لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تركيا تكشف أماكن تواجد القوات الأمريكية في سوريا.. وواشنطن غاضبة

03:53 م الخميس 20 يوليه 2017

القوات الأمريكية في سوريا

القاهرة – (مصراوي):

لم تعد الأراضي السورية ساحة للقتال بين أطراف الصراع الداخلي، بل أصبحت أيضًا رقعة تتصارع فيها القوى العالمية، التي تتطلع إلى بسط نفوذ أكبر في المنطقة؛ أمريكا وروسيا إحدى أكبر تلك القوى والطرفين الأقوى في المشهد السوري.

وفي خطوة اعتبرها البعض تشير إلى تأجج الخلافات السياسية بين تركيا والولايات المتحدة، نشرت وكالة الأناضول التركية الرسمية، أماكن تمركز القوات الأمريكية في سوريا، قائلة إن هناك تقارير أمريكية أكدت أن الوجود العسكري لها في الشرق الأوسط، -وخصوصًا سوريا- سيشهد ارتفاعًا كبيرًا في الأسابيع والأشهر المقبلة.

ونشرت الأناضول خريطة توضح أماكن التمركز الأمريكي والروسي، مؤكدة أن واشنطن تسعى للبحث عن موطئ قدم تستبق فيه استئثار موسكو بها، حال تمكنها من إحلال تسوية سياسية بين المعارضة والنظام، من جهة، ونجاح على مستوى مواجهة تنظيم داعش من جهة أخرى.

الوجود العسكري الأمريكي

وفي ظل الدعم الكبير للأكراد في سوريا، نشرت الوكالة خريطة لعشر قواعد عسكرية أمريكية في مناطق تسطر عليها جماعتين "بي كا كا" و "ب ي د" الكرديتين، والتي تعتبرهما تركيا جماعات إرهابية، وهو ما تسبب في خلافات واضحة مؤخرًا بين الإدارة الأمريكية، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وتمتلك الولايات المتحدة ثماني نقاط عسكرية في الأماكن التي يسيطر عليها الأكراد، إضافة إلى قاعدتين جويتين.

ووفق تقرير لمركز "جسور" للدراسات، المتخصص بالشأن السوري، فقد ارتفع الوجود الأمريكي من 50 جنديًا، نهاية العام 2015، إلى 904 في مارس الماضي، ينتشر أغلبهم في المنطقة الممتدة من "المبروكة" شمال غرب الحسكة، إلى "التايهة" جنوب شرق منبج.

وأشارت الوكالة إلى أن القاعدة في رميلان كبيرة بمقدار كاف لاستقبال طائرات شحن، فيما لا تستخدم القاعدة في خراب عشق إلا لهبوط المروحيات العسكرية.

كما أوضحت أن قاعدة رميلان تعتبر نقطة مهمة يتم عبرها إيصال المساعدات العسكرية للقوات الكردية في سورية، فيما يأتي جزئها الآخر عبر الحدود السورية العراقية.

وأشارت الوكالة التركية الحكومية في هذا السياق إلى أن مثل هذه القواعد الميدانية يتم دائماً إخفاؤها بصورة جيدة لأسباب أمنية، ما يصعب تحديد مواقع وجودها.

قواعد الشمال

وإضافة إلى القواعد المماثلة، تستخدم القوات الأمريكية أيضاً كمراكز للقيادة كلاً من المباني السكنية ومعسكرات "قوات سوريا الديموقراطية" والمصانع المتنقلة.

ولفتت الأناضول في تقريرها إلى أن القوات الأمريكية، وبغرض ضمان أمن هذه المواقع العسكرية، تعلن في محيطها ما يسمى بـ"الأراضي المحظورة".

وتحتضن هذه المواقع العسكرية، عسكريين معنيين بتنسيق عمليات القصف الجوي والمدفعي للقوات الأمريكية، وضباط مسؤولين عن تدريب الكوادر العسكرية الكردية، وضباط مختصين في تخطيط العمليات، وكذلك وحدات عسكرية للمشاركة في أعمال قتالية مكثفة.

أما المعدات العسكرية، التي تم نشرها في هذه المواقع، فتشمل بطاريات مدفعية ذات قدرات عالية على المناورة، ومنظومات لراجمات الصواريخ، والمعدات المتنقلة لتنفيذ عمليات الاستطلاع وعربات مصفحة، للقيام بدوريات وضمان أمن هذه المراكز.

الحسكة

وأوضحت الوكالة أن 3 مواقع عسكرية أمريكية قد أُقيمت في أراضي محافظة الحسكة؛ أحدثها أقيم في بلدة تل بيدر شمال المحافظة ويحتضن مئة من عناصر القوات الخاصة الأميركية تم نشرهم في إطار محاربة تنظيم داعش.

وأنشئ الموقع الثاني في منطقة الشدادي جنوب الحسكة، وفيه نحو 150 مقاتلاً من القوات الخاصة الأمريكية بهدف دعم عمليات قوات سوريا الديموقراطية ضد داعش.

أما الموقع الثالث فيقع في منطقة تل تامر الزراعية على الحدود السورية التركية، ويعمل فيه عدد غير محدد من عسكريي التحالف الدولي المناهض لداعش والذي تقوده الولايات المتحدة.

منبج

كما أقامت الولايات المتحدة مركزين لقيادة العمليات في مدينة منبج عام 2016 بعد أن انتزعت "قوات سوريا الديموقراطية" السيطرة عليها من تنظيم داعش.

الموقع الأول يقع في بلدة "عين دادات" قرب المدينة، ويعتبر هذا المركز قد يستخدم من قبل القوات الخاصة الأميركية لمراقبة تحركات فصائل الجيش السوري الحر، التي تحظى بدعم من القوات التركية.

ويقع مركز القيادة الثاني في بلدة أثريا ويستخدم من قبل الولايات المتحدة لضمان أمن عناصر قوات سوريا الديموقراطية أمام الجيش السوري الحر.

الرقة

كما ذكرت "الأناضول" وجود موقعين عسكريين أمريكيين في أراضي محافظة الرقة الشمالية.

النقطة العسكرية الأولى تقع في تل مستانور جنوبي عين العرب وتحتضن، فضلاً عن عناصر من القوات الخاصة الأمريكية، مقاتلين من نظيرتها الفرنسية.

ويوجد الموقع العسكري الثاني في مدينة عين عيسى شمالي الرقة، والتي تسيطر عليها "قوات سوريا الديموقراطية"، ويعمل فيها، وفق الوكالة التركية الحكومية، 200 عسكري أميركي و75 عنصراً من القوات الفرنسية.

صرين

كما أقامت القوات الأمريكية موقعاً عسكريًا كبيرًا في مدينة صرين شمال غربي مدينة عين العرب في محافظة حلب ويتم استخدامها لاستقبال طائرات الشحن العسكرية.

وأشارت الأناضول إلى أن هذا الموقع تتم عبره عمليات توريد الأسلحة والمعدات العسكرية لمقاتلي قوات سوريا الديموقراطية.

كما تستخدم القوات الأمريكية هذا الموقع مركزاً للتواصل بين قوات التحالف الدولي ضد داعش ولتخريب الاتصالات بين مسلحي التنظيم.

الوجود الروسي في سوريا

لروسيا في سوريا قاعدتان معلن عنهما، "حميميم" الجوية، جنوب شرقي مدينة اللاذقية، و"طرطوس" البحرية، إلى الجنوب من حميميم، وكلتاهما على ساحل البحر الأبيض المتوسط، غربي سوريا.

وترابض في حميميم، أقل من 35 طائرة حربية، و80 طائرة بدون طيار، بالإضافة إلى منظومة صواريخ (S-400) الدفاعية، التي يبلغ متوسط مداها 240 كم، ومركز للاستخبارات.

فيما يقبع ميناء طرطوس تحت خدمة قوة مهام البحر الأبيض المتوسط، التابعة للبحرية الروسية، بالإضافة إلى منظومة صواريخ (S-300) الدفاعية، التي يبلغ متوسط مداها 130 كم.

وتتشكل القوة البحرية الروسية بالأساس من سفينة مضادة للغواصات، وسفينتين بقدرات قتالية برية وبحرية، وأخرى للاستطلاع والاستخبارات (بريازوفيي)، وقاذفة "موسكفا"، بالإضافة إلى المدمرة "الأدميرال بانتيلييف".

وذكرت قناة روسيا اليوم، في يناير الماضي، أن التفاهمات بشأن الميناء مع النظام السوري تقضي بأن ترسو فيه 11 قطعة بحرية في وقت واحد، بما فيها تلك "التي تمتلك قدرات نووية".

وتشير الوكالة إلى أنه على الرغم من نفي موسكو، قبل أشهر، للأنباء التي تحدثت عن اتفاقها مع مجموعات إرهابية على تأسيس قاعدة عسكرية في عفرين، أقصى شمال غربي سوريا، إلا أن ما يعزز صدقية تلك الأنباء ما تشهده المنطقة اليوم من تواجد عسكري كثيف للقوات الروسية.

كما تشير تقارير، إلى وجود قرابة 100 جندي روسي ينتشرون في أربع نقاط عسكرية في عفرين، بتنسيق مع مسلحي "بي كا كا" و"ب ي د"، فيما يسعى الروس لزيادة تلك النقاط إلى سبعة، بحسب الأناضول.

غضب أمريكي

قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن نشر وكالة أنباء الأناضول الرسمية التركية، خريطة لمواقع عسكرية أمريكية في سوريا يعرض القوات الأمريكية للخطر.

وقال البنتاجون إنه لا يستطيع بشكل مستقل تحديد مصدر معلومات وكالة أنباء الأناضول، غير أن المتحدث إريك باهون قال، إن الولايات المتحدة سوف تكون "قلقة للغاية إذا قام مسؤولون من دولة حليفة في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بتعريض حياة قواتنا للخطر عمدًا عن طريق نشر معلومات حساسة.

وأضاف باهون أن من شأن ذلك أن يعرقل جهود هزيمة تنظيم داعش في سوريا والعراق.

ورفضت وزارة الدفاع الأمريكية تأكيد ما إذا كانت هذه المعلومات دقيقة، مشيرة إلى أنها لا تستطيع القيام بذلك لأسباب أمنية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان