الفلسطينيون يواصلون الصلاة خارج المسجد الأقصى مع إزالة إسرائيل البوابات
(أ ف ب):
واصل الفلسطينيون، اليوم الأربعاء، الصلاة في شوارع القدس الشرقية المحتلة، دون الدخول إلى المسجد الأقصى رغم إزالة اسرائيل بوابات كشف المعادن عن مداخله، في انتظار قرار من لجنة تابعة للأوقاف الإسلامية لتقييم الوضع فيه.
أدى مئات الفلسطينيين صلاة الظهر أمام إحدى بوابات المسجد عند باب الأسباط، أحد مداخل البلدة القديمة في القدس، بحسب مراسل فرانس برس.
وأزالت السلطات الاسرائيلية من محيط الحرم القدسي فجر الثلاثاء بوابات كشف المعادن مؤكدة أنها لن تستخدمها مجددا بعدما أثارت الاجراءات الأمنية الجديدة موجة من العنف الدامي بعد قرار من الحكومة الامنية المصغرة التي أعلنت انها ستقوم بـ"استبدال اجراءات التفتيش بواسطة أجهزة تستند إلى تكنولوجيا متطورة ووسائل أخرى".
ولم تتضح تفاصيل التقنيات المتطورة التي أشار إليها البيان الحكومي، لكن تم تثبيت كاميرات على المداخل هذا الأسبوع، ويرجح ان تكون كاميرات ذكية تستخدم تكنولوجيا التعرف على الوجوه.
ونصبت الشرطة الاسرائيلية مسالك حديدية عند مداخل الحرم القدسي تسمح بدخول الناس في طوابير.
وكانت الأوقاف الاسلامية اعلنت الثلاثاء ان "لا دخول" الى المسجد الأقصى إلى حين قيام لجنة تابعة لها بتقييم الوضع فيه.
تأتي أم معاذ وهي من مدينة الناصرة العربية (شمال اسرائيل) منذ أيام مع قرابة 50 امرأة من مدينتها والبلدات المجاورة يوميا على متن حافلات لأداء الصلاة في القدس.
وتقول أم معاذ "نغادر في الساعة السادسة صباحا ونعود بعد صلاة العشاء" مؤكدة رفض الجميع لبوابات كشف المعادن وحتى للتقنيات المتطورة.
وضعت السلطات الإسرائيلية بوابات كشف المعادن امام مداخل المسجد الاقصى بعد 14 من يوليو، إثر هجوم أقدم عليه ثلاثة شبان من عرب اسرائيل وأسفر عن مقتل شرطيين اسرائيليين والشبان الثلاثة.
ويرى الفلسطينيون في الاجراءات الأمنية الأخيرة محاولة اسرائيلية لبسط سيطرتها على الموقع وهو ما دفعهم إلى رفض دخول الحرم القدسي.
وتفيد السلطات الاسرائيلية أن مهاجمي 14 يوليو هربوا مسدسات إلى الحرم القدسي وانطلقوا منه لمهاجمة عناصر الشرطة.
وتخللت الاحتجاجات الفلسطينية صدامات أسفرت عن مقتل خمسة فلسطينيين. وليل الجمعة، طعن فلسطيني أربعة اسرائيليين توفي ثلاثة منهم في مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة.
وفي رام الله، اشترط الرئيس الفلسطيني محمود عباس إعادة الأمور الى ما كانت عليه في المسجد الأقصى لاستئناف "العلاقات الثنائية" مع إسرائيل، والتي اعلن تجميدها مساء الجمعة.
وقال عباس في بدء اجتماع للقيادة الفلسطينية "ما لم تعد الامور الى ما كانت عليه قبل 14 يوليو،لن تكون هناك أي تغييرات".
وصدر قرار الحكومة الإسرائيلية بإزالة البوابات بعد اتصال هاتفي بين العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ونتانياهو. ويرتبط الأردن وإسرائيل بمعاهدة سلام منذ عام 1994 تعترف بموجبها الدولة العبرية بوصاية المملكة على المقدسات في القدس.
من جهته، أعرب مبعوث الامم المتحدة الى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف أمام مجلس الأمن، الثلاثاء، عن أمله بالعودة إلى الهدوء النسبي.
وقال "لم نتخط هذه الازمة بعد. آمل بان تسمح الخطوات التي تتخذها اسرائيل بالعودة الى الهدوء النسبي. ونأمل جميعا في ان يحدث ذلك في الايام المقبلة، بالاتفاق بين الاردن واسرائيل والمشاركة الايجابية للسلطات الدينية، لتجنب دوامة عنف من شانها تقويض جميع فرص السلام في المستقبل المنظور".
وسرت تكهنات بشأن دور خلاف دبلوماسي منفصل في دفع المفاوضات لإزالة أجهزة كشف المعادن.
فليل الأحد في العاصمة الأردنية عمان، قتل حارس يعمل في السفارة الاسرائيلية أردنيين قال إن أحدهما حاول الاعتداء عليه بمفك للبراغي.
وأصر الأردن على التحقيق مع الحارس فيما قالت اسرائيل إنه يتمتع بحصانة دبلوماسية.
وعاد الحارس إلى اسرائيل ليل الاثنين مع موظفين آخرين من السفارة بعد التوصل الى اتفاق على الارجح.
وخلال محادثاته مع نتانياهو، طلب الملك عبدالله من اسرائيل إزالة البوابات.
وتثير اي إجراءات إسرائيلية في الحرم القدسي ومحيطه غضب الفلسطينيين. وفي العام 2000، أدت زيارة زعيم المعارضة آنذاك ارييل شارون إلى الحرم في إشعال الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي دامت أكثر من أربعة أعوام.
ويقع الحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة في القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل وضمتها بعد حرب 1967 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: