لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد أسبوع من قطع العلاقات مع قطر.. أين تقف القوى الدولية والإقليمية؟

06:58 م الثلاثاء 13 يونيو 2017

قطع العلاقات مع قطر

كتبت- رنا أسامة:

قطعت عدة دول عربية على رأسها مصر والسعودية والإمارات، الأسبوع الماضي، علاقاتها الدبلوماسية وأغلقت المجالات الجوية والبحرية والبرية أمام قطر، لاتهامها بدعم وتمويل الجماعات الإرهابية، الأمر الذي تنفيه الدوحة.

كما أدرجت مصر والسعودية والإمارات والبحرين أكثر من 50 شخصا -على رأسهم رجل الدين المصري يوسف القرضاوي وأفراد من العائلة المالكة في قطر و12 كيانا على صلة بقطر- على قوائمها للتنظيمات الإرهابية.

وتباينت ردود فعل على الصعيدين الدولي والإقليمي، إزاء قطع العلاقات مع قطر. فأشادت بعض الدول بالقرار كما إسرائيل التي اعتبرت أنه "فرصة ممتازة" لتوحيد الجهود في محاربة الإرهاب، فيما وقف أخرى على الحياد داعية لفتح حوار لحل الأزمة مثل روسيا، وشجبت ثالثة الخطوة مُعتبرة إيّاها غير مقبولة ومُستهجنة كما إيران وتركيا.

وفيما يلي نستعرض أبرز مواقف القوى الدولية والإقليمية بعد أسبوع من قطع نحو 12 دولة علاقاتها مع قطر.

الولايات المتحدة

التباين كان السمة المُميّزة لموقف الولايات المتحدة حيال قطع العلاقات مع قطر.

وقبل أن يُعلّق ترامب على الأزمة، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز: "الرئيس ملتزم بمواصلة إجراء محادثات مع جميع الأشخاص المشاركين في تلك العملية، ومع جميع تلك البلدان. ونحن نريد أن نواصل تخفيف التصعيد. وفي هذه المرحلة، نواصل العمل مع كل من هؤلاء الشركاء".

غير أنه في اليوم التالي لقطع العلاقات، سارع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للإعلان عن دعمه للإجراءات المُتّخذة بحق قطر، مؤكدًا أن عزلها يشكل "بداية نهاية" رعب الإرهاب. وفي اليوم التالي لدعمه القرار، تحدّث هاتفيًا إلى الشيخ تميم، وعرض عليه تقديم المساعدة في حل الأزمة الدبلوماسية مع الدول العربية، بحسب البيت الأبيض.

1

لكن سُرعان ما عبر ترامب عن موقفه صراحة؛ حيث خرج يوم الجمعة الماضي، يطالب قطر بوقف تمويل الإرهاب بشكل سريع، ويُشير إلى أن كل من كان في قمة الرياض اتفقوا على وقف دعم الإرهاب. وقال في المؤتمر الذي عقده في البيت الأبيض، إن قطر تاريخيًا هي ممولة للإرهاب وعلى أعلى المستويات.

التباين في الموقف امتد لوزير خارجيّته ريكس تيلرسون، الذي قال قبل ساعات من تصريح ترامب، إنه لا يتوقع أن يؤثر قرار قطع العلاقات مع قطر، بشكل كبير على قتال تنظيم داعش، وأضاف أن "أمير قطر حقّق تقدما في وقف تمويل الإرهاب، وإبعاد المتشددين من بلاده"، داعيًا لتخفيف الحصار على قطر، مشيرا في نفس الوقت أن على الدوحة القيام بالمزيد من العمل لوقف دعم وتمويل الجماعات المتطرفة.

كما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أن أزمة الخليج لم يكن لها تأثير، ولا يتوقع أن يكون لها أي تأثير على العمليات العسكرية الأمريكية في قطر. وقال المتحدث باسمها جيف ديفيز: "لم تتأثر عملياتنا سواء في قطر أو فيما يتعلق بالمجال الجوي المتاح حولها، ولا نتوقع أن يكون هناك أي تأثير".

روسيا

بدا الموقف الروسي من قطع العلاقات مع قطر، وكأن موسكو تحاول إمساك العصا من المنتصف، حريصة على عدم خسارة أحد من أطراف الأزمة. فجاءت التصريحات الرسمية "على الحياد" إلى حدٍ كبير، داعمة جهود الوساطة لحل النزاع.

بعد ساعات من القرار، خرج الكرملين يؤكّد أن "استقرار وسلامة الوضع في الخليج من مصلحة روسيا". وقال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف إن "موسكو تأمل ألا يؤثر الخلاف الدبلوماسي الحالي مع الخليج على العزم المشترك في الحرب على الإرهاب الدولي".

2

فمن جهته، أعرب وزير الخارجية سيرجي لافروف عن قلق موسكو من أزمة قطع العلاقات مع قطر، قائلًا: "بناءً على سياساتنا، لا نتدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى أو علاقاتها الثنائية. ولكن لا يمكننا أن نكون راضين عن وضع تزداد فيه علاقات نظرائنا سوءا".

وأضاف لافروف، خلال اجتماع مع نظيره القطري في موسكو، السبت: "نؤيد الاتصالات مع جميع الأطراف في هذه العملية... الرئيس الروسي أجرى محادثات هاتفية مع نظرائه في المنطقة، ومحادثاتنا ستكون استمرارا لتلك الجهود. كل شيء يمكن أن تفعله روسيا باتفاق واهتمام الأطراف المعنية -سنحاول القيام به".

وعرضت روسيا على قطر تقديم مساعدات غذائية حال الضرورة، بحسب ما أعلن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي شدّد على أن الدوحة لا تحتاج إلى ذلك حتى الآن.

ألمانيا

بخلاف "التباين" الأمريكي و"الحياد" الروسي، سلكت ألمانيا موقف "المُعارضِ" من قرار قطع العلاقات مع قطر، وهو ما بدا واضحًا في تصريحات المسؤولين في حكومة المستشارة أنغيلا ميركل.

دعا وزير الخارجية الألماني سيجمار جابرييل إلى رفع الحصار على قطر وزيادة الجهود الدبلوماسية لحلّ الأزمة. وقال في مؤتمر صحفي مع نظيره القطري الجمعة "على دول الخليج رفع الحصار البحري والجوي الذي فرضته على الدوحة هذا الأسبوع".

3

كما حذّر جابرييل في مؤتمر صحفي مع نظيره القطري في برلين قبل أيام، من أن تقود أزمة قطر إلى حرب، مُشيرًا إلى أنه أجرى اتصالات على مدى الأيام الماضية مع نظرائه في السعودية وقطر وتركيا، وكذلك اتصالين هاتفيين مع وزيري خارجية إيران والكويت لبحث الأزمة.

وأعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن قلقها بشأن الوضع في قطر، وأضافت أنه يتعين على كل دول الخليج وإيران وتركيا أيضًا العمل معا لإيجاد حل لهذا النزاع الإقليمي. وقالت "سيكون من المستحيل تسوية الوضع ما لم تشارك كل الأطراف الإقليمية".

فرنسا

تباينت الآراء حيال قطع العلاقات مع قطر بين أوساط المسؤولين في فرنسا.

فمن جهة دعا الرئيس إيمانويل ماكرون إلى حل الخلاف مع قطر، وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، إن "فرنسا تتمنى أن تُحل التوترات الراهنة عن طريق الحوار". وأجرى الوزير جان إيف لو دريان محادثات مع نظيريه السعودي والقطري ومع ممثل عن ولي عهد أبوظبي، الثلاثاء والأربعاء الماضيين، لبحث الأزمة.

4

ومن جهة أخرى، اقترح وزير العدل الفرنسي إلغاء إعفاء قطر من الضرائب. ودعا حزب الجبهة الوطنية اليميني في فرنسا، الاثنين، ماكرون إلى قطع علاقات باريس مع الدوحة، اقتداءا بالدول المقاطعة.

وقال نائب رئيس الحزب، فلوريان فيليبوت، إن الوقت قد حان في فرنسا لكبح قطر، واصفًا إياها بـ"البلد الخطير"، حسبما نقلت صحيفة "تشالنج" الفرنسية.

بريطانيا

بعد قطع العلاقات مع قطر الإثنين الماضي، أعربت الخارجية البريطانية عن أملها بـ"التوصل إلى حل، وأن يستعيد مجلس التعاون الخليجي وحدته"، وخرج وزيرها بوريس جونسون، يدعو الدوحة إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات للتصدي لدعم الجماعات المتطرفة. وحثّ دول الخليج على إيجاد حل فوري للأزمة من خلال الوساطة.

5

وقال المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إدوين سموأل: "من مصلحة بريطانيا أن يتم التوصل إلى حل للخلافات التي نشأت بين دول مجلس التعاون الخليجي وتتم استعادة وحدة مجلس التعاون الخليجي حتى نتمكن من مواجهة تحديات المستقبل معا".

وبعد أسبوع على قطع العلاقات، طالبت بريطانيا دول الخليج بتخفيف الإجراءات المفروضة على قطر.

وقال وزير الخارجية البريطاني بعد لقاء نظيره القطري في لندن، "أشعر بالقلق بسبب بعض الإجراءات القاسية التي اتخذتها السعودية والإمارات ومصر والبحرين بحق دولة شريك لنا".

تركيا

أعرب وزير الخارجية التركي مولود جاويش، عن أسفه للخلاف الدبلوماسي بين قطر ومجموعة الدول العربية، وقال إن أنقرة تتطلع إلى حل سياسي للخلاف.

وأشار المتحدث باسم الحكومة التركية، نعمان قورتولموش، إلى أن بلاده ستقوم بكل ما يقع على عاتقها من أجل إيجاد حل للأزمة بين بعض الدول العربية وقطر. وأكّد أنه "يجب إبقاء القنوات الدبلوماسية مفتوحة، ونبذل جهودنا من أجل تحقيق ذلك".

6

وسارع البرلمان التركي إلى المصادقة على الاتفاق العسكري بين تركيا وقطر، في رسالة من أنقرة إلى القوى الإقليمية -وأهمها السعودية-مفادها أن "تركيا معنية بهذه الأزمة إلى حد بعيد ولن تقف مكتوفة الأيدي في حال تدهورت الأوضاع في المنطقة".

وأجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عددًا من الاتصالات الهاتفية مع الدول الخليجية التي أعلنت القطيعة مع قطر لنزع فتيل التوتر، بحسب وكالة "الأناضول". وقال المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم قالين، إن أنقرة قبلت قرار العقوبات ضد قطر مع الأسى، مؤكدة أنه يتعين حل المشكلة من خلال الحوار.

غير أن دعوة أردوغان إلى التهدئة ورفع الحصار الجوي والبري على قطر، لم تلق آذانا صاغية في الأوساط الخليجية على ما يبدو، إذ شنت بعص الصحف السعودية حملة على تركيا متهمة إيّاها بدعم قطر في إطار ما تصفه بدعم مشروع "جماعة الإخوان المسلمين"، وفق ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

إيران

اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، قطع العلاقات مع قطر بأنه أمر مرفوض ومستهجن فضلا عن كونه غير فاعل.

وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي علاء الدين بروجردي، إن التوترات القائمة حاليًا بين الدول العربية "ناجمة عن التدخل الأمريكي في شؤون المنطقة".

7

وأعلنت السلطات الإيرانية، الثلاثاء الماضي، ارتفاع عدد رحلات طيران قطر التي تعبر الأجواء الإيرانية إلى ما بين 100 و150 رحلة يومية.

وأعلن مسؤول بشركة الخطوط الجوية الإيرانية "إيران إير" عن نقل الشركة، مواد غذائية وخضروات، بواقع 4 رحلات من مطارات طهران وشيراز إلى قطر، بحسب وكالة أنباء فارس.

كما أرسلت طهران عدة طائرات محملة بمئات الأطنان من المواد الغذائية إلى قطر حتى تتمكن تواجه الدوحة من مواجهة أزمة نقص المواد الغذائية ومواد أخرى كانت تأتيها عبر المنفذ البري الوحيد لديها مع السعودية.

إسرائيل

اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، أن قرار عدد من الدول العربية قطع علاقاتها مع قطر يمثل فرصة ممتازة لتوحيد الجهود مع إسرائيل في محاربة الإرهاب.

وقال ليبرمان لنواب الكنيست الإسرائيلي، إن "القرار يُمكّن إسرائيل، في حقيقة الأمر، من مد يدها لها للتعاون في المعركة ضد الإرهاب". واستطرد قائلا: "أعتقد أن إسرائيل منفتحة على التعاون. والكرة حاليا في ملعب الآخرين".

8

ووصف "حاجاي تسورئيل"، مدير عام وزارة الاستخبارات الإسرائيلية، ما حدث بالزلزال الدبلوماسي. كما قال سفير إسرائيل السابق في أمريكا، مايكل أورين: "خط جديد رُسم في الرمال الشرق أوسطية. لم يعد (الوضع) إسرائيل ضد العرب، وإنما إسرائيل والعرب ضد الإرهاب الممول من قطر".

 

 

مصراوي| تابعونا في صفحة متخصصة تواكب شهر رمضان بتغطية خاصة

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان