لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد الحصار.. هل يسقط تميم ومن المرشحون لخلافته؟

05:16 م الإثنين 05 يونيو 2017

تميم بن حمد أمير قطر

كتب- محمود فاضل ونانيس البيلي:

حالة من التوتر تسود أفراد عائلة "آل ثاني" بسبب سياسات أمير قطر الحالي "تميم" على مستويات مختلفة، والتي خلفت فقدان علاقتهم مع دول عربية كبيرة وشقيقة على رأسها مصر والسعودية والإمارات.. الأمر الذي يفتح التساؤل عن امكانية تكرار قصة "الانقلاب" التي امتازت بها قطر منذ تأسيسها في 3 نوفمبر 1971، وحتى انقلاب الأمير تميم على والده بدعم من والدته الشيخة موزة.

ولعل خطوة قطع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وقطر والتي اتخذتها العديد من الدول العربية الأخرى بعد أن فاض بها الكيل من المواقف القطرية تصب في اتجاه تصحيح المسار وإعادة الأمور إلى جادة الصواب.. فهل تُسقط حكم تميم وتشهد البلاد انقلاباً جديداً؟.

انقلابات قطر "الخمس"

يحفل تاريخ قطر بالانقلابات والانقسامات في مؤسسة الحكم منذ إعلان استقلالها فى السبعينيات من القرن الماضي...

ويرشح محللون سياسيون، سيناريوهين لتصحيح المسار في قطر بعد قرارات الحصار التي تبعت تصرفات "تميم" الخارجية في دعم الإرهاب بالمنطقة وتوتر العلاقات مع الدول المجاورة والتي دفعت 7 دول لقطع العلاقات مع الدوحة.

الحكام الأصليون لقطر يتحركون 

السيناريو الأول يلوح مع تنصل أسرة آل ثاني حكام قطر الأصليين وأبناء عمومة "تميم"، من سياسات النظام الحالي والاعتذار للمملكة السعودية على خلفية الرسوم المسيئة للمملكة التي نشرتها قناة الجزيرة، ووجه فرع العائلة المنتسب لأول حاكم لقطر عقب الاستقلال عن الاحتلال البريطاني في 1971، اعتذاره من خلال بيان بعث به لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولشعب المملكة.

509602-الاعتذار

زُيّل البيان بتوقيع الدكتور سعود بن ناصر آل ثاني، عضو الأسرة الحاكمة في قطر، والذي خرج بعدها في مداخلة تليفونية مع قناة "ten"، طالباً تغيير نبرة صوته خوفاً من استغلال بصمة صوته من قبل السلطات القطرية.

إلا أنه بعد المداخلة بأيام قليلة، أعلنت الدكتورة نجود آل ثاني اعتقال شقيقها الشيخ سعود بن ناصر آل ثاني، من قبل السلطات القطرية ووضعه رهن الإقامة الجبرية ومصادرة كافة متعلقاته – من خلال حساب منسوب للشيخ سعود على "تويتر".

ويقول اللواء السعودي المتقاعد أنور عشقي، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية، إن الشيخ سعود آل ثاني، هو المرشح الأوفر حظا لخلافة تميم بن حمد، باعتباره زعيما للمعارضة ومنتميا أيضا للأسرة القديمة في قطر قبل انقلاب 1996.

بداية تأثير الحصار

تحرك فرع العائلة المالكة، دخل حيزاً خطيراً خلال الساعات الماضية، حيث دشنوا هاشتاج "الحكم لأحفاد أحمد بن علي"، بينما كشفت نوف بنت أحمد آل ثاني، الأمين العام المساعد لائتلاف المعارضة القطرية، عبر حسابها بموقع "تويتر"، إن الائتلاف بدأ التنسيق لتشكيل حكومة إنقاذ لقطر وتقديم تميم وموزة للمحاكمة.

ويعلق اللواء المتقاعد أنور عشقي، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية، إن الشعب القطري ليس أمامه أكثر من أسبوعين للقيام بحركة شعبية ضد نظام الحكم الحالي، مضيفا في تصريحات هاتفية لمصراوي: "الشعب القطري لن يتحمل هذه المقاطعة وسيكون لها تأثير كبير عليه، خاصة من الناحية الاقتصادية".

وقال: "الشعب القطري سيضج وسيشعر أنه معزول، ولن يسمح له بدخول الدول الأربعة التي اتخذت القرار، وشركات الطيران القطرية ستنهار خلال أسبوع على الأكثر، كما أن قطر لن تجد إلا الأجواء الإيرانية والتركية للمرور منها وهو ما سيكلف الكثير من الناحية المالية".

"مشعل" مرشح آخر للمنصب

الوجه الأخر الحاضر بقوة والمرشح لتولى المنصب حال الإطاحة بتميم، هو مشعل بن حمد الأخ الأكبر وغير الشقيق لأمير قطر الحالي، بعد خروجه من السجن، والذي قضى به مدة 20 عاما لرفض انقلاب والده على جده.

وكان قد تداول نشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي، صورة لمشعل بن حمد، بعد خروجه من السجن.

04-03-14-626385205

جاسم هل يخلف تميم؟

وعن امكانية حدوث انقلاب ضد أمير قطر، علق الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، بأنه لا يمكن التفكير الخليجي في اسقاط تميم وتولي آخر على الأقل في الوقت الراهن، لأنها سابقة يمكن أن تحدث لديهم إذا تكرر هذا الموضوع.

وأضاف "فهمي" في تصريحات لمصراوي، أن التفكير في الصراع داخل الأسرة الحاكمة في قطر مرتبط بعدة أمور، أولها أنه لا يوجد ولي عهد للشيخ تميم بن حمد، ولكن هناك الشيخ أحمد نائب أمير قطر وهو بدون صلاحيات وبالتالي يخلو منصب ولي العهد، متابعًا أن نجل تميم عمره 8 سنوات ومن المفترض أن يتولى سدة الحكم.

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن هناك شخصيات نافذة في الأسرة الحاكمة لها دور مثل جاسم بن حمد رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق والأمير أحمد نجل عمه وبعض الأمراء الهاربين في الخارج. 

وأوضح أن هناك طرفان داخل قطر فاعلين وهامين، أول طرف ما يعرف بأسرة "آل المسند" التي تنتمي إليها الشيخة موزة وهي أحد الرموز البارزة في صناعة الحكم إلى جوار زوجها الشيخ حمد بن خليفة، وأنها قوة تزن الأسرة الحاكمة، مشيراً إلى دورها في دعم الأمير تميم في عام 2016 حينما كانت هناك محاولة للانقلاب عليه.

وعن الفرع الثاني من العائلة الحاكمة في قطر والذي يتزعمه الدكتور سعود بن ناصر آل ثاني، أوضح "فهمي" أن هذا الفرع داخل الأسرة الحاكمة نفسه، وأن ناصر شخصية مهادنة قد لا تصلح لإدارة البلاد في الفترة المقبلة برغم حضوره في المشهد، وأنه يعد أحد الأمراء الموجودين لكنه ليس أقواهم.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن الأمراء غير مختلفين على الشيخ تميم بقدر اختلافهم على الأولويات والمهام، فهناك تيار نافذ يرى إقامة علاقات قوية وطيدة مع السعودية والخليج على حساب العلاقات مع إيران وأمريكا، وهذا هو جوهر المشكلة.

ويرى "فهمي" أن جاسم بن حمد رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق، هو أقوى وأهم الشخصيات، في حين يشير إلى أن دور الأشقاء محايد، فمشعل وجاسر ليس لديهم مطامع ولا طموحات في السلطة.

الموقف الأمريكي من "تميم"

سيناريو آخر تشير إليه الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، بالضغط على تميم ليحتوي الأزمة بنفسه، قائلة إن الحصار الذي فرضته مصر و دول خليجية على قطر بقطع العلاقات الدبلوماسية لن يكون كافيًا وحده لإسقاط تميم بن حمد من سدة الحكم إلا بـ"تحرك أمريكي"، والذي وصفته بغير الواضح إلى الآن وأنه من الصعب التكهن بموقف واشنطن لأن ترامب "رجل صفقات"، بحسب وصفها.

وأضافت أستاذ العلوم السياسية في تصريحات لمصراوي، أن قطر دولة ليس لها حركة تجارة كبيرة وأن اقتصادها يعتمد على امتلاكها للنفط والغاز فقط، والدول التي أعلنت قطع العلاقات الدبلوماسية معها لا ترتبط بمصالح كبيرة مع الدوحة باستثناء السعودية ومسألة الترابط الاستراتيجي والسياسي بينهما، مشددة على أن تلك الضغوطات هي فرصة سانحة لدولة مثل مصر أن تأخذ خطوات أخرى ضد قطر.

وعن موقف الولايات المتحدة، أكدت أن الموقف الأمريكي إلى الآن ليس واضحًا، فلا أحد يعلم ما يدور في الكواليس، ولكنها تعتقد أنه سيميل إلى تأييد المملكة العربية السعودية، و"العبرة في مدى هذا التأييد هل سيساعد في إزاحة تميم من السلطة أم سيكون فقط تأييد لفظي دبلوماسي سياسي؟".

وعلقت أستاذ العلوم السياسية على دعوة أمريكا على لسان وزير خارجيتها ريكس تيلرسون، دول مجلس التعاون الخليجي إلى حل الخلافات والحفاظ على وحدته، قائلة "إنه كلام دبلوماسي يقال في أي مناسبة، كما أنه لا يوجد طرف محايد يحتوي الأزمة القطرية لأن أغلب دول المجلس قطعت العلاقات مع الدوحة". 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان