لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مدير فرونتكس: الهجرة إلى أوروبا تغير مسارها لكنها لا تتوقف

03:21 م الثلاثاء 13 يونيو 2017

صورة من فيديو للقوات المسلحة البرتغالية في 29 ايار

روما (أ ف ب)
غيرت موجة الهجرة التي تتدفق على أوروبا طريقها مع إغلاق المعبر بين تركيا واليونان، لكن جموعا يتزايد عددها تحاول عبور البحر المتوسط بين ليبيا وايطاليا مغامرين بحياتهم.

وازدهرت صناعة إجرامية كاملة بهذا الشأن ما دفع أوروبا إلى تعزيز وكالتها لمراقبة حدودها الخارجية (فرونتكس). وتقوم هذه الوكالة بدور الشرطي الجيد والشرطي السيء في الآن ذاته. فهي تنقذ الغرقى من المهاجرين وهي تضعهم في مراكز استقبال حيث يمكن أن يطردوا إلى بلدانهم.

ولخص مدير فرونتكس فابريس ليدجيري الوضع في مقابلة مع فرانس برس.

من هم المهاجرون؟
تشهد السواحل اليونانية اليوم "وصول 80 أو مئة شخص يوميا في حين كان يصل نحو 2500 يوميا" قبل الاتفاق مع تركيا في مارس 2016، بحسب مدير فرونتكس.

لكن في الطريق الآخر شهد عدد من يصلون من أفريقيا عبر وسط البحر المتوسط وليبيا، زيادة فاقت 40 بالمئة.

معظم هؤلاء يأتون من غرب أفريقيا: سنغاليون وغينيون ونيجييريون. وبلغ عددهم لكامل عام 2016 ما يصل إلى 180 ألفا. وهم أساسا من المهاجرين الاقتصاديين تكفل بهم مهربو بشر. وبين هؤلاء الكثير من الشبان ولكن أيضا أسرًا وشابات. وتستغل نيجيريات في تجارة البغاء في أوروبا. ويلاحظ رئيس فرونتكس أن "الراحلين ليسوا الأشد فقرا فالأمر يحتاج إلى دفع مال للمهرب".

وبحسب المنظمة الدولية للهجرة وصل أكثر من مليون شخص إلى الاتحاد الأوروبي في 2015 اكثر من 850 ألفا منهم عبر السواحل اليونانية ويتحدر معظمهم من سوريا (56 بالمئة) وأفغانستان (24 بالمئة) والعراق (10 بالمئة).

ومع ابرام اتفاق مع تركيا في 2016، تراجع عدد الواصلين بحرا إلى أكثر من 363 ألف مهاجر.

في 2017 عند منتصف أبريل وبحسب حصيلة فرونتكس "وصل نحو 36 ألف مهاجر إلى إيطاليا منذ بداية العام أي بزيادة بنسبة 43 بالمئة مقارنة بالفترة ذاتها، أي بزيادة بنسبة 43 بالمئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الفائت".

من هم المهربون؟
في مستهل الجزء الخطر من الرحلة في الصحراء يتم نقل المهاجرين من قبل قبائل الطوارق أو التبو.

وأوضح "أن هذه القبائل هي في معظمها من الرحل ومعتادون على نقل السياح والآن عوض السياح بنقل المهاجرين" وهم لا يملكون ضرورة "الإرادة في القيام بعمل إجرامي".

في المقابل بالنسبة لعبور البحر الأبيض المتوسط يتعلق الأمر بشبكات إجرامية كبيرة وصغيرة. وفي أدنى السلم هناك عمليات صغيرة ينفذها أحيانا مهاجرون بانفسهم، لكسب ثمن عبورهم، بتحميل مراكب صغيرة بأعداد كبيرة من المهاجرين قبل محاولة عبور البحر. ثم يأتي الوسطاء الذين يجمعون المال وينظمون الرحلة لكن لا يصعدون المركب.

ويضيف مدير فرونتكس أن قادة شبكات يشرفون على هؤلاء وبينهم "على الأرجح أناس تولوا في الماضي وظائف في الشرطة" الليبية.

المبالغ المدفوعة
تقدير المبالغ ليس سهلا، لكن بحسب تقرير حديث للشرطة الأوروبية (يوروبول)، حصلت شبكات التهريب على ما بين 4,7 و5,7 مليارات يورو في 2015 (وتراجع هذا المبلغ بنحو مليارين في 2016).

وبهذه الثروة ينخرط المهربون الكبار في أنشطة إجرامية أخرى تحتاج رأس مال "سواء الاتجار في المخدرات أو الأسلحة وأيضا وهذا أمر لا يجب استبعاده، تمويل الإرهاب"، بحسب مدير فرونتكس.

من أين يعبر المهاجرون؟
الذين يأتون من غرب أفريقيا يبدأون رحلتهم بالحافلة، بحسب فابريس ليدجيري. وتشبه أراضي دول المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا فضاء شنغن، ويمكن السفر داخله لقاء مبلغ زهيد نحو 20 يورو.

وعند الوصول إلى نيامي عاصمة النيجر تبدأ مرحلة الهجرة غير الشرعية ويتطلب الوصول إلى الحدود الليبية دفع 150 يورو. ثم تأتي عملية العبور ويمكن أن تصل قيتها ألف يورو بحسب نوعية المركب ويمكن أيضا العثور على زوارق مطاطية لرحلة عالية المخاطر مقابل 300 يورو.

أما طريق شرق أفريقيا التي تنطلق من القرن الأفريقي فيسلكها الاريتريون والصوماليون والاثيوبيون. وهي أعلى ثمنا، بحسب لودجيري.

وتنظم الرحلة مجموعات إجرامية محلية تتعاون فيما بينها فمثلا تسلم شبكة سودانية زبائنها على الحدود إلى شبكة ليبية. و"هنا يمكن أن ترتفع التعرفة إلى ثلاثة آلاف يورو من القرن الأفريقي إلى إيطاليا.

ماذا يفعل الاتحاد الأوروبي؟
شكل عام 2015 مع أزمة المهاجرين في اليونان منعطفا. ومنحت أوروبا المزيد من السلطات والإمكانيات لفرونتكس. وقال مدير الوكالة "في بداية 2015 كنا قادرين على نشر حوالي 300 إلى 350 من عناصر حرس الحدود، أما اليوم فيمكننا نشر 1300 إلى 1400 من خفر السواحل في الوقت نفسه في عدة مسارح عمليات".

وشكلت أوروبا في 2016 مجمعا لرد الفعل السريع، فبات بالإمكان نشر 1500 حرس حدود في غضون خمسة أيام عند الضرورة. لكن في الآن نفسه تسعى فرونتكس إلى العمل الاستباقي لوقف تدفق المهاجرين قبل وصولها إلى البحر الأبيض المتوسط. وفتحت فرونتكس فرعا لها في نيامي لتعزيز تعاونها مع النيجر.

يبقى أن المفارقة تكمن في أن عمليات الانقاذ في البحر تشجع الهجرة ويستفيد منها المهربون الذين يرحلون أناسا على مراكب متداعية مؤكدين لهم أنهم ما أن يتجاوزون المياه الليبية سيتم التكفل بهم.

وأقر لودجيري "لم يسبق أن شهدنا مثل هذا العدد من السفن تتولى أعمال الدورية في البحر المتوسط، كما شهدنا في 2016 (..) وللأسف لم يسبق أن شهدنا مثل هذا العدد من الوفيات، أربعة آلاف بحسب منظمة الهجرة الدولية".

ويقول لودجير هناك رسالة يتعين تمريرها وهي أن الجنة التي يحاولون الوصول إليها "هي كذبة".

ويوضح "إما أن نقضي في البحر الأبيض المتوسط، أو نصل إلى أوروبا في ظروف بالغة السوء، هذا ليس النعيم الذي يصفه المهربون. وعلاوة على ذلك يعزز الاتحاد الأوروبي سياسة الترحيل والابعاد وبالتالي ما يمكن أن يحدث هو أن يخسر المهاجرون مدخراتهم لدفع المال للمهربين وفي النهاية تأتي طائرة لتعيدهم إلى بلدهم الأصلي.

هل ستتوقف الأزمة في يوم ما؟
ضغط الهجرة على حدود أوروبا ليس بالأمر العابر بسبب النزاعات وعدم الاستقرار في سوريا والعراق وليبيا والساحل وهو ما يدفع باتجاه أوروبا طالبي لجوء حقيقيين. وهناك سبب آخر وهو الفوارق الاقتصادية الكبيرة والفقر مع تنامي ديمغرافي كبير.

ويختم لودجيري بالتأكيد أنه طالما لم تتوصل الدول التي يتحدر منها المهاجرون إلى توفير مستوى عيش وآفاق لائقة "سيحدث ما حدث دئما عبر التاريخ، الرجال والنساء يتحركون".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان