إعلان

الأقصى.. مازال الفلسطينيون يصلون على الأبواب

06:39 م الأربعاء 26 يوليو 2017

القدس - (أ ف ب):

يؤدي مئات الفلسطينيين يوميا الصلاة عند مداخل المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة أمام قوات الأمن الإسرائيلية، رافضين الامتثال لإجراءات أمنية فرضت إثر هجوم لثلاثة شبان أسفر عن مقتل شرطيين إسرائيليين.

وبعد أسبوعين تقريبًا على بدء التوتر إثر إجراءات أمنية إسرائيلية على مداخل المسجد الاقصى، بدأ الفلسطينيون إتباع جدول شبه يومي في المكان.

ويرفض الفلسطينيون دخول المسجد الأقصى بعد أن وضعت السلطات الإسرائيلية بوابات كشف المعادن أمام مداخله بعد 14 يوليو الجاري، إثر هجوم أقدم عليه ثلاثة شبان من عرب إسرائيل أسفر عن مقتل شرطيين إسرائيليين من الطائفة الدرزية، والشبان الثلاثة.

وتدعي إسرائيل أن الإجراءات الأمنية متعلقة بأمن المكان مؤكدة أن مهاجمي 14 يوليو هربوا مسدسات إلى الحرم القدسي وانطلقوا منه لمهاجمة الشرطة.

ويوميًا، يؤدي المئات الصلاة خارج مدخل المسجد عند باب الأسباط أحد مداخل البلدة القديمة في القدس. ويقولون إنهم يدافعون عن الهوية الإسلامية للحرم القدسي.

وتصل مجموعة من نحو 50 امراة من مدينة الناصرة في شمال إسرائيل، يوميا على متن حافلة لآداء الصلاة في المسجد الأقصى الذي يبعد نحو 200 كيلومتر عن مدينتهم.

وتنطلق الحافلة في تمام الساعة السادسة صباحًا وتعود حوالي التاسعة ليلا.

وتقول أم معاذ: "نغادر في الساعة السادسة صباحًا ونعود بعد صلاة العشاء" مؤكدة رفض الجميع لبوابات كشف المعادن وحتى للتقنيات المتطورة.

وخلال الصلاة، يراقب عشرات من رجال الشرطة الاسرائيلية المصلين، ويقوم بعضهم بتدخين السجائر او اللعب بهواتفهم المتنقلة.

ويقوم بعض الفلسطينيين حتى بتوزيع الطعام والمشروبات للذين يتجمعون هناك.

وتقول أم زهير التي شاركت في تظاهرة للنساء خارج الحرم "كشعب يعيش تحت الاحتلال، عليهم ان يعطونا حرية العبادة وحرية الدخول إلى الأماكن المقدسة، دون إذلال".

ويبدأ التوتر في العادة مع حلول المساء. ويزداد عدد المصلين عند صلاة المغرب قرابة السابعة والنصف مساء بالتوقيت المحلي.

وعند صلاة العشاء قرابة التاسعة مساء، يتواجد آلاف من الفلسطينيين عند باب الأسباط.

ويأتي معظمهم بهدف الصلاة في حين يصل عدد من الشبان الذين يبدأون المواجهات.

وقد يقوم شاب فلسطيني برمي المفرقعات، ثم تقوم الشرطة بمحاولة تفريق الناس واستخدام قنابل صوتية وغيرها.

وليل الثلاثاء، قامت الشرطة بإلقاء قنابل صوتية لتفريق المصلين واعتقلت صحافيًا فلسطينيًا.

ويدعي المسؤولون الاسرائيليون أن الاجراءات الامنية امر معتاد عليه في العديد من الأماكن الاخرى، بما في ذلك حائط المبكى.

بينما يرى الفلسطينيون أن الأمر يتعلق بالسيادة على الحرم القدسي.

وقالت نائب وزير الخارجية الإسرائيلية تسيبي حوتوفلي لبي بي سي "نود إنقاذ حياة الناس. وصول المسلمين، إلى جانب اليهود، إلى جانب السياح القادمين من جميع أنحاء العالم إلى هذا الموقع المقدس يعتمد على الأمن الذي تقوم إسرائيل بتوفيره".

ويضمّ الحرم القدسي المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين، ويقع في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وضمتها في خطوة لم يعترف بها دوليا.

ويعتبر اليهود حائط المبكى (البراق عند المسلمين) الذي يقع أسفل باحة الاقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 وهو أقدس الأماكن لديهم.

وتسمح السلطات الإسرائيلية لليهود بزيارة الباحة في أوقات محددة وتحت رقابة صارمة، لكن لا يحق لهم الصلاة هناك.

ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الإسرائيلية بدخول السياح الاجانب لزيارة الاقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، للدخول الى الموقع وممارسة شعائر دينية والمجاهرة بانهم ينوون بناء الهيكل مكانه.

ويتخوف الفلسطينيون من قيام إسرائيل بتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي.

وتبدو الحركة خفيفة في شوارع البلدة القديمة في القدس.

وقال هوسيب وهو ارمني يعمل في متجر سياحي يبيع تذكارات دينية مسيحية ويهودية: "كانت الامور تتحسن في الاشهر الاخيرة لكن مع ما حدث في الاقصى، بالطبع شهدنا انخفاضا في المبيعات".

وفي ظل حالة الغليان، ترافقت الاحتجاجات التي امتدت إلى الضفة الغربية المحتلة مع صدامات أسفرت عن مقتل خمسة فلسطينيين. وليل الجمعة، طعن فلسطيني أربعة مستوطنين اسرائيليين فقتل ثلاثة منهم في الضفة الغربية المحتلة.

وتثير أي إجراءات إسرائيلية في الحرم القدسي ومحيطه غضب الفلسطينيين.

وفي العام 2000، أدت زيارة زعيم المعارضة آنذاك أرييل شارون إلى الحرم الى إندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي دامت أكثر من أربعة أعوام.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان