إعلان

مقهى دكا يستقبل حشودا بعد عام من حصار إرهابي دموي

10:40 ص السبت 22 يوليو 2017

مقهى دكا يستقبل حشودا بعد عام

دكا - (د ب أ):

يشهد مقهى "هولي ارتيسان بيكري" حالة من الازدهار، حيث تصطف طوابير لتناول القهوة والمعجنات غالبا خارج الباب.وبعد عام من هجوم وحشي شنه إسلاميون على المقهى، عاد حي دكا تقريبا إلى وضعه الطبيعي، لكن مازالت المخاوف مستمرة.
واضطر فخرالعلم، للانتظار 20 دقيقة على الاقل لايجاد مقعد في المقهى، حيث كان يتناول القهوة مع اثنين من أصدقائه في المساء، منذ فترة قريبة.
وكان كثيرون آخرون ينتظرون في الخارج،وكان بعضهم يدردشون ويثرثرون فيما احتشد أفراد من الطبقات العليا في دكا من أجل الحصول على مكان في المقهى، الذي اقتحمه متشددون إسلاميون قبل عام، مما أسفر عن مقتل 20 شخصا.
وتساءل علم وهو رجل أعمال (40 عاما) بينما كان يرتشف مشروب الكابتشينو بطعم البندق "بالنظر إلى الحشد الان، من سيصدق أن هذا المقهى شهد مأساة بهذا الحجم؟
وأضاف "إنني سعيد لرؤية دكا تشهد نشاطا صاخبا مرة أخرى"، واصفا عاصمة بنجلاديش بأنها عادت إلى "الوضع الطبيعي تقريبا".
ويقع المقهى الذي يبيع معجنات وخبز فرنسي (باكيت) وكعك ولفائف في منطقة "جولشان" الدبلوماسية الغنية في دكا، حيث تم تعزيز الامن في أعقاب الحصار الوحشي الذي استمر 11 ساعة.
وأعيد افتتاح المقهى في مركز تسوق، على بعد بضعة مبان من الموقع الاصلي، بعد ستة أشهر من الهجوم الذي شنه جهاديون، وأسفر عن مقتل تسعة إيطاليين وسبعة يابانيين وهندي ومواطن أمريكي ولد في بنجلاديش واثنين من المواطنين البنجلاديشيين في ليلة الأول من يوليو 2016 .
وقتل خمسة إرهابين، إلى جانب طاه، يعتقد أنه كان يعمل معهم، عندما اقتحم الجيش المقهى صباح اليوم التالي لتحرير أشخاص، كان المتشددون يحتجزونهم كرهائن. وقتل اثنان من رجال الشرطة أيضا.
وقال سادات مهدي، أحد من أصحاب المقهى، بينما كان هو وزملاؤه ينهمكون في استقبال مجموعة من الزبائن المحليين والدوليين، خلال فورة من النشاط في المقهى، حيث كانت الشرطة المسلحة تقف للحراسة في الخارج "لقد أعادنا حب الناس".
وقال أكاش خان، أحد العاملين، الذي نجا من الهجوم في تلك الليلة المشؤومة، إن زبائن المقهى الاوفياء أقبلوا عليه في مجموعات
منذ إعادة افتتاحه في يناير الماضي.
وأضاف خان، الذي أوضح أنه عاد للعمل، نظرا لانه يحب خدمة الزبائن "لا يمكنني أن أحكي كل شيء، لكني أشعر بالانزعاج، عندما استعيد ذكريات الليلة المروعة".
وجاء إطلاق النار واحتجاز رهائن والتفجيرات في المقهى بعد عدد من الهجمات الاصغر، التي أعلن المسؤولية عنها إما عناصر تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وقتل مدونون علمانيون ومواطنون أجانب وقس
ونشطاء حقوقيون وأكاديميون في تلك الهجمات، مما أجج شعورا بعدم الامان، الذي دفع الكثير من الأجانب لمغادرة بنجلاديش.
وقتلت قوات الامن، التي أصرت على أن الهجمات تم تنفيذها من قبل مسلحين من داخل الوطن وليس عملاء أجانب، أكثر من 70 شخصا يشتبه أنهم جهاديون من "جماعة المجاهدين" البنجلاديشية المحظورة، عندما أطلقت حملة ضد المسلحين، ردا على هجوم المقهى.
وتشن الجماعة، التي ألقت السلطات باللوم عليها في حصار المقهى، حملة لفرض الشريعة الاسلامية في البلد الذي تقطنه أغلبية مسلمة.
وقال أسد الزمان ميا، قائد شرطة العاصمة دكا إن الهجوم على المقهى أجبر بنجلاديش على صياغة استراتيجية أمنية جديدة لمحاربة الحركات المتشددة الدينية والمتطرفة العنيفة.
وقال ميا، الذي نجا من الانفجار بقنبلة نفذه الجهاديون خلال حصار المقهى "لقد استخدمنا تجربة هولي أرتيسان في المداهمات المناهضة للارهاب".
وأضاف أنه تم تنفيذ إجمالي 19 مداهمة في الأشهر الـ11 الماضية.
ويعتقد أن الحملة ضد المتشددين بددت المخاوف في دكا ومهدت الطريق لعودة الاجانب.لكن خبراء أمنيين وعلماء سياسيين يقولون إن الحكومة يجب أن تفعل المزيد لضمان سلامة المواطنين.
وشكلت الحكومة وحدة جديدة لمكافحة الإرهاب، وحسنت من عمل الأجهزة الاستخباراتية وخصصت مزيدا من المال للخدمات الأمنية وعززت القدرة لعرقلة الأنشطة الاجرامية على الإنترنت، من بين الكثير من الإجراءت الأخرى.
وقال عبد الراشد وهو ميجور جنرال جيش متقاعد "لكن مازال التطرف يمثل تحديا رئيسيا. ويمكن للمجندين الجهاديين بسهولة أن يقوموا بعملية غسيل مخ للشبان المسلمين المتدينين، باستخدام مؤسسات أو منظمات دينية".
وأضاف الراشد، وهو أيضا المدير التنفيذي لمعهد "دراسات الصراع والقانون والتنمية" في دكا أنه "يجب أن تكون الجهود المناهضة للتطرف شاملة، حيث أن الاسلاميين المتطرفين كثيرا ما يغيرون استراتيجيتهم في تجنيد وتدريب الجهاديين".
غير أن العالم السياسي عطا الرحمن، قال إنه يخشى من زيادة نشاط المتشددين، إذا أصبحت الاجراءات الامنية غير متسقة أو كان هناك اندلاع لاضطرابات سياسية.
وقال رحمن، وهو أستاذ متقاعد في العلوم السياسية في جامعة دكا إن أعضاء الجماعات المتطرفة يستفيدون من الاضطرابات السياسية لكي يرفعون رؤوسهم.
وأضاف "في ضوء الوضع الحالي-مع وجود تحالف سياسي رئيسي خارج البرلمان منذ سنوات-لا يمكن للمرء بالتأكيد أن يقول إن البلاد لن تواجه أي اضطرابات في المستقبل".
وذكر سيد أنور حسين، أستاذ التاريخ بجامعة دكا أن حكومة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، التي تعهدت باقتلاع جذور التشدد، مازالت تفتقر إلى نهج شامل للقضاء على الارهاب.
ويبدو الوضع الأمني جيدا، لكن ليس هناك أي مبرر للرضا.وقال حسين الذي تلقى تهديدا بالقتل من جماعة متشددة محظورة، قبل بضعة أشهر من هجوم المقهى إن الخوف والاحباط مازالا مستمرين.
وأضاف "نحتاج لان نتأكد من أن الجميع آمنين في بنجلاديش".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان