دليل غير البريطانيين للانتخابات العامة بالمملكة المتحدة 2017
لندن (بي بي سي)
ربما تكون سمعت توجه الناخبين في بريطانيا إلى صناديق الاقتراع في الثامن من يوليو/ تموز المقبل لاختيار كامل أعضاء مجلس العموم، الذي يبلغ عدد مقاعده 650 مقعدا.
غير أن بالنسبة للذين لا يعرفون ما هو حزب المحافظين أو لا يستطيعون نطق عبارة "بليد كامري"، وتعني الحزب الويلزي باللغة الويلزية، إليكم دليل مكثف ومختصر عن الانتخابات العامة في المملكة المتحدة.
لماذا تُعقد الانتخابات الآن؟ ألم يُجر اختيار رئيس وزراء جديد لبريطانيا مؤخرا؟
لقد كان 2017 عاما حافلا بالحراك السياسي في البلاد.
نعم، كانت هناك انتخابات عامة في مايو 2015، وهي الانتخابات التي خالف فيه حزب المحافظين التوقعات وفاز بأغلبية ضئيلة في البرلمان، بعدما كان يشارك في ائتلاف حكومي مع حزب الليبراليين الديمقراطيين.
وكان أحد أركان حملة المحافظين الانتخابية التعهد بإجراء استفتاء حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، حتى إن كان موقف الحزب الرسمي هو البقاء في الاتحاد.
وجرى استفتاء الخروج من الاتحاد (بريكسيت) في يونيو 2016، وكانت النتيجة مفاجأة للكثيرين، إذ اختار الناخبون مغادرة الكتلة الأوروبية.
لكن رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، ديفيد كاميرون، كان قد أطلق حملة للتصويت لصالح البقاء، وبعد هزيمة معسكره، قرر كاميرون أنه حان الوقت للتنحي عن منصبه.
وأصبحت بعد ذلك تيريزا ماي رئيسة للوزراء التي لطالما قالت إن حكومتها ستكمل مدة ولايتها الممتدة لخمس سنوات.
وفي أبريل الماضي، فاجأت ماي الجميع ودعت إلى انتخابات جديدة خلال فترة سبعة أسابيع فقط.
لماذا؟ قالت ماي حينها إنها بحاجة إلى أغلبية أكبر لضمان استقرار سياسي في مفاوضات الخروج مع الاتحاد الأوروبي.
لكن المعارضين يعتقدون بأن ماي قد أغرتها قلة أعداد الناخبين من حزب العمال، أكبر أحزاب المعارضة، ورأت أنها فرصة سياسية مناسبة لإجراء انتخابات مبكرة.
ما هي الأحزاب الرئيسية في البلاد؟ وما هي الاختلافات بينها؟
جرت العادة أن يكون هناك حزبان رئيسيان، هما المحافظون والعمال.
ويميل المحافظون عادة إلى اليمين السياسي، بينما يحظى العمال بجذور عميقة في الحركة العمالية ويميلون لليسار السياسي.
وينضم إلى هذين العملاقين، حزب الديموقراطيين الليبراليين، الذي كان قويا في يوم من الأيام ومني بخسارة شديدة في الانتخابات الأخيرة، وحزب الخضر وحزب استقلال المملكة المتحدة اليميني الداعي لمغادرة بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ويُخصص 533 مقعدا لإنجلترا، التي تضم أكبر نسبة سكانية في المملكة المتحدة.
وفي أسكتلندا، يملك الحزب القومي الأسكتلندي 56 مقعدا من أصل 59 مقعدا، وهو المركز المهيمن الذي احتله الحزب على حساب حزب العمال في انتخابات 2015. ويريد القوميون الاستمرار في الحفاظ على هذا المركز. ودوليا، يُعرف هؤلاء بالدفاع عن استقلال أسكتلندا.
وفي ويلز، يملك الحزب الويلزي ثلاثة مقاعد من بين 40 مقعدا، بينما تضم آيرلندا الشمالية 18 مقعدا.
قصة زعيمين كبيرين
ويتميز نظام الاقتراع في المملكة المتحدة بالبساطة، فمن يحصل على أغلبية الأصوات في دائرته يفوز بالمقعد، فليس هناك نظام تحويل للأصوات أو تمثل نسبي.
ويميل النظام الانتخابي إلى تفضيل الأحزاب الكبيرة على الأحزاب الأصغر، كما يلعب التصويت التكتيكي دورا مهما في العملية الانتخابية.
ويعني هذا كله أن ثمة تركيزا كبيرا ليس فقط على المرشحين المحليين وإنما على زعماء الأحزاب الذين يمكن أن يكون أحدهم رئيسا للوزراء.
فهؤلاء الزعماء هما تيريزا ماي من المحافظين وجيرمي كوربن من العمال.
وفي النهاية كانت تيريزا ماي المرشحة الوحيدة المتبقية، وأصبحت رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة تلقائيا دون تصويت.
على الجانب الآخر، هناك جيرمي كوربين، 66 عاما، الاشتراكي المخضرم الذي كان انتخابه في 2015 زعيما لحزب العمال واحدا من أكبر الاضطرابات في تاريخ بريطانيا السياسي.
وتردد كوربن في الترشح لهذه الوظيفة الكبرى، لأنه لم يرغب أي من أصدقائه في حزب العمال أن يفعل ذلك. وراهنوا على خسارته بنسبة 200 إلى واحد.
وأدى فوزه في الانتخابات، مدعوم من القاعدة الجماهيرية لأعضاء حزب العمال، إحداث انقسام شديد في الحزب، وحاول نواب الحزب في البرلمان على الفور التخلص منه.
لكن قاعدته الشعبية أبقته في منصبه، بينما لا يزال خصومه السياسيون يسعون إلى الاستفادة من الأزمة السياسية في الحزب.
وباختصار، يسعى المحافظون الحصول على أغلبية كبيرة تساعدهم في مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي، وإبقاء الأمور "قوية ومستقرة" كما خططوا لها.
وعندما دعت ماي إلى انتخابات مبكرة، رجحت استطلاعات الرأي فوزها فوزا ساحقا وتعزيز سلطتها السياسية. لكن الأمور تتغير بسرعة كبيرة في السياسة.
ومنذ ذلك الحين، قدم ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص طلبات للتصويت، أكثر من مليون منهم دون سن 25 عاما. ومن غير الواضح كيف يمكن لذلك العدد أن يؤثر على النتائج.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب العمال يقترب من تضييق الفجوة مع المحافظين.
ولم يتضح ما إذا كان هجوم مانشستر في 22 مايو سيحدث اختلافا في توجهات الناخبين. ولا يزال يُنظر إلى المحافظين على أنهم الأوفر حظا في هذه الانتخابات.
وإذا خسر المحافظون مقاعد في البرلمان، فمن الممكن، إن لم يكن من المرجح، أن يجلس شخص لديه خطط مختلفة تماما على طاولة المفاوضات مع أوروبا.
وثمة أمر آخر محتمل أشار إليه استطلاع حديث للرأي تصدر الصفحة الأولى لصحيفة تايمز وهو خسارة حزب المحافظين لبعض المقاعد، ما سيؤدي إلى "برلمان بلا أغلبية".
ويعتبر هذا المصطلح مصطلحا بريطانيا محضا يشير إلى عدم وجود حزب واحد يحظى بأغلبية مطلقة في مجلس العموم. وربما يكون هذا شائعا في كثير من الدول التي لديها عادة حكومات ائتلافية، لكنه أقل في المملكة المتحدة.
أنا أجنبي أعيش أو أريد العيش في المملكة المتحدة. هل يمكن أن يؤثر هذا علي؟
ومن المؤكد أن تحتل قضية الهجرة مكانة كبرى في الحملات الانتخابية.
وتريد حكومة حزب المحافظين الحالية تقليل صافي الهجرة، وهو الفارق بين الذين يدخلون المملكة المتحدة والذين يغادرونها، إلى "عشرات الآلاف" سنويا. ويبلغ صافي الهجرة حاليا نحو 248 ألفا سنويا.
وينص برنامج المحافظين على أنهم يريدون مضاعفة رسوم المهاجرين ذوي المهارات، وهي ضريبة تصل إلى ألف جنيه إسترليني اقترحوها في أبريل الماضي، إذ ستدفع الشركات هذه الرسوم عن كل عامل أجنبي ترعاه.
كما وعدوا بزيادة الحد الأدنى للدخل الذي يتعين على الشخص الحصول عليه للحصول على تأشيرة عائلية، و"تشديد" شروط التأشيرة للطلاب.
ويقول حزب المحافظين إنه سيضاعف الرسوم الإضافية الصحية للهجرة بمقدار ثلاثة أضعاف، وهي ضريبة تفرض على المهاجرين للسماح لهم بالاستفادة من خدمات هيئة الخدمات الصحية الوطنية من 200 جنيه إسترليني إلى 600 جنيه إسترلني.
ويؤكد حزب العمال على أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يعني انتهاء مبدأ حرية حركة الأشخاص من أوروبا، لكنه وعد بأنه لن "يأخذ المهاجرين كبش فداء".
وبدلا من رفع حد أجور المهاجرين، يخطط حزب العمال لإلغائها، لكنه سيجبر القادمين إلى البلاد على البقاء دون أن يؤثر ذلك سلبا على المال العام. ويشمل برنامج الحزب تعهدا بـ "حماية العاملين بالفعل، بغض النظر عن انتماءاتهم" ويقول إنه لن يدرج الطلاب الاجانب ضمن قائمة أعداد المهاجرين الرئيسية.
لكنه في الوقت ذاته يقول إنه سيعين 500 شخصٍ إضافي إلى حرس الحدود.
ويؤيد حزبا الديمقراطيين الليبراليين والخضر حرية الحركة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي. ويقول حزب الديمقراطيين الليبراليين إنه سيسمح بدخول "العمالة عالية الخبرة" وسيخرج الطلاب من إحصاءات الهجرة الرئيسية، كما يقول حزبا العمال والويلزي.
كما يقول حزب الحضر إن نظام الهجرة واللجوء حال فوزهم سيكون "إنسانيا". ويقول الحزب الويلزي إنه سيصدر تأشيرة دخول خاصة بويلز.
ماذا عن القضايا الأخرى، مثل الصحة والضرائب؟
أنا أجنبي مقيم في المملكة المتحدة، فهل يمكنني التصويت؟
لا يمكن ذلك ما لم تكن مسجلا بالفعل. وانتهى موعد التسجيل في 22 مايو الماضي.
وإذا لم تكن مواطنا بريطانيا، لا يمكنك التصويت تحت أي ظرف، باستثناء المواطنين الأيرلنديين، أو مواطني رابطة الكومنولث المقيمين في المملكة المتحدة بإقامات قانونية.
فإذا كنت من إحدى تلك الدول وقمت بالتسجيل من قبل، في الانتخابات المحلية أو الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مثلا، ربما تكون مسجلا في قائمة الانتخابات، التي يمكنك مراجعتها مع سلطتك المحلية.
فيديو قد يعجبك: