أمريكا.. مواقف "متناقضة" تجاه أزمة قطر
كتبت - إيمان محمود:
اتسم موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته بالتناقض حيال أزمة إعلان مصر والسعودية والإمارات والبحرين، الاثنين الماضي، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر واتهامها بدعم وتمويل الإرهاب في المنطقة.
ففي بداية الأزمة؛ سارع مسؤولون أمريكيون على رأسهم ترامب لتأييد القرار العربي، وبعد بضعة ساعات خرج "ترامب" ليعرض لعب دور الوسيط لحل الأزمة، ليتغير الموقف مجددًا بعد أيام قليلة بتصريح واضح يدعو فيه قطر إلى التوقف عن دعم الإرهاب فورا.
التناقضات في الموقف لم تتوقف عند ترامب، وامتدت لأعضاء إدارته، ليبدو الأمر مجددا أن هناك أكثر من رد فعل أمريكي.
غموض ترامب
في أعقاب الأزمة؛ أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دعمه للإجراءات التي اتخذتها الدول الأربعة ضد قطر، مؤكدًا أن عزل قطر يشكل "بداية نهاية" رعب الإرهاب.
الرئيس الأمريكي ألمح الثلاثاء الماضي، إلى أن قطر تمول التطرف، وقال في تغريدة عبر موقع تويتر: "خلال زيارتي الأخيرة للشرق الأوسط، حددت أنه لن يكون هناك تمويلاً للأيديولوجية الراديكالية مجددًا، وأشار الزعماء إلى قطر، انظر!".
وفي اليوم التالي لدعمه قرار قطع العلاقات مع قطر، كشف البيت الأبيض، عن أن "ترامب" تحدث مع أمير قطر تميم بن حمد، هاتفيًا، وعرض عليه المساعدة في حل الأزمة الدبلوماسية مع الدول العربية.
وأكد البيت الأبيض أن "ترامب" أوضح خلال المكالمة التي أجراها الأربعاء الماضي، أنه يمكن عقد اجتماع في البيت الأبيض، بين القادة العرب وتميم لحل الأزمة. وشدد الرئيس الأمريكي، في الوقت نفسه، على ضرورة أن تعمل كل دول المنطقة معًا لمنع تمويل الجماعات الإرهابية ووقف الترويج للفكر المتطرف.
وفي مؤتمر صحفي، أمس الجمعة، أكد "ترامب" أنه قرر مع وزير الخارجية ريكس تيليرسون، والجنرالات والعسكريين أن الوقت حان لدعوة قطر لوقف تمويل الأيديولوجية المتطرفة.
وقال في المؤتمر الذي عقده في البيت الأبيض مع رئيس وزراء رومانيا، إن قطر تاريخيًا هي ممولة للإرهاب وعلى أعلى المستويات.
وأضاف: على ضوء مؤتمر الرياض، تحدث إلي عدد من قادة الدول عن مواجهة قطر بسبب سلوكها، و"لذلك كان يجب علينا أن نصل إلى قرار: هل نمضي قدمًا في مواجهة قطر عبر الطريق السهل، أم في النهاية يجب علينا أن نسلك الطريق الصعب ولكن بإجراءات ضرورية".
ترامب أكد أنه من أجل القيام بهذا الأمر، يجب وقف التمويل، ووقف تعليم الكراهية ووقف القتل. داعيًا قطر ودولاً أخرى في المنطقة لأن تفعل المزيد وبشكل سريع.
"تيلرسون" يناقض نفسه
التناقض في الموقف امتد لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، الذي قال في تصريحات صحفية، الاثنين الماضي، بعد اجتماعات بين وزراء الدفاع والخارجية في الولايات المتحدة وأستراليا، إنه لا يتوقع أن يؤثر قرار قطع العلاقات مع قطر، بشكل كبير على قتال تنظيم "داعش".
وبعدها بأيام قليلة، طالب "تيلرسون"، مساء الجمعة، السعودية والإمارات والبحرين ومصر بتخفيف الحصار المفروض على قطر، قائلًا إن ما حدث "له تبعات إنسانية وتأثير على التحالف الأمريكي الذي يقاتل ضد تنظيم داعش".
وقال وزير الخارجية الأمريكي "نؤمن أن هناك نتائج غير مرتب لها، وخصوصًا خلال شهر رمضان الكريم، نتوقع أن هذه الدول ستتخذ خطوات فورية لتخفيف التصعيد".
البنتاجون يخالف الرئاسة
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، أن أزمة الخليج لم يكن لها تأثير، ولا يتوقع أن يكون لها أي تأثير على العمليات العسكرية الأمريكية في هذا البلد، الذي يأوي قاعدة عسكرية أمريكية مهمة؛ هي قاعدة "العديد".
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جيف ديفيز: "لم تتأثر عملياتنا سواء في قطر أو فيما يتعلق بالمجال الجوي المتاح حولها، ولا نتوقع أن يكون هناك أي تأثير".
وفي تصريحات لـ"ديفيز" مساء أمس، أشار إلى أن حصار قطر الذي تفرضه السعودية ودول خليجية، سيعرقل قدرة الجيش الأمريكي على التخطيط لعمليات ضد تنظيم "داعش" في الشرق الأوسط على المدى البعيد.
ولم يشرح المتحدث كيف يؤثر الحصار على التخطيط لعمليات طويلة الأمد، لكنه شدد على أن دولة قطر تظل ذات أهمية كبيرة للعمليات الجوية ضد تنظيم "داعش".
فيديو قد يعجبك: