بوتين يرد على أسئلة مواطنيه القلقين
موسكو (أ ف ب)
رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس على أسئلة مواطنيه على مدى ساعات متطرقا إلى همومهم اليومية وصولا إلى حياته الشخصية خلال جلسة متلفزة طغى عليها قلق شعب يرزح تحت وطأة سنوات من الأزمة الاقتصادية.
وهذا الظهور الإعلامي السنوي تخللته هذه السنة سلسلة رسائل نصية مسيئة ظهرت على الشاشة موجهة إلى بوتين الذي لم يعلن بعد إن كان سيترشح لولاية رابعة، وذلك قبل تسعة أشهر من الانتخابات الرئاسية عام 2018.
وبين الرسائل التي وردت في أسفل شاشة التلفزيون "ثلاث ولايات رئاسية، هذا يكفي!" و"متى ستتوقف عن انتهاك الدستور؟" و"متى ستعيد السلطة إلى الشيوعيين".
ولم يرد الرئيس على هذه الأسئلة كما لم توجه إليه أسئلة بعد أكثر من ثلاث ساعات من البرنامج حول توقيف أكثر من 1720 متظاهرا نزلوا الى الشارع الاثنين تلبية لدعوة المعارض الروسي اليكسي نافالني للاحتجاج على فساد النخب.
وتناولت غالبية الأسئلة هذه السنة الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها الشعب في مختلف أنحاء البلاد وخصوصا في الأقاليم، من رواتب متدنية وصولا إلى عدم كفاءة المسؤولين المحليين وعدم فاعلية الإدارات والكوارث البيئية والافتقار للبنى التحتية.
وقالت شابة في منطقة مورمانسك (شمال) مصابة بمرض السرطان أمام مستشفى لم يستكمل بناؤه بعد "ساعدنا، فلاديمير فلايديميروفيتش! نريد العيش وليس الاستمرار".
أدت سنوات من الأزمة الاقتصادية والنقدية التي تفاقمت من جراء تدهور أسعار النفط والعقوبات الغربية المرتبطة بالأزمة الاوكرانية إلى تراجع القدرة الشرائية ومداخيل الروس.
وعبر بوتين عن "قلقه" من تزايد معدلات الفقر في روسيا في السنوات الماضية بسبب الأزمة واعدا بإجراءات لتحسين مستوى حياة الروس كما دعا إلى زيادة الإنتاجية في العمل لتشجيع التوظيف.
وأكد بوتين على أن "الانكماش انتهى" مشددا على أن الاقتصاد الروسي سجل ثلاثة فصول من النمو "المتواضع" بعد سنتين من الأزمة الاقتصادية الناجمة عن انهيار أسعار النفط والعقوبات الغربية المرتبطة بالأزمة الأوكرانية.
وأضاف "لكن مداخيل مواطنينا تراجعت في السنوات الماضية. وما يثير القلق بشكل خاص هو أن عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت عتبة الفقر تزايد". وتابع الرئيس الروسي "بالإجمال، علينا التقدم في اتجاه يجعل الناس يشعرون فعليا بوجود تغيير نحو الأفضل".
وبحسب الاحصاءات الرسمية الروسية فان عدد الروس الذين يعيشون تحت عتبة الفقر اقترب السنة الماضية من 19,8 مليون شخص أي 13 في المئة من السكان وبزيادة ثلاثة ملايين ونصف المليون مقارنة مع عام 2014، إلى جانب تراجع كبير بمعدل عشر سنوات بالنسبة لتحسن مستوى معيشة السكان بعد تقدم كبير سجل في مطلع سنوات الألفين.
"لجوء" لجيمس كومي
يأتي ذلك غداة اعتماد مجلس الشيوخ الأمريكي عقوبات جديدة ضد روسيا، في قرار انتقده بشدة بوتين معتبرا أنه يصب في إطار سياسة واشنطن "لاحتواء" موسكو.
وقال "في كل مرة يشعر فيها شركاؤنا في العالم بأن روسيا تشكل منافسا مهما، يعتمدون عقوبات تحت مختلف الذرائع". وذكر بان هذا الأمر حصل "في الحقبة السوفياتية وحتى قبل ثورة أكتوبر (1917). لا شيء غير معتاد هنا".
ودعا بوتين الولايات المتحدة إلى التعاون مع روسيا في القضايا الدولية الرئيسية قائلا "نحن لا نعتبر أمريكا عدوتنا".
وردا على سؤال حول مدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق جيمس كومي الذي أقاله الرئيس دونالد ترامب في أوج العاصفة حول التدخل المزعوم للكرملين في حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قارن بوتين ممازحا بين كومي وادوارد سنودن العميل السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي الذي لجأ الى روسيا بعدما كشف عن برامج المراقبة لدى الوكالة.
وقال الرئيس الروسي "إذا فتح تحقيق بحقه، فنحن مستعدون لمنحه اللجوء السياسي في روسيا. يجب أن يعلم ذلك".
ولم يفوت بوتين فرصة توجيه سهامه لأوكرانيا التي وصلت علاقاتها مع روسيا إلى أدنى مستوياتها منذ ضم موسكو في مارس 2014 شبه جزيرة القرم وثلاث سنوات من النزاع الدموي في الشرق الانفصالي.
بوتين جد
تطرق بوتين أيضا للمرة الأولى إلى حفيديه قائلا إنه يرغب في أن يعيشا "حياة عادية".
وردا على سؤال حول التكتم الذي يحيط به شؤون عائلته، كشف الرئيس الروسي على التلفزيون الروسي أنه جد لطفلين.
وقال "في ما يتعلق بحفيدي فأحدهما يذهب إلى الحضانة حاليا، والاخر ولد في الآونة الأخيرة" ما أثار عاصفة تصفيق في الاستوديو. وعبر عن رغبته في إبقائهما بعيدا عن الأضواء لكي يتمكنا من عيش "حياة عادية".
وأوضح الرئيس الروسي خلال هذا البرنامج السنوي الذي يحمل اسم "خط مباشر" وتبثه القنوات العامة الروسية "من أجل ذلك، من الضروري أن يكونا برفقة أطفال آخرين بشكل عادي. إذا أعطيت اسميهما وعمرهما فسيتم التعرف عليهما فورا ولن يتم تركهما وشأنهما".
وعادة يحيط بوتين حياته الشخصية بتكتم شديد. ولا يتحدث إلا قليلا عن ابنتيه ماريا وكاترينا اللتين ولدتا على التوالي في 1985 و1986 ونادرا ما تظهران في مناسبات عامة. وفاجأ بوتين البلاد عندما أعلن في يونيو 2013 إلى جانب زوجته ليودميلا انفصالهما بعد زواج استمر 30 عاما.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: