إعلان

تنظيم داعش يضطر إلى تغيير تكتيكاته مع استمرار فقدانه للأراضى..(تحليل)

02:07 م الأربعاء 28 يونيو 2017

تنظيم داعش

القاهرة- (د ب أ):

يكاد يجمع المحللون والمسؤولون العسكريون على أن فقدان تنظيم داعش لمعاقله في سورية والعراق ليس إلا مسألة وقت، فالقوات المدعومة من الولايات المتحدة تتقدم في الرقة حيث معقل التنظيم في سورية، كما لم يعد أمام القوات العراقية إلا بضعة كيلومترات لتحرير مدينة الموصل ثاني أكبر مدن البلاد من سيطرة التنظيم.

إلا أن التفاؤل بشأن استعادة الأراضي من "دولة الخلافة" المهمة للغاية يحمل أيضا تحذيرا فى طياته فهذا لن يكون دلالة على نهاية التنظيم الذي أعاد تشكيل الشرق الأوسط منذ عام 2014 .

يقول العميد السابق بالجيش العراقي صفاء العبيدي إن "داعش يلتقط أنفاسه الأخيرة. ولكن لدى التنظيم خلايا نائمة في بغداد وغيرها من المناطق في العراق، ولذلك لابد من الحذر".

ورغم أن القوات العراقية حاليا "في وضع ممتاز" لهزيمة التنظيم في الموصل وغيرها من معاقله في العراق، فإن العبيدي يتوقع أن يسعى التنظيم لتحقيق "المزيد من النجاحات الإعلامية من خلال تنفيذ هجمات تستهدف المدنيين".

ولن تؤدى خسارة التنظيم لمعاقله في العراق وسورية سوى إلى إعادة تشكيل التنظيم، الذي يعمل على توسيع نطاق وجوده خارج الدولتين.

تقول عبير سعدي الباحثة في شؤون الجماعات والإعلام الجهادي بجامعة دورتموند بألمانيا :"سيشكل الأمر نهاية التنظيم بشكله الحالي، ولكنه لن يختفي".

وتضيف :"أشك أنهم سوف يحاولون السيطرة على أراض جديدة. وبدلا من ذلك، فإن فقدان الأرض يدفعهم إلى تغيير شكل وجودهم".

وقد كانت السيطرة على الأراضي هي المبدأ الذي تأسس عليه تنظيم "الدولة الإسلامية". إنه تنظيم له حكومته وولاته ومجالسه. ولكن لكي يظل يعمل، من المتوقع أن يتخلى عن هذا التوجه.

ويعني أي تحول في استراتيجية التنظيم أمرين: التوسع خارج سورية والعراق، وكذلك تبني مفهوم ان يكون دولة بلا دولة.

ويعمل التنظيم بالفعل منذ فترة طويلة من أجل تحقيق الأمر الأول. فقد تأسست ولاية خراسان التابعة للتنظيم في كانون ثان/يناير من عام 2015 في إقليم نانجارهار الذي مزقته الحرب فى شرق افغانستان لتنشط في كل من باكستان وأفغانستان.

كما شن مسلحون موالون للتنظيم العديد من الهجمات في الفلبين خلال الأشهر الماضية. وكان التنظيم أسس لوجود له في العديد من دول الشرق الأوسط، أبرزها مصر وليبيا.

أما الأمر الثاني فيعني التخلي عن فكرة السيطرة على المزيد من الأراضي لصالح فكرة شن "هجمات انتقامية".

تقول سعدي :"ومن أجل تحقيق هذا، فقد كثف التنظيم على وسائل التواصل الاجتماعي من الدعوات الموجهة إلى أتباعه، خاصة الذئاب المنفردة".

وتشير إلى أن رسائل التنظيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والشبكات الإلكترونية إلى الموالين له والمتعاطفين معه تشجع على أعمال مثل هجمات الطعن والدهس التي يتم تنفيذها بشكل متزايد في الدول الأوروبية.

وقد قام التنظيم في الوقت نفسه بتغيير لهجته لإعداد أتباعه للخسائر التي يمنون بها. وكان التنظيم قال لأتباعه في عدد صدر في أغسطس من مجلة "النبأ" التي يُصدرها إن "كثيرا من المسلمين ينظرون إلى النصر والهزيمة على أنهما معياران لصحة المنهج أو بطلانه ولا ينظرون إليهما في السياق العام للمعركة بين الحق والباطل ...الثبات على المبدأ وصلابة العزم هما من معايير النصر الحقيقية ...وسيكون النصر لجنود الخلافة اليوم ...مهما كثرت الجراح".

وفجّر عناصر التنظيم قبل أيام جامع النوري ومئذنته وسط الموصل، في خطوة وصفها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بأنها "إعلان رسمي لهزيمتهم". وكان هذا المسجد شهد الظهور الوحيد لزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي في تموز يوليو من عام 2014 لإعلان "الخلافة" رسميا.

يقول الميجور جنرال روبرت جونز نائب قائد وحدة الاستراتيجية والدعم في التحالف التي تقوده الولايات المتحدة، تعليقا على مزاعم روسيا بأنها قتلت البغدادي :"ما أقوله هو أن البغدادي، سواء أكان حيا أو غير ذلك، أصبح شخصية منعزلة بصورة متزايدة. فعدد كبير جدا من مساعديه المخلصين قُتلوا".

ويعتقد جونز أن أتباع البغدادي لا يشعرون بأنه "يتم قيادتهم على نحو خاص" وإنما يشعرون بأنهم " تم هجرهم وأصبحوا معزولين".

ولا تتفق سعدي مع هذا الرأي، وتتوقع أن تنبثق من داخل التنظيم حركات أكثر تشددا وتتسلم قيادته، مع الحفاظ على استراتيجية اتصالات مشابهة وهى تدعو إلى مخاطبة الشباب.

وقالت إن "هذه الحركات سترجع في الواقع خسارة التنظيم الهائلة في الأفراد والمعدات إلى تمسك القيادة بالأرض"، وأضافت أنه "بعد ذلك، ستعمل على /تصحيح مسار/ التنظيم، وإن كانت ستواصل محاولة تجنيد الشباب في كل مكان".

فيديو قد يعجبك: