وزير خارجية الأردن: الجهود مستمرة للحفاظ على الأقصى
القاهرة - (أ ش أ):
أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن بلاده ستستمر في جهودها التي لا تتوقف لإحقاق الحق الفلسطيني والحفاظ على الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف باعتباره في مقدمة أولويات الوصاية الأردنية على المقدسات في القدس.
جاء ذلك في كلمة الصفدي، الخميس، أمام الاجتماع الطاريء لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب والذي عقد برئاسة وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل، لمناقشة التصعيد الإسرائيلي الخطير في مدينة القُدس.
وقال الصفدي: "إن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، يبذل كل جهد ممكن، ويكرس كل الطاقات لتحقيقها، وللحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني في مقدساتنا".
وأشار الصفدي إلى أن إسرائيل ألغت إجراءاتها الأحادية، التي حاولت عبرها فرض حقائق جديدة على الأرض المقدسة وأزالت البوابات الإلكترونية والكاميرات التي وضعتها على أبواب الأقصى المبارك، وأعادت الوضع إلى ما كان عليه قبل تفجر الأزمة قبل حوالي اسبوعين.
وقال الصفدي إن عودة إسرائيل عن إجراءاتها الأحادية الاستفزازية وغير القانونية، تراجعٌ فرضه الموقف الثابت المشرف، والصمود التاريخي للشعب الفلسطيني الشقيق، في الدفاع عن مقدسات الأمة الإسلامية والمسيحية"، مشيرا إلى أن تلك نتيجةٌ جاءت بعد تحركات لم تتوقف، واتصالات وجهود لم تنقطع، قامت بها المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، والسلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس في إطار شراكة وتنسيق كاملين، وبالتشاور والمتابعة مع الأشقاء في الدول العربية والإسلامية.
وتابع الصفدي: "لقد تجاوزنا اليوم أزمة كانت تهدد بعواقب كارثية"، مشيرًا إلى أن محاولة العبث بالقدس استفزازٌ لمشاعر مئات الملايين من المسلمين على امتداد العالم، كما أن المنطقة كلها وقفت على حافة تفجّر موجةٍ جديدةٍ من العنف كانت ستهز الأمن والإستقرار، وتؤزم الأوضاع في منطقتنا التي تعصف بها الأزمات والصراعات من كل جنب.
وأشار الصفدي إلى أن هذه الأزمة ذّكرت العالم كله أن لا أمن ولا استقرار في الشرق الأوسط من دون حل عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي كما بعثت رسالة واضحة أن هذا الصراع هو أساس التوتر، وأن حله هو شرط الوصول إلى السلام الشامل والدائم، الذي تتبناه دولنا العربية خيارا استراتيجيا لن يتحقق إلا على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل.
وتابع الصفدي: "لقد طوقنا الأزمة الحالية، لكن المخاوف من تفجّر أزمات جديدة تظل قائمةً ما بقيت جذور التوتر وأسبابه بداية من الاحتلالٌ الغاشم، ومحاولاتٌ إسرائيلية مستمرة لفرض حقائق جديدة على الأرض، والتي تستهدف تغيير هوية المقدسات العربية الإسلامية والمسيحية، وتقويض فرص قيام الدولة الفلسطينية المستقلة".
وأكد أن تحقيق الأمن والسلام والاستقرار يتطلب إزالة أسباب حرمان شعوب المنطقة منهم وهي أساسا رفض إسرائيل إنهاء احتلالها ورفضُها احترام حق الشعب الفلسطيني الشقيق في الدولة والحرية والعيش بكرامة، من دون خوف أو عوز أو قهر، مشددًا على ضرورة العمل على تحقيق الأمن والاستقرار والحيلولة دون إعادة تفجر الأزمات وأن نضمن أن تبقى القدس مدينة المحبة والسلام إن انتهى الاحتلال، وتحقق السلام، ونُفذت مبادرة السلام العربية.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة بذلت جهودا مكثفة ومشكورة لحل أزمة الأقصى، مثمنا التزام الرئيس الأمريكي دونالد ترمب العمل من أجل إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكدا دعم بلاده لجهود إدارته تحقيق السلام، تنفيذا لخيارنا العربي الاستراتيجي، وتمشيا مع مبادرة السلام العربية، التي أعادت قمة عمان في آذار الماضي إطلاقها.
وقال الصفدي إنه على إسرائيل أن تختار السلام أيضا، وعليها أن تتوقف عن انتهاكاتها، وأن تدخل في مفاوضات جادة وفاعلة وفورية، تؤدي إلى انتهاء الاحتلال وتحقيق السلام وفق الشروط التي يقرها العالم أجمع سبيلا وحيدا لإنهاء الصراع وهو حل الدولتين، منبها إلى أنه من دون ذلك، سيتجذر اليأس وسيتمدد التطرف وسيزداد الغضب، وستبقى الأوضاع قابلة للإنفجار في أي لحظة.
وأضاف الصفدي إنه على رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يدرك أن الغطرسة، والعبثية وخرق القانون وتزوير الحقائق سعيا وراء الشعبوية لن يسهم إلا في زيادة التوتر، وتأزيم الأجواء، مشيرا إلى أنه بدلا من التقوقع في مآرب سياسية آنية أنانية مُستهجنة مدانة ورعناء تستهدف رفع الشعبية في استطلاعات الرأي على حساب الحقيقة، وعلى حساب حقوق الآخرين، وبما يقامر بحق الشعوب في العيش بسلام وأمن وحرية، عليه أن يلتزم القانون الدولي، وأن يتبع السياسات التي تحق الحقوق، وتوجد البيئة الكفيلة بالتقدم نحو الأمن والسلام اللذين تستحقهما كل شعوب المنطقة.
وقال الصفدي إن الأزمة يتم السيطرة عليها، لكن أزماتٍ جديدة ستتفجر إن لم يتحقق السلام ، وإن لم تنعم القدس بالحرية والاستقلال عاصمة لدولة فلسطين وأن تقام الصلاة في الأقصى المبارك وليسبح الناس فيه بحمد ربهم كل يوم بحرية ومن دون أية إعاقات"، مؤكدًا على ضرورة أن تعيش كل المنطقة وشعوبها بأمن وسلام واستقرار.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: