جولة إردوغان الخليجية.. وساطة تفتقد الحياد
كتب - علاء المطيري:
حاول الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التوسط في الأزمة بين قطر والدول المقاطعة بالقيام بجولة خليجية استمرت على مدى يومين وشملت 3 دول خليجية، لكن تلك الزيارة ربما فشلت رغم إنكار إردوغان، والسبب غياب الحياد الذي يؤكده واقع دعمها لقطر في تلك الأزمة وتشهد عليه قاعدتها العسكرية التي رفضت إزالتها رغم أنها ضمن مطالب الدول المقاطعة.
وغادر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قطر، الاثنين، في ختام جولة خليجية استمرت يومين في محاولة للوساطة في أسوأ أزمة بين الدول العربية منذ سنوات دون مؤشر على إحرازه أي تقدم، وفقًا لـ"رويترز".
وقام إردوغان بزيارة السعودية والكويت وقطر يومي الأحد والاثنين، كجزء من الجهود الدبلوماسية لحل أزمة قطع 4 دول خليجية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر بسبب اتهامات - تنفيها الدوحة - بدعم الإرهاب.
وكان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، قد وصف موقف تركيا من أزمة قطر بأنه "حيادي"، وفقًا لموقع "العربية نت"، رغم أن أنقرة تعد من أكبر داعمي قطر في هذه الأزمة وفقًا لـ"رويترز"، خاصة فيما يتعلق بقاعدتها العسكرية في الدوحة التي رفضت إزالتها.
وقال إردوغان، قبل مغادرته مطار أسطنبول إلى السعودية، الأحد الماضي: "ليس من مصلحة أحد أن تطول الأزمة الخليجية أكثر من ذلك، وأكد على أن السعودية يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا للتوصل إلى حل، وفقًا لـ"بي بي سي"، وأضاف: "المحطة الأولى لزيارتنا هي السعودية التي تحولت علاقتنا معها إلى علاقة استراتيجية".
بدأت جولة إردوغان بزيارة السعودية، الأحد، وعقد مباحثات ثنائية مع خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، في قصر السلام بجدة، وتحدث عن الدور الكبير الذي يمكن أن تقوم به السعودية لحل أزمة قطر.
تلت ذلك زيارة قام بها للكويت قبل أن يتوجه إلى الدوحة، بينما تجاهل زيارة الإمارات العربية المتحدة، وفقًا لـ"دويتشه فيله"، التي أشارت إلى أن السعودية والإمارات والبحرين ومصر، أعلنت، فجر الثلاثاء، إدراج أفراد وكيانات من ليبيا واليمن وقطر والكويت على قوائمها لمكافحة الإرهاب، قبيل انتهاء زيارة إردوغان.
يعتبر إردوغان أن السعودية مسؤولة عن الدور الأكبر في حل الأزمة الخليجية، وأن الكويت تقوم بجهود وساطة كبيرة، بينما أكد على علاقات بلاده الجيدة مع قطر.
خطوة مهمة
وعقب عودته إلى تركيا قال إردوغان إن الزيارة كانت خطوة مهمة في إعادة بناء الثقة بين أطراف الأزمة، مضيفًا أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لديه "تطلعات كبيرة" لحل الأزمة مع قطر التي اعتبر أن مواقف أميرها الشيخ تميم بن حمد اتسمت بـ"ضبط النفس"، وفقًا لـ"سي إن إن".
وأضاف: "وجدنا فرصة لبحث الأزمة الخليجية، وتقييم المسائل الإقليمية الأخرى، وأجرينا مشاورات بشأن ما يمكننا فعله لحل الأزمة".
وأضاف: "من السهل أن تهدم، لكن من الصعب جداً إعادة إعمار ما تم هدمه، وزيارتنا إلى عدد من الدول الخليجية تعتبر خطوة هامة في إعادة بناء الثقة بين الأطراف"، وفقًا لروسيا اليوم.
جولة فارغة
لكن هناك من يخالف ترامب في تقييمه لنتائج جولته الخليجية إذ كشفت صحيفة "الشرق الأوسط" أن إردوغان لم يطرح أي مبادرات أو دور للوساطة في حل الأزمة الخليجية الراهنة.
وقالت صحيفة جمهوريت التركية إن دبلوماسياً خليجياً – لم تفصح عن اسمه – أبلغها بأن مجلس التعاون الخليجي لا يريد أن تتدخل تركيا في الأمر وإنما أن تبتعد تماماً، وقال إن وزير الخارجية البحريني أبلغ أنقرة خلال زيارته أن تدخل تركيا في الأمر سيعمق الأزمة.
وقالت الصحيفة - وفقًا لما نقلته عنها "دويتشه فيله" إن دول الخليج حذرت تركيا من تضرر مصالحها معهم في حال دعمها قطر، وأن تركيا لا يمكن أن تكون وسيطاً في أمر هي طرف فيه.
ويعلق محمد العربي الباحث في الدراسات الدولية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة على جولة إردوغان الخليجية بالقول: "لا توجد حلول واضحة في الأفق للأزمة والمشكلة الأكبر هي أن تركيا تحاول القيام بدور وساطة لكنه دور تحيط به مشاكل أساسية، أبرزها أنها وساطة منحازة حيث تفضل تركيا تحالفها الأيديولوجي والسياسي المتعلق بالمصالح الإقليمية عن فكرة حل الأزمة وبالتالي فإن فكرة التحالف في حد ذاتها كانت عائقاً أمام نجاح الوساطة.
وأضاف في مقابلة مع "دويتشه فيله" عربية أن "المشكلة الثانية هي تجاهل تركيا لأطراف أخرى في غاية الأهمية ولم تتواصل معها، قد تكون هي الأهم أو المحرك للأزمة، وأقصد تحديداً الإمارات فهناك أدلة متناثرة حول التأثير الذي يقوم به الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على الجيل الحالي الموجود في الرياض ما ساهم أيضاً في إفشال مساعي الوساطة".
غياب النزاهة
علقت صحيفة "عكاظ" السعودية، على زيارة إردوغان إلى المملكة في محاولة للقيام بوساطة تركية بشأن الأزمة القطرية، بالإشارة إلى أن "زمن الوساطة انتهى".
وأضافت: "حل الرئيس التركي ضيفًا عزيزًا على السعودية، إذ استقبله وأكرمه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في جدة، كرئيس دولة إسلامية، تحرص الرياض على تعزيز علاقاتها معها وتحترم دورها في المحيط الإسلامي، إلا أنه وبحسب مصادر خليجية فإن فرص نجاح وساطة الرئيس إردوغان تبدو ضئيلة لعدة اعتبارات استراتيجية، من أهمها أن قطر أجهضت أساسا الوساطة الكويتية من خلال تسريبها مطالب الدول الرباعية الداعية لمكافحة الإرهاب، عبر الإعلام القطري، فضلا عن استهتارها بالأعراف الدبلوماسية لدور الوسيط".
واعتبرت الصحيفة أن الشيء الأهم هو أن تركيا تعتبر غير محايدة في الأزمة القطرية، نظرا لمواقفها المعلنة التي اتخذتها منذ بداية الأزمة لصالح قطر، فضلا عن إرسالها قوات لتعزيز وجودها في القاعدة العسكرية في الدوحة".
4 معلومات
1- أول رئيس يزور قطر منذ زيارة أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر للمساهمة في جهود الوساطة لحل الأزمة.
2- جولة إردوغان سبقتها جولة أخرى لوزير الخارجية لذات الهدف وشملت ذات الدول الثلاث "قطر والكويت والسعودية".
3- أول مسؤول دولي يقوم بجولة لحل الأزمة بعد خطاب أمير قطر الأخير.
4- شهدت الجولة عقد أول لقاء بين إردوغان وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
فيديو قد يعجبك: