ماذا يعني تجميد فلسطين الاتصال مع الاحتلال الإسرائيلي؟
كتب – محمد مكاوي:
أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، تجميد كل الاتصالات مع إسرائيل إلى حين إلغاء جميع الإجراءات الأمنية الجديدة التي فرضتها على دخول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى، وهو قرار يتوقع متابعون أن يؤدي إلى تراجع الاحتلال الإسرائيلي عن إجراءاته بحق الأقصى أو اندلاع انتفاضة ثالثة حال استمراره في ممارسة الانتهاكات.
وقال عباس في خطاب تلفزيوني قصير بعد الاجتماع مع مساعديه، الجمعة، "أعلن تجميد كل الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي على جميع الأصعدة حتى تلغي جميع إجراءاتها في المسجد الأقصى والحفاظ على الوضع القائم".
ويجري الجانبان اتصالات في مجالات مختلفة منها الأمن والنقل، ومؤخرًا تم توقيع عدة اتفاقات تتعلق بالكهرباء والماء، غير أنه لا يزاله معروفا مصير الاتصال والتنسيق الأمني بين الجانبين بعد قرار أبو مازن.
ماذا يعني؟
قال مندوب فلسطين السابق لدى جامعة الدول العربية، السفير بركات الفرا، إن القرار "جيد جدًا ويرفع الروح المعنوية لدى الفلسطينيين خاصة من الشباب"، لكنه تساءل هل سيمثل عامل ضغط يجعل إسرائيل تتراجع أم لا؟
وأضاف الفرا في اتصال هاتفي مع مصراوي، السبت، أنه من الصعب أن يمثل القرار ضغطا على إسرائيل لكي تتراجع عن إجراءاتها إلا إذا كان هناك موقفا موحدا من كل الفصائل الفلسطينية ويساعد على إنهاء الانقسام الفلسطيني-الفلسطيني.
واتفق معه في الرأي نائب رئيس حركة فتح، محمود العالول، الذي دعا حركة حماس إلى الاستجابة لدعوة أبو مازن "المتكررة" بإنهاء الانقسام، "لأن هذه اللحظة هي لحظة خطرة ولحظة الحقيقة".
وتساءل العالول في تصريحات لوكالة "سما" الفلسطينية السبت، "هل بإمكانهم أن يخرجوا من أجنداتهم الأخرى باتجاه أجندة متعلقة بمستقبل الشعب الفلسطيني؟،" وقال "هذا ماسنشهده خلال الأيام القليلة القادمة".
ووصف القيادي في حركة فتح أستاذ القانون الدولي، جهاد الحرازين، قرار تجميد الاتصال بأنه "رسالة قوية تقول إنه لا يمكن بعد اليوم أن يكون هناك التزامات من جانب فلسطين فقط دون تلتزم الاحتلال بتحكل مسؤولياتها."
وأضاف الحرازين في اتصال هانفي مع مصراوي، السبت، أن القرار جاء "ليعبر عن عمق حالة الغضب التي يعيشها الشعب الفلسطيني ما يستلزم وقف الاتصال مع الاحتلال الذي منع الصلاة حتى مع الحاجز."
وقتل ثلاثة فلسطينيين الجمعة وأصيب 450 آخرون خلال مواجهات في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين بعد صلاة الجمعة.
جاءت الاشتباكات مع ارتفاع حدة التوتر إثر الإجراءات الأمنية التي فرضتها قوات الاحتلال في محيط المسجد الأقصى منها وضع آلات لكشف المعادن عند مداخله ما أثار غضب المصلين والقيادة الفلسطينية.
وفي نهاية اليوم، قتل ثلاثة إسرائيليين طعنا في مستوطنة بالقرب من رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
كما أصيب إسرائيلي آخر في الهجوم الذي وقع بمستوطنة حلميش، وقال جيش الاحتلال إن قوات الأمن أطلقت الرصاص على المهاجم وألقت القبض عليه.
"التنسيق الأمني"
بعد قرار أبو مازن بتجميد الاتصال مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي، تساءل كثيرون عن مصير التنسيق الأمني بين القيادة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
و"التنسيق الأمني"، بين أجهزة الأمن الفلسطينية ونظيرتها الإسرائيلية، هو أحد بنود اتفاق أوسلو، الموقع بين منظمة التحرير وإسرائيل عام 1993، وينص على تبادل المعلومات بين أمن السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
ولم يصدر حتى الآن توضيحيا من الحكومة الفلسطينية حول ما يتضمنه قرار تجميد الاتصال.
وقال السفير الفرا إنه لا يعلم هل سيمتد قرار تجميد الاتصال إلى التنسيق الأمني أم لا، متساءلا ما هو الموقف حين تحاول السلطة نقل مريض من قطاع غزة إلى الضفة الغربية أو إدخال مواد غذائية من إلى الضفة؟
أما القيادي الفتحاوي جهاد الحرازين، فيرى أن تجميد الاتصال يشمل جميع مناحي الاتصال بين السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال بما فيها التنسيق الأمني.
دعم عربي إسلامي
يقول السفير بركات الفرا، إن قرار تجميد الاتصال يحتاج إلى دعم عربي وإسلامي ممثلا في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي التي لا لم يظهر لهما دورًا حتى الآن، بحسب قوله.
وطالب الفرا المجموعة العربية والإسلامية في مجلس الأمن بالتحرك لإصدار بيان يدين الانتهاكات الإسرائيلية ويطالبها بإزالة الإجراءات التي فرضتها على المسجد الأقصى.
وهو ما اتفق معه في الرأي القيادي في حركة فتح أستاذ القانون الدولي، جهاد الحرازين، الذي قال إن قرار تجميد الاتصال مع الاحتلال الإسرائيلي يحتاج إلى تحرك عريي وإسلامي من الدول العربية والإسلامية الفاعلة لدعمه.
انتقاضة ثالثة
توقع مندوب فلسطين السابق لدى جامعة الدول العربية، اندلاع انتفاضة ثالثة جدية حال استمرار الانتهاكات الإسرائيلية على المسجد الأقصى في القدس المحتلة.
وقال الفرا، إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل انتهاكاته اليومية على المسجد الأقصى وسط صمت عربي وإسلامي.
كما أكد القيادي في فتح، جهاد الحرازين، أن الأمر في القدس المحتلة يتجه إلى مزيد من التصعيد خلال الأيام المقبلة.
وقال "إذا كانت دولة الاحتلال ذكية فعليها أن تلتقط الرسالة من وراء القرار بأن تزيل البوابات الإلكترونية وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه في المسجد الأقصى والإفراج عن المعتقلين."
فيديو قد يعجبك: