لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف استقبل عشاق "جيم أوف ثرونز" الموسم الجديد؟

04:37 م الجمعة 21 يوليو 2017

كتب- شروق غنيم ومحمد مهدي:

منذ ست سنوات؛ وبات مسلسل صراع العروش "جيم أوف ثرونز" علامة بارزة لمتابعيه، ينتظرونه بشغف من عام لعام، يملأون وسائل التواصل الاجتماعي صخبًا بتفسيراتهم للمَشاهِد، من سيموت الحلقة المُقِبلة؟ تغمرهم تفاصيل العمل التلفزيوني والموسيقى التي تتسلل إلى وجدانهم فتُزيد من ارتباطهم بالحلقات.

وبشوق أقبل متابعو المسلسل من دول مختلفة على مشاهدة أول حلقة للموسم الجديد، التي أُذيعت على شبكة HBO الأمريكية الأحد الماضي. مصراوي تواصل مع عدد من المُحبين، كلِ منه له طقسه ومواقفه الخاصة مع الحلقة التي انتظروها بفارغ الصبر من العام الماضي، وليحكوا عن انطباعاتهم وكيف ارتبطوا بالمسلسل إلى هذا الحّد.

أزمة مُنتصف الفجر

قبل أيام من عرض الحلقة الأولى من الموسم الجديد، توعد "حازم دياب" أصدقائه بحرق الأحداث فور مشاهدته الحلقة بالتزامن مع عرضها بأمريكا لأنه مُشترك في قنوات "osn"، فعلها من قَبل في إحدى الحلقات الأهم بالمسلسل الشهير "بهزر مع صحابي".

الأحد الماضي، أنهى دياب عمله في ساعة متأخرة من الليل، عاد إلى منزله سريعًا "مردتش أرتاح قولت لازم أشوفها"، اكتشف أن الكابل الذي يُتيح له مشاهدة العمل أصابه العطب "ابنى الصغير بوظه" لم يستسلم الشاب العشريني، حاول قدر الإمكان إصلاحه ونجح في النهاية.

ارتسمت البهجة على وجه زوجته، بات بإمكانهما متابعة المسلسل الأقرب لقلبيهما، فقط هناك عقبة وحيدة وهي "يحيى" طفلهما الصغير الذي يبلغ من العمر عامًا "وفرنا كل الحاجات اللي بتشغله" منحاه كافة الأشياء المُحرمة عليه، مثل براد الشاي الذي يحبه، وهواتفهما المحمولة "مش أزمة.. المهم نتفرج في سلام".

ويعد "جيم أوف ثرونز" واحد من أهم الأعمال الفنية بالعالم، حيث حصل في العام الفائت على 12 جائزة من جوائز إيمي العالمية، كما رشح لـ 23 جائزة في 2017، وسيتم الإعلان عن النتائج في سبتمبر القادم.

عند الثالثة فجرًا، بحث عن القناة التي تعرض الحلقة لكنها لم تَعمل، حاول مرارًا وتكرارًا دون جدوى، أصابهما الحزن "البيت اتكدر بسبب الموضوع دا"، استسلما للنوم، وفي الصباح الباكر اتصل بخدمة العملاء للقناة، أخبرهم بما جرى غاضبًا، على وعد منهما بإرسال شكواه للمبرمجين.

"بس أنا مسكتش، من زعلي كتبت على تويتر وفيسبوك إنهم شركة مش كويسة "، لكن سرعان ما زال الغضب حينما تلقى اتصالا هاتفيًا من مسؤول بالشركة بمقرهم بدُبي يعتذر عن تعطل الخدمة وقت عرض المسلسل.

لم يتمكن دياب من مشاهدة الحلقة في موعد عرضها الثاني في الساعة التاسعة مساءا، كان منشغلًا بمتابعة مباراة الأهلي والزمالك في الدوري المصري، كونه مُشجع أهلاوي عتيد، وفي اليوم التالي شاهدها أخيرًا برفقة زوجته "شغلنا التكييف ودي حاجة نادرة بسبب الأسعار، وجبنا أنواع شيبسهات غالية، كأننا بنستعد لدخول السينما".

المسلسل من تأليف ديفيد بينيوف، ودانيل بريت فايس، عن رواية للكاتب البريطاني جورج آر آر مارتن، وعُرض 6 مواسم من العمل خلال السنوات الماضي، والحلقة الأولى من الموسم السابع منذ أيام.

استحقت الحلقة كل هذا العناء "اتبسط بيها جدًا، لأن أي مشهد أو حوار في المسلسل بالنسبالي مش عادي"، فات عليه حَرق الأحداث لأصدقائه، العكس هو ما حدث "واحد بعتلي صورة تحرقلي الحلقة، بس مردتش أفتحها" يذكرها ضاحكًا.

عريس.. وموقف طريف

أحمد السيسي، متزوج منذ عدة أيام، لا يغادر بيت الزوجية، لكنه اضطُر إلى النزول لـ "سايبر" قريب منه، بسبب مشكلة في أسطوانة تحوي ليلة زفافه مصورة "بيشتغل لنص الفرح ويقف"، حاول الشاب الذي يعمل بالمكان مساعدته في إصلاح الاسطوانة، قبل أن يصرخ العريس مبتهجًا "إيه دا.. هي الحلقة الجديدة من جيم أوف ثرونز نزلت".

شهد الموسم السابع تغييرات لم يعتاد عليها عشاق العمل، منها تقليص عدد الحلقات إلى 7 بدلًا من 10، وعرضه في شهر 7 رغم إطلاق المواسم السابقة في شهري مارس أو إبريل.

رأها "السيسي" على شاشة إحدى الأجهزة، كانت مفاجأة جعلته ينسى سر مجيئه للمكان "قولتله إركن بقى الفرح دا خالص، ونزلي الحلقة"، اندهش العامل لكن اصرار العريس كان دليلًا على مدى شغفه بالعمل "مقدرتش استنى، كان لازم أشوف الحلقة على طول".

في طريقه إلى منزل الزوجية، أدرك "السيسي" أنه لابد من إيجاد حل لإصلاح أسطوانة الفرح لإرضاء أسرته "فقررت أروح قاعة الفرح أشوف حَل"، هناك طالبوه بترك "فلاشة" لوضع الزفاف المصور عليه بدلًا من إسطوانة "طبعًا كان فيه أزمة إن الحلقة على الفلاشة"، فكر العريس لدقائق قبل أن يتركها لهم بأسى مُحذرًا إياهم بمسح الحلقة "بلغتهم إن فيه حاجة مهمة وبلاش يفرمتوها".

ترك "السيسي" قاعة الفرح شاعرًا بأنه أضاع شيء ثمين، لم يتمكن من مشاهدة الحلقة، منتظرًا الحصول على "الفلاشة" اليوم الخميس، بداخلها حفل الزفاف، والأهم بالنسبة له حلقة "جيم أوف ثرونز".

وتبلغ تكلفة الحلقة الواحدة من العمل نحو 6 ملايين دولار، حيث يتم التصوير في دول عديدة من بينها أيرلندا الشمالية، وأشبيلية وإيسلندا.

معسكر مُغلق

احتل "جيم أوف ثرونز" مكانة خاصة في قلب محمود نصّار، دفعه الشغف لمشاهدة 5 مواسم مرة واحدة في شهر "كنت باني حياتي حوالين المسلسل". وحينما أُعلِن عن موعد الموسم السابع، غمرته السعادة ليس فقط لأنه سيعود لمتابعة أقرب العروض التلفزيونية له، بل لأن أول حلقة تزامنت مع يوم عيد ميلاده "دي أكتر حاجة كانت مميزة بالنسبة لي".

استعد نصار للحلقة الجديدة بمتابعة المواسم الماضية للإلمام بتفاصيل الحكاية، وما أن أصبحت الحلقة متاحة عبر الإنترنت، قطع ما يربطه بوسائل التواصل الاجتماعي وأغلق حسابه على فيسبوك تفاديًا لحرق أية مشاهد.

احتفظ الشاب العشريني بالحلقة الأولى على حاسوبه يوم الأحد، وفي صباح الاثنين "كان أول حاجة أعملها إني أتفرج عليها، قبل حتى ما أروح الشغل"، وبعد مشاهدتها زاد الحماس بداخله تجاه الموسم الجديد "بتمهد لصراعات أكثر احتدامًا من المواسم اللي فاتت".

كانت شبكة HBO الأمريكية قد أعلنت أن الموسم الثامن هو الأخير.

رغم ذلك الحماس؛ ينوي نصار الانتظار حتى تُتاح الـ6 حلقات من المسلسل على الإنترنت ثم مشاهدتهم دفعة واحدة، حتى أنه أعرض عن مشاهدة إعلان الحلقة المُقبلة "مش هقدر أشوف حلقة ليها احتمالات، واضطر استنى إسبوع عشان أشوف الحلقة الجديدة" فيما قرر مشاهدة الحلقة الأخيرة في موعد نزولها مع باقي المتابعين.

أبدى بعض روّاد المسلسل إحباطهم تجاه الحلقة الجديدة خاصًة أن الموسم 7 حلقات فقط عكس المواسم الماضية التي بلغت 10، لكن نصّار أحّب الحلقة "مش لازم يبدأ بخناقة أو حرب، دي افتتاحية بتمهد للمُشاهِد خطة الموسم هتكون عاملة إزاي وكل شخصية فين دلوقتي".

وبلغت عدد المشاهدات للإعلان الأول للموسم الجديد 35,114,2 مشاهدة، فيما يتابع الصفحة الرئيسية الموثقة للمسلسل على فيسبوك قرابة 22 مليون شخصًا حول العالم.

الاحتياطات التي اتخذها نصّار تُعّد الأولى من نوعها خلال مشاهدته لمسلسل، فيما يرى أن الاهتمام العالمي بالعرض التلفزيوني لأنه "شخصياته مبنية حلو، سواء دوافعها أو خلفياتها التاريخية حتى الأحداث اللامنطقية بتتأسس بحرفية عالية، ورغم إنه واخد أصعب قرار درامي حيث إن الشخصيات كتيرة، ومع ذلك المُشاهِد بيكون عارف كل شخصية بتعمل إيه من غير لخبطة".

عزلة السوشيال والحظر

ما إن قرأت رونزا أيوب رواية "صراع العروش" عام 2005، ارتبطت وجدانيًا بعالم الرواية وشخصياتها، وحينما علمت عن تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني عام 2011، تقافزت الفتاة الأردنية من السعادة "كنت بستنى أشوف الشخصيات يلي في بالي كيف رح يكون شكلهم في الحقيقة، كان إشي رائع إني أشوفها بتتمثل".

لازمت رونزا المسلسل منذ بدايته عام 2011، تتذكر أنها لم تكن تخشى وقتها من إفساد تفاصيل أي مشهد "كان عدد المتابعين قليل" لكن الوضع تغير حاليًا بعدما تعاظمت القاعدة الجماهيرية للعمل التلفزيوني "بقيت بتجنب أفتح الفيسبوك لحد ما أشوف الحلقة، مع إنّو شغلي في السوشيال ميديا".

أكثر ما يزعج نصّار هو حرق أحداث الحلقات الجديدة، وهو ما قرر تجنبه بإغلاق حسابه على موقع التواصل الاجتماعي، وهو ما دفع رونزا أيضًا لحظر صحيفة أجنبية شهيرة بسبب نشرها لأبرز حدث بالحلقة عقب عرضها، فيما قررت الشابة كتابة تحذير بحذف أي صديق يحرق أحداث الحلقة الجديدة على "فيسبوك".

الارتباط الشديد بالمسلسل دفع رونزا عام 2015 أثناء عرض الموسم الخامس لاستخدام شبكة الإنترنت اللاسلكية فائقة السرعة "واي فاي" لمطار فيينا حتى تستطيع تحميل الحلقة، تتذكر الموقف وتضحك كيف أسرها العمل التلفزيوني إلى هذا الحد.

عقب مشاهدة كل حلقة جديدة؛ تلتزم رونزا بعدم كتابة أية انطباعات تجاهها على صفحتها بـ"فيسبوك"، فيما تلجأ إلى مناقشة أصدقائها في تفاصيل المسلسل، كذلك يفعل نصّار مع مجتمع "جيم أوف ثرونز" في دائرة أصدقائه.

طقوس مختلفة يجود بها متابعو المسلسل، الشغف يسيطر عليهم إزاء كل حلقة فتخرج فكرة جديدة لكيفية متابعتها، أحمد شعبان قرر مشاهدة الحلقة الجديدة وسط 30 مُحب للعمل، أما مروان خالد فضل مشاهدتها أول مرة بمفرده والثانية مع أصدقائه لمناقشتها، فيما قررت هبة أحمد و12 مسئول آخرين عن "جروب" محبي المسلسل على الفيسبوك، بغلق إمكانية النشر حتى لا يحرق أحد الأحداث على 72 ألف شخص بالمجموعة.

المراجعة النهائية

أما لويزا، فكانت تجربتها مع أول حلقة للموسم الجديد مليئة بالغضب، إذ أن الحلقة لم تكن متاحة في بلدتها ألمانيا سوى يوم الاثنين، واستغرق حصولها على تسجيل قانوني لمشاهدة الحلقة ثلاثة أيام. كل هذا جعلها تشعر بالحزن من تأخر رؤية أبطالها المفضلين.

ويعد مسلسل "جيم أوف ثرونز"، أكثر المسلسلات تعرضًا للقرصنة على الإنترنت، حيث يشاهده نحو 4 ملايين مشاهد بصورة غير شرعية.

وبالأمس؛ استطاعت لويزا مشاهدة الحلقة "أظلمت الغرفة وأغلقت هاتفي، كنت مشتاقة للدخول إلى عالم المسلسل مرة أخرى" فيما قضت الثلاثة أيام الماضية في مراجعة المواسم السابقة "للتأكد من عدم نسيان أي حدث" بالإضافة إلى تجنب السوشيال ميديا "وأية صورة أو تدوينة تخص الحلقة الجديدة".

ما إن تعرفت لويزا على المسلسل لأول مرة منذ عامين "أصبحت مُدمنة بمشاهدته" تترقب ماذا سيحدث لهذا البطل أو تلك المعركة "يزداد الفضول بداخلي لمعرفة المزيد والمزيد"، لم يحدث ذلك لها فقط بل أصدقائها أيضًا، تتذكر حينما شاهدت إحدى الحلقات مع رفيقها عبر سكايب وفجأة صرخ بصوت عالي بسبب عدم توقعه لموت إحدى أبطال المسلسل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان