احتدام المعارك في الرقة.. وروسيا تعزز تواجدها العسكري في سوريا
كتبت – إيمان محمود:
تتواصل العمليات العسكرية في معقل الرقة معقل تنظيم "داعش" وعاصمته في سوريا، ضمن سعي قوى معركة الرقة الكبرى لفرض سيطرتها على كامل المدينة، حيث حققت قوات سوريا الديمقراطية تقدمًا في معركتها ضد التنظيم، عبر سيطرتها على حي البتاني في شرق المدينة، ودخولها أطراف حي الروضة.
وترافقت عملية التوسعة مع وصول عشرات الشاحنات التي تحمل معدات عسكرية وعتاد وذخيرة إلى قوات سوريا الديمقراطية في مدينة الرقة ومحيطها، تحضيراً لمعركة الحسم في معقل التنظيم بسوريا.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت، باستمرار المعارك بوتيرة متفاوتة العنف، على محاور متفرقة من عمق المدينة القديمة إلى جنوب مدينة الرقة والقسمين الغربي والشمالي الغربي منها.
وقال المرصد إن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من تحقيق تقدم جديد على محاور في المدينة، موسعة نطاق سيطرتها بدعم من القوات الخاصة الأمريكية وقوات عملية "غضب الفرات" وبإسناد من طائرات التحالف الدولي.
كذلك تسببت الضربات الجوية لطائرات التحالف الدولي والقصف المكثف على مدينة الرقة وأطرافها، في مقتل ما لا يقل عن 359 عنصرًا من تنظيم "داعش" بينهم قياديين محليين وقادة مجموعات، إضافة لإصابة العشرات منهم، بحسب المرصد.
وقال أبو محمد الرقاوي، أحد مؤسسي جماعة "الرقة تُذبح بصمت"، إن المعارك بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم "داعش" محتدمة على كل محاور القتال، خصوصًا بعدما بدأ الأخير يستخدم التحصينات التي جهزها سابقًا، وبات يستخدم مفخخات كبيرة جدًا، وهو ما أعاق تقدم القوات المهاجمة.
وأكد الرقاوي لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية التي تصدر من لندن أن التقدم البطيء دفع بالأمريكيين إلى المشاركة بشكل مباشر في المعارك، حيث أدخلوا طائرات الأباتشي إلى المعركة، بالإضافة إلى الصواريخ المتطورة، التي تحدث دمارًا كبيرًا في المباني والتحصينات.
وشدد على أن المدنيين هم من يدفع الثمن الباهظ، لأنهم الحلقة الأضعف في الحرب، واصفاً الوضع الإنساني بـ"المأساوي والسيئ جداً".
مساعدات روسية
وفي سياق آخر، أعلن المركز الروسي لمصالحة الأطراف المتنازعة في سوريا اليوم السبت، أن ضباطه سلموا 1.5 طن من المساعدات الغذائية إلى سكان قرية أم جامع في محافظة حمص القريبة من خط القتال مع المسلحين.
وقال اندرية دوراندين الضابط بالمركز، أن سكان قرية أم جامع بحمص وقعوا على اتفاق وقف إطلاق النار، لذا قام المركز بتسليم 1.5 طن من المواد الغذائية إلى المحتاجين في القرية، لاسيما إلى الأسر الفقيرة وإلى أرامل الجنود السوريين الذين قتلوا دفاعا عن وطنهم، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية.
ومن ناحية أخرى، تتجه موسكو إلى تعزيز وجودها العسكري في سوريا بعد المصادقة على اتفاقيات عقدتها مع الحكومة السورية، يمنحها حق الانتفاع منفردة من منشآت سوريا لأمد طويل.
وصادق الدوما على البروتوكول الملحق بالاتفاقية الروسية السورية حول نشر قوات جوية روسية في سوريا، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط".
وكانت الحكومة السورية وقعت في أغسطس 2015 اتفاقية تمنح الوحدات الجوية الروسية الانتفاع المجاني من مطار حميميم ومنشآته لـمدة 49 عاما.
وقالت موسكو عن تلك الخطوة، إنها تتيح لسلاح جوها إجراء عملياته في سوريا بصورة أكمل. كما يرسم البروتوكول صلاحيات العسكريين الروس والسوريين، فيما يتعلق بحماية مرابض الطيران الروسي.
وفي السياق ذاته يتجه الدوما للمصادقة على اتفاقية توسيع الإمكانيات التقنية للقاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس.
الاتفاقية الموقعة في يناير الماضي تسمح بتوسيع مساحة مركز الإمداد المادي والتقني التابع للأسطول الحربي الروسي، كما تتضمن السماح بوجود إحدى عشرة سفينة حربية روسية في وقت واحد، بما فيها سفن تعمل بمحركات نووية. كما ورد في نص الاتفاق.
وعلى غرار الاتفاقية التي عقدها الأسد مع روسيا بشأن مطار حميميم يمنع على ممثلي النظام من الدخول إلى القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، إلا بعد موافقة القائد الروسي.
فيديو قد يعجبك: