إعلان

معركة الرقة تقترب من نهايتها.. و"داعش" يبحث عن "خروج آمن"

01:45 م السبت 10 يونيو 2017

معركة الرقة

كتبت – إيمان محمود:

خلال الأشهر الأخيرة، بدأت تتسارع التطورات الميدانية في محيط مدينة الرقة معقل تنظيم "داعش" وعاصمة خلافته المزعومة، لتتقدم قوات "غضب الفرات" وتستعيد المزيد من الأراضي السورية، من التنظيم الذي بات محاصرًا داخل المدينة منتظرًا نهايته.

وفي اليوم الخامس للمعركة الكبرى والحاسمة للقضاء على "داعش" في الرقة، سيطرت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" صباح اليوم السبت، على حي جديد في مدخل المدينة، بعد معارك عنيفة مع مسلحي التنظيم، في الوقت الذي وردت فيه أنباء عن وجود مفاوضات لتأمين خروج آمن لعناصر "داعش" من المدينة.

وقال قائد عسكري في قوات سوريا الديمقراطية لوكالة الأنباء الألمانية: "دخلت قوات سوريا الديمقراطية صباح اليوم حي الرومانية مدخل مدينة الرقة الشمالي الغربي، بعد معارك عنيفة مع مسلحي "داعش" الذين حاولوا صد الهجوم مستخدمين الدراجات المفخخة والعبوات الناسفة"، وأشار إلى مقتل أكثر من 10 مسلحين من "داعش"، بينما قتل وأصيب سبعة من قوات سورية الديمقراطية.

ويعتبر حي الرومانية هو الحي الثاني الذي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية من الجهة الشمالية والغربية بعد سيطرتها أمس على حي السباهية، وبذلك أصبحت قوات سورية الديمقراطية على محور الطريق الغربي الذي يفصلها عن حي الدرعية أكبر أحياء المدينة الغربية.

وبدأت قوات "سوريا الديموقراطية"، في مطلع نوفمبر الماضي، عملية "غضب الفرات" لطرد تنظيم "داعش" من الرقة، وذلك بالتعاون مع قوات كردية أخرى وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، وتمكنت منذ ذلك الحين من السيطرة على مناطق واسعة في محافظة الرقة وقطعت طرق الإمداد الرئيسية لمقاتلي التنظيم إلى المدينة من الجهات الشمالية والشرقية والغربية.

قصف التحالف

وكثفت طائرات التحالف الدولي غاراتها على مناطق داعش التي تتقدم فيها قوات غضب الفرات، لتأمين الطريق لها، لكن تلك الغارات تسفر في معظم الأوقات عن سقوط ضحايا مدنيين.

ففي الليلية الماضية، شنت طائرات التحالف الدولي عدة غارات مستخدمة الفسفور الأبيض على أحياء المدينة الغربي التي تشهد معارك مع قوات سورية الديمقراطية، وسقطت تسعة صواريخ على الجبهة الغربية انطلقت من قاعدة الجلبية 75 كم شمال غرب مدينة الرقة، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.

وقال موقع "الرقة تذبح بصمت"، اليوم، إنه تم توزيع منشورات "الإسعاف الأولي حال التعرض للفوسفور" داخل أحياء مدينة الرقة التي تتعرض لقصف يومي، لتخفيف أضرار القصف ولصعوبة وصول المدنيين إلى الانترنت.

وأكد أهالي المدينة مقتل أكثر من 45 مدنيًا في حصيلة أولية لقصف طيران التحالف الدولي. فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن عدد المدنيين الذين قتلوا في سوريا بسبب قصف طائرات التحالف الدولي حوالي 1500 شخص منذ بدء عملياتها في 23 سبتمبر 2014.

مفاوضات مع التنظيم

وقال نشطاء من مدينة الرقة، إن وفدًا من ديوان العشائر التابع لتنظيم "داعش" في مدينة الرقة خرج مساء أمس الجمعة، من الرقة متجهًا إلى قوات سوريا الديمقراطية للتفاوض معهم لتأمين خروج آمن لعناصر "داعش" من المدينة باتجاه محافظة دير الزور.

لكن عضو مجلس محافظة الرقة المدني المحامي إبراهيم الحسن، نفى علمه بوجود وفد من ديوان العشائر وصل إلى بلدة عين عيسى للتفاوض لتأمين خروج امن لمقاتلي داعش"، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وتزايدت الأنباء الفترة الماضية عن اتفاقات تجرى بين "داعش" وقوات سوريا الديمقراطية من أجل تأمين خروج التنظيم مقابل التخلي عن كامل أسلحته ومعداته، الأمر الذي نفته تلك القوات مؤكدة عدم وجود أي اتفاقات من هذا النوع، في الوقت الذي أعلنت فيه روسيا أنها تمتلك أدلة على تأكيد تلك الأنباء.

ألغام "داعش"

في محاولة منه لعرقلة تقدم القوات الكردية، نشر تنظيم "داعش" الألغام الأرضية في معظم المناطق المحيطة به، بالإضافة إلى استخدامه للقذائف والطائرات المسيرة لإلقاء القنابل، وهي طريقة في القتال بدأ التنظيم يستخدمها مؤخرًا بكثرة في العراق وسوريا.

وأفاد المرصد السوري، أمس، أن تنظيم الدولة أفرغ حي المشلب قبل أن تستولي عليه القوات الكردية، من السكان ليتيح أمام مقاتليه حفر خنادق وأنفاق داخله، كما قام بزرع كميات كبيرة من الألغام فيه.

وبسبب ألغام "داعش" أجبرت قوات سوريا الديمقراطية على التراجع والانسحاب بعد محاولة منها للتوغل داخل الفرقة 17 في الرقة. كما استخدم التنظيم الألغام لقتل المدنيين الذين يحاولون الهرب من مناطق سيطرته.

الوضع الإنساني

لا يزال عشرات آلاف المدنيين محاصرين داخل مدينة الرقة، ولا يسمح لهم التنظيم المتطرف بالفرار من الموت. وأعدم التنظيم صباح اليوم، شخصا يدعى أبو حسين حمدان، بتهمة "الهروب إلى أراضي الكفار"، وذلك بعد اعتقاله أثناء محاولته الخروج من مدينة الرقة باتجاه مناطق سيطرة الميلشيات الكردية بريف الرقة، بحسب موقع "الرقة تذبح بصمت".

وعبرت لجنة الإنقاذ الدولية في بيان أصدرته في بداية الأسبوع الحالي عن "قلق شديد على سلامة المدنيين في الرقة"، مشيرة إلى تراجع في أعداد الفارين منها، "ما قد يشير إلى أن "داعش" ينوي استخدام الذين لايزالون عالقين في المدينة كدروع بشرية"، حسب قولها.

كما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" عن مقتل 25 طفلاً وإصابة آخرين، نتيجة اشتداد المعارك في محافظة الرقة شمالي سوريا، وبقاء أكثر من 40 ألف آخرين محاصرين في خط الاشتباكات.

"العنف الشديد في الرقة يهدد حياة أكثر من 40 ألف طفل محاصر في ظروف خطيرة للغاية"، بحسب ما وصفته اليونيسف، التي قالت في بيان إنهم يتلقون تقارير مثيرة للقلق من المنطقة، وإن هناك 80 ألف طفل هجروا من مناطقهم نتيجة الاشتباكات الدائرة في الرقة، داعيةً إلى إجلاء الأطفال من المحافظة بشكل آمن.

فيديو قد يعجبك: