.
اللجنة الوطنية للإضراب
ونفت اللجنة الوطنية للإضراب أن يكون القائد مروان البرغوثي قد علّق إضرابه عن الطعام، وأكدت أن المقطع المصور ما هو إلا محاولات سخيفة ووضيعة، تهدف إلى كسر عزيمة المضربين، مشيرة إلى أن ذات الأسلوب استخدمه الاحتلال عام 2004.
فدوى البرغوثي
فيما قالت فدوى البرغوثي، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، وزوجة الأسير مروان البرغوثي إن فبركة حكومة الاحتلال وأذرعها الأمنية فيديو للقائد مروان يؤكد هزيمة الاحتلال أمام صمود الأسرى.
تحليل سياسي
وقال المحلل السياسي الفلسطيني خليل شاهين، إن الفيديو يستهدف البرغوثي بصفته قائدًا للإضراب لتشويه صورته أمام الجمهور الفلسطيني، مؤكدًا أن توقيت نشره أمر مهم لأن إسرائيل تدرك خطورة الانتقال بالإضراب إلى الأسبوع الرابع وهي تسابق الزمن لكسر الإضراب حتى لا تصل إلى مرحلة التغذية القسرية.
لمشاهدة الفيديو.. اضغط هنا
رئيس نادي الأسير الفلسطيني
وأشار رئيس نادي الأسير قدورة فارس: "الفيديو الملفق لم يشكل أي مفاجأة، إذ كان من المتوقع أن تمارس السلطات الإسرائيلية الأكاذيب والتضليل في هذه المرحلة الحساسة من الإضراب"، وأضاف: "الإضراب دخل مرحلة حاسمة، وحالة الاضطراب التي تعيشها إسرائيل تشير إلى أن المضربين اقتربوا من مرحلة النصر".
وتابع: "يمكن السماح لأي محامٍ ولو كان إسرائيلياً، أو مندوباً من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أو حتى طبيباً بالتوجه إلى البرغوثي في عزله لإثبات أنه أوقف إضرابه عن الطعام كما يزعم الفيديو"، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
فيديو قد يعجبك: