اتهامات حقوقية دولية للسلطات العراقية بارتكاب "جرائم حرب"
القاهرة – (مصراوي):
اتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش، السلطات العراقية بارتكاب "جرائم حرب" بحق عائلات من يُشتبه في انتمائهم لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بعد أيام قليلة من إعلان بغداد تحرير الموصل بالكامل من سيطرة التنظيم الإرهابي.
قالت المنظمة ومقرها نيويورك بالولايات المتحدة، في تقرير جديد باللغة الانجليزية نشر على موقعها الرسمي، الخميس، إن السلطات أنشأت ما أسمته "مركز تأهيل" لما يقل عن 170 عائلة لرجال يشتبه في انتمائهم إلى التنظيم المتشدد.
ورصدت المنظمة خلال زيارة ميدانية للمركز، وبعد استماعها لروايات وشهادات من 14 عائلة، انتهاكات حقوقية ارتكبتها السلطات العراقية المسؤولة عن ذلك المركز.
ولم تعقب السلطات العراقية حتى الآن على هذا التقرير.
وكانت منظمة العفو الدولية قالت يوم الثلاثاء إن القوات العراقية وقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ربما ارتكبت جرائم حرب خلال معارك تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم.
وأشارت المنظمة الدولية في تقرير لها إلى أن القوات استخدمت أسلحة متفجرة غير دقيقة، ما أسفر عن مقتل الآلاف من المدنيين، وأضافت أن "بعض الانتهاكات التي ارتكبتها هذه القوات قد تُعدّ بمثابة جرائم حرب".
وطالبت مديرة البحوث بمكتب بيروت الإقليمي لمنظمة العفو الدولية لين معلوف الحكومة العراقية ودول التحالف بقيادة الولايات المتحدة، بالإقرار فوراً وعلناً بحجم وخطورة الخسائر التي وقعت في أرواح المدنيين أثناء العملية العسكرية التي قامت بها لاستعادة السيطرة على الموصل.
وقبل ثلاثة أيام أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، رسميا من داخل مقر عمليات تابع لقوات مكافحة الإرهاب الانتصار على تنظيم داعش في مدينة الموصل.
واستغرقت معركة الموصل نحو تسعة أشهر بدعم من التحالف الدولي ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة، وأدت إلى الكثير من الخسائر المادية، ومقتل آلاف المدنيين، ونزوح أكثر من 920 ألفا آخرين.
والموصل هي ثاني أكبر المدن العراقية، وسيطر عليها تنظيم داعش في يونيو من عام 2014 بعد فرار الجيش العراقي.
وشهدت الموصل أول ظهور علني لزعيم داعش أبو بكر البغدادي، عندما اعتلى منبر جامع النوري التاريخي ليعلن ما أسماه "دولة الخلافة".
وودمر تنظيم داعش جامع النوري ومئذنتت الحدباء أثناء معاركه الأخيرة مع القوات العراقية قبل أن ينسحب من محيط الجامع بحسب المقاطع المصورة المتداولة من هناك.
وشن التحالف الدولي ضد داعش 13,111 ضربة جوية على العراق منذ 2014، وسقط نحو 4,354 مدنيا على الأقل في العراق جراء الضربات الجوية بحسب إحصاء منظمة "إيروورز" المعنية بمتابعة عمليات التحالف الدولي العسكرية.
وشهدت الموصل أكبر عملية نزوح داخلي، وصلت إلى مئات الالاف من المدنيين الذين لجأوا إلى مخيمات مجاورة تحت إشراف الأمم المتحدة ومنظمات دولية.
دعا رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته بدعم النازحين وإعمار المناطق المحررة في العراق بحسب ما نقلت وكالة كل أخبار العراق (أين نيوز).
وكانت دولة الكويت أعلنت نيتها تنظيم مؤتمرًا دةليا قبل نهاية العام الجاري لإعادة إعمار الموصل.
واعتبر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، تحرير مدينة الموصل العراقية "نصر عظيم للقضاء على داعش".
وقال نصر الله في كلمه له مساء الثلاثاء نقلتها الوكالة العراقية (أين نيوز) أن "فتوى سماحة السيد علي السيستاني هي المفصل الحاسم للانتصارات التي جرت، والانتصار العراقي الذي أعلن عنه رئيس الوزراء انتصار عظيم ولا يمكن التقليل من شأنه وهو نتيجة انتصارات متراكمة".
وأضاف "انتصار الموصل هو انتصار كبير وعظيم جداً ويأتي في مسار تصاعدي وتراكمي للانتصارات، ولو قلل البعض من أهميته"، موضحًا "ما جرى في العراق والموصل لا يرتبط فقط بمصير العراق وشعبه وإنما يرتبط بمصير الأمة وشعوب المنطقة".
فيديو قد يعجبك: