الأزمة القطرية: أين وصلت الوساطة الكويتية؟
كتبت - إيمان محمود
في أعقاب الأزمة الخليجية القطرية، وتأجج الخلافات التي وصلت إلى حد إعلان بعض الدول العربية قطع علاقتها الدبلوماسية مع قطر، شرعت بعض الدول في التهدئة والوساطة، كان أبرزها الكويت التي أجرى أميرها صباح الأحمد الجابر الصباح زيارات إلى قطر والإمارات والسعودية لمحاولة حل الأزمة والتأكيد على وحدة وتماسك دول مجلس التعاون الخليجي.
وقطعت السعودية والبحرين والامارات ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في أخطر أزمة دبلوماسية في المنطقة منذ سنوات. وحذت دول أخرى حذوها. وأوقفت الدول الأربع كل الرحلات من والى قطر وسحبت السفراء من الدوحة وطلبت من الدبلوماسيين القطريين مغادرة أراضيها.
وخلال اتصالات هاتفية؛ طلب أمير الكويت الشيخ من نظيره القطري، تميم بن حامد آل ثاني، "التحلي بضبط النفس والتوقف عن اتخاذ خطوات من شأنها التصعيد، وفقا لبيان نشرته وكالة الأنباء الكويتية الرسمية "كونا".
وعلى خلفية المحادثة الهاتفية، آل ثاني قرر تأجيل الخطاب الذي كان مقرر إلقائه على الشعب القطري بسبب الأزمة الدبلوماسية، لإعطاء وقت لأمير الكويت لكي يقوم بـ"اتصالاته مع أطراف الأزمة لمحاولة احتواها".
وشدد البيان على أن "الكويت لعبت دورا هاما في الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين قطر وجيرانها في منطقة الخليج في عام 2014".
وأكد مسؤول بوزارة الخارجية الكويتية، أحمد ناصر المحمد الصباح، أن بلاده تواصل نهجها القائم على "الاعتدال والاتزان" تجاه قضايا المنطقة لحل الأزمات من خلال "الحوار المباشر"، بحسب البيان الذي نشرته "كونا".
ويرى مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات الاستراتيجية، إن محاولات الوساطة التي تجري حاليًا من عدة دول وعلى رأسهم الكويت، من الممكن جدًا أن تنجح.
وأوضح غباشي في تصريحات لمصراوي أن السعودية والإمارات والبحرين، لديهم رعب من خروج قطر من مجلس التعاون الخليجي وانضمامها إلى إيران، موضحًا
وأكد أن هناك أطراف إقليمية خارج الصراع تتربص بالأزمة الحالية بين دول الخليج، ومن مصلحتها أن تتأجج الأزمة، لكي تتولد هناك أزمة جديدة في العالم العربي ولكي يصبح هناك شرخ في البنيان الخليجي الثابت والمتماسك منذ 1981.
وتوجه أمير الكويت إلى الدوحة مساء الأربعاء، في زيارة وصفت بـ"الأخوية" حيث كان في استقباله أمير قطر، وذلك بعد زيارتيه إلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، حيث التقى في دبي، الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وأجرى أمير الكويت مع الشيخ محمد بن راشد والشيخ محمد بن زايد مباحثات تناولت العلاقات بين البلدين ومسيرة مجلس التعاون الخليجي وسبل تعزيزها على جميع المستويات بشكل خاص وكذلك التطورات الراهنة في المنطقة العربية، وأكدوا على أهمية تعزيز التعاون والتنسيق الإقليمي والدولي لمكافحة التطرف والإرهاب وتجفيف منابعه ومصادر تمويله، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.
وأشاد الشيخ محمد بن راشد والشيخ محمد بن زايد بدور أمير الكويت ومساعيه نحو "مستقبل خليجي عربي أكثر استقرارا".
وكان أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الامارات، قال إن الوساطة في الوقت الحالي "لن تؤدي إلى نتيجة"، معتبرا أنها تأتي مع بدء تنفيذ الشروط. واصفا أمير دولة الكويت الشقيقة بأنه أحد أبرز قادة المنطقة التي يكن له كل الاحترام.
وأضاف قرقاش، أمس، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات، أن قطع العلاقات مع الدوحة حصيلة تراكمات سنوات عديدة من السياسات القطرية التخريبية.
وشدد قرقاش على وجوب أن تكون هناك خريطة طريق واضحة لتنفيذ خطوات تم الاتفاق عليها خلال أزمة مشابهة عام 2014 شهدت أيضا قطع علاقات مع الدوحة، تعهد أمير قطر حينها أن تنفذ بلاده هذه الخطوات لكنها لم تف بتعهداتها.
أما البحرين فقد شككت في نجاح مساعي الكويت لحل الأزمة، حيث قال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن احمد ال خليفة، إنه يقدر الوساطة الكويتية لحل خلاف دول عربية مع قطر، موضحًا أن كل الخيارات متاحة أمام بلاده لحماية نفسها من الدوحة.
وأكد الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في تصريحات صحفية إنه "يشك في أن قطر ستغير من سلوكها".
الشيخ خالد كتب أيضًا على صفحته الرسمية على تويتر: "أمير الكويت ساع بالخير لكن سياسات قطر لم تمنح مساعيه النجاح".
جهود أمريكية وفرنسية
الكويت ليست الدولة الوحيدة التي تبذل جهودًا مكثفة لاحتواء الازمة، حيث أجرى الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والفرنسي ايمانويل ماكرون سلسلة اتصالات هاتفية مع قادة الدول المعنية.
فبعد ان أعرب ترامب عن دعمه الاجراءات العقابية بحق قطر، عاد وعرض مساعدته لنزع فتيل الازمة غير المسبوقة داخل مجلس التعاون الخليجي.
وعرض ترامب في اتصال هاتفي مع الشيخ تميم "استعداده لإيجاد حل للأزمة الدبلوماسية في الخليج، مؤكداً حرصه على استقرار المنطقة". واشار الى إمكان استضافة المعنيين بالأزمة في البيت الأبيض للتحاور.
كما دعا ماكرون في اتصالات منفصلة مع أمير الكويت والرئيس الإيراني حسن روحاني والعاهل السعودي الملك سلمان "كل الأطراف" إلى مواصلة "الحوار".
وشدد ماكرون على "تمسكه في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة ومكافحة الإرهاب دون أي التباس".
فيديو قد يعجبك: