"جنيف7" تتقدم في سلة الإرهاب .. واستمرار الخروقات لهدنة جنوب سوريا
كتبت – إيمان محمود
تتواصل اجتماعات الجولة السابعة من محادثات جنيف حول سوريا، لمناقشة ما يُعرف بـ"السلال الأربع"، وذلك بالتزامن مع احتداد الوضع ميدانيًا، واستمرار الاشتباكات والقصف على مختلف الأنحاء السورية، مع هدوء نسبي في الجنوب السوري الذي يحاول أطراف الصراع الالتزام بالهدنة المنعقدة فيه.
وأفادت وكالة الأنباء السورية "سانا"، باستمرار الحوار السوري-السوري في "جنيف 7"، ونقلت عن بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية، أن الوفد بدأ مناقشة جدية مع المبعوث الخاص حول موضوع مكافحة الإرهاب الذي يعد مدخلا مهما لاستكمال مناقشة هذا الملف الذي هو أولوية الأولويات بالنسبة لوفد الحكومة السورية.
ولم تعلن الأمم المتحدة حتى الآن عن أجندة اليوم في الحوار السوري-السوري حيث كانت أعلنت أمس عن لقاء بين مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا ووفود المعارضة دون أن تحدد أي وفد، لكن دي ميستورا حدد أن اجتماعات اليوم ستكون سياسية دون أن يحدد أي وفد سيتم معه الحوار السياسي.
وأكدت "سانا" أن دي ميستورا طلب من وفود المعارضة أن تأتي بوفد واحد إلى مقر الأمم المتحدة بجنيف إلا أن المعلومات تشير إلى أن هذه الوفود لم تتوصل بعد إلى ورقة واحدة بهذا الشأن.
وكانت منصات الرياض والقاهرة وموسكو التقت أمس للتوصل إلى ورقة ولكن لم يصدر أي شيء عن الاجتماع بشكل رسمي في حين تناقل صحفيون مقربون من المعارضة استمرار الخلاف بين المنصات الثلاث.
من جهتها، اعتبرت عضوة وفد المعارضة في جنيف، مرح البقاعي، أن الاجتماعات والمساعي التي تتم لتقريب وجهات النظر بين الوفود الـ3، إنجاز على طريق توحيد الصفوف، واصفة المحادثات التي تجري بـ"البناءة".
وأوضحت البقاعي أن النقاشات التقنية والسياسية تتداخل في هذه الجولة من مفاوضات جنيف، لافتة إلى أن "هناك الكثير من العمل الذي تقوم به اللجان المنبثقة عن الهيئة العليا لإنجاز الأوراق المطلوبة بخصوص السلال الـ4"، بحسب ما نقلته صحيفة "الشرق الأوسط".
وأضافت: "أنجزنا مشروعا من 40 صفحة بخصوص الأمن ومكافحة الإرهاب ومن ضمنه إرهاب الدولة وناقشناه الاثنين، على أن يسلك طريقه وصولا إلى بحثه مع فرق الأمم المتحدة".
ميدانيا
على الصعيد الميداني، لا يزال وقف إطلاق النار في الجنوب السوري، الذي أعلن بموجب اتفاق بين كل من روسيا والولايات المتحدة والأردن، متماسكاً بشكل نسبي بعد يومه الثالث، رغم بعض الخروق التي ترتكبها قوات النظام السوري والميليشيات المعارضة في أجزاء من محافظة السويداء.
الاتفاق شمل ثلاث محافظات: السويداء ودرعا والقنيطرة، وهضبة الجولان المحتل، رغم أن فصائل "الجبهة الجنوبية"، قاطعت محادثات أستانا الأخيرة، التي انتهت الأربعاء الفائت، دون تحقيق تقدم بخصوص رسم حدود مناطق "تخفيف التوتر".
وتُشرف قوات الشرطة العسكرية الروسية، على وقف النار بالتنسيق مع الأردنيين والأمريكيين، بموجب الاتفاق.
وفي محافظة درعا، سجل المرصد السوري لحقوق الإنسان في اليوم الثالث من الهدنة، قصفت قوات النظام قبيل منتصف ليل أمس الثلاثاء، مناطق في درعا البلد، بالتزامن مع استهداف المنطقة بالرشاشات الثقيلة من قبل قوات النظام، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
أما في ريف السويداء فواصلت قوات النظام والميليشيات عملياتها العسكرية معلنة أنها تستهدف تنظيم "داعش" في المنطقة، إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان أكد أن الفصائل الموجودة هناك - في إشارة إلى جيش أسود الشرقية وقوات الشهيد أحمد العبدو وهي من الفصائل التي تتلقي دعماً من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة - تمكنت من إصابة مقاتلة حربية للنظام.
وفي بادية السويداء، أكد المرصد أن الفصائل المعارضة هناك لم تبلغ من أية جهة إقليمية أو دولية باتفاق وقف إطلاق النار الذي يشمل مناطقهم.
اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب، ينص على انسحاب عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها وانسحاب الفصائل المقاتلة والإسلامية من خطوط التماس في كافة المحاور، وانتشار قوات الأمن الداخلي التابعة للنظام في هذه الخطوط، وتجهيز البنى التحتية لعودة اللاجئين السوريين تباعًا من الأردن، وإجراء انتخابات مجالس محلية يكون لها صلاحيات واسعة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى هذه المناطق.
فيديو قد يعجبك: