إعلان

هل تصلح تركيا للعب دور الوساطة في الأزمة مع قطر

09:49 م الأحد 23 يوليو 2017

رجب طيب اردوغان

كتبت - هدى الشيمي:

وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى جدة في مستهل جولته الخليجية، والتي تبدأ بالمملكة العربية السعودية، وتشمل الكويت وقطر، في محاولة لإيجاد سبل دعم الوساطة الكويتية لإنهاء الأزمة الخليجية.

وقبل رحيله من مطار أتاتورك إسطنبول، قال الرئيس التركي في مؤتمر صحفي إن الرياض يقع على عاتقها أكبر قدر من المسؤولية فيما يخص حل أزمة قطر، مؤكدا أن العلاقات التركية القطرية تطورت في السنوات الأخيرة، وأنه سيجري مع الأمير القطري محادثات بشأن الأزمة القطرية وسيتطرقان إلى الملف السوري.

ومنذ بدء الأزمة القطرية، أعرب أردوغان عن دعمه وتأييده للدوحة، في مواجهتها للدول المقاطعة الأربعة (مصر- السعودية- الإمارات- البحرين)، مشيرا إلى أن المطالب التي تمليها عليها غير مناسبة، واعتبرها نوعا من التدخل في السياسية الداخلية القطرية.

وفي إطار جولته الخليجية، التي تستمر ليومين، تنتهي بزيارته واجتماعه بالأمير تميم، أمير دولة قطر، هل سيتمكن أردوغان من ارتداء ثوب الوساطة، رغم موقفه الواضح في الأزمة للدوحة.

1

"اختيارات خاطئة"

ويرى الدكتور محمد فرّاج أبو النور، الكاتب والمحلل السياسي، أن تركيا لن تستطيع لعب دور الوساطة في المنطقة، وأن استقبال زعماء الخليج لها لا يعني أنها تقوم بدور الوسيط.

ويقول لمصراوي: "تقلص الدور التركي نتيجة للاختيارات الخاطئة والمغامرة إلى حد كبير، وأصبح عنصرا من عناصر الاستقطاب وتصعيد التوتر"، مشيرا إلى إعلان أردوغان صراحة تأييده ودعمه للجانب القطري.

ودعا نعمان قورتولموش، نائب رئيس الوزراء التركي، الإمارات الأسبوع الماضي، السعودية لإسقاط المطالب الثلاثة عشر التي قدمتها الدول المقاطعة الأربعة، مؤكدًا أنها تمثل انتهاكًا لسيادة قطر، بحسب قوله.

وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، قد دعا أنقرة إلى أن تدرك أن مصلحتها تكمن بدعم التحرك العربي ضد قطر، مشيرا إلى أن تركيا ما زالت تحاول البقاء على الحياد في الأزمة القطرية.

وأعرب قرقاش عن رغبته في أن تتحلى أنقرة بـ"الحكمة" في التعامل مع هذه الأزمة.

ويعتقد أبو النور أن أردوغان يحاول من خلال هذه الجولة، خلق دورا لتركيا في هذه الأزمة، مشيرا إلى أن بعض الدول لن تقبل بهذا الدور، منهم مصر والتي لا تستطيع التغاضي عن الدور التركي في دعم الإرهاب في ليبيا.

2

استفادة تركية

ويتوقع الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن وساطة يقوم بها أردوغان أو غيره لن تفيد بأي شيء لأن الأزمة لن تنتهي إلا بقبول المطالب المُقدمة من الدول المقاطعة.

وتطرق صادق إلى الاستفادة التي حققتها أنقرة من الأزمة القطرية، خاصة وأن صادرتها إلى الدوحة ارتفعت بنسبة 51.5 في المائة، مقارنة بمايو الماضي.

وبحسب البيانات الصادرة عن هيئة الإذاعة والتليفزيون التركية الرسمية، فإن إجمالي المنتجات التركية المصدرة إلى قطر 53.5بلغ مليون دولار، شكلت المواد الغذائية والفواكه والخضروات والمنتجات الحيوانية والمياه.

ويقول صادق، لمصراوي: "إن تركيا تحاول من خلال هذه الجولة اثبات حسن نيتها، إلا وساطتها لم تؤدي إلى أي شيء".

3

"هوى سني"

ورغم تصاعد حدة التوتر على خلفية الأزمة القطرية، يشير صادق إلى أن العلاقات التركية السعودية تحاول أن تتجاوز أي مشاكل، بسبب الهوى التركي السني، مُضيفا : "الرياض تعتبر أنقرة دعم وسند لها، في مواجهة النفوذ الشيعي الإيراني في المنطقة".

أما عن القاعدة التركية العسكرية في قطر، والتي طالبت الدول المقاطعة الأربع بأغلاقها، يقول صادق إن هذه المسألة داخلية بعض الشيء، وبالتالي لن يتم طرحها في الاجتماعات السعودية- التركية، والكويتية- التركية.

وفي السياق ذاته، يقول أبو النور أن أردوغان حقق نجاحا استراتيجيا لا يُستهان به بتأسيس قاعدة عسكرية تركية على أرض خليجية، لذلك لن يُفرط فيها بسهولة.

وتابع "حتى يتخلى عنها يجب أن يكون ثمن يستحق، وأن يحقق انتصارا أكبر"، مشيرا إلى أن الرئيس التركي قد يساوم بالقاعدة، إذا تمت الاستجابة لمطالبه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان