الغرب يشدد لهجته حيال إيران
باريس – (أ ف ب):
شددت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون الجمعة، اللهجة حيال إيران مطالبين طهران بالكف عن تجارب إطلاق الصواريخ الباليستية، غداة اختبارها صاروخا لحمل الأقمار الصناعية إلى المدار.
وفي ظل التوتر الشديد الذي يسيطر على العلاقات الأمريكية الإيرانية منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات جديدة على ست شركات تملكها أو تديرها مجموعة "شهيد همات اندستريال غروب"، وهي بحسب الوزارة، كيان أساسي في البرنامج الإيراني للصواريخ الباليستية.
وتشمل العقوبات تجميد أي أصول للشركات في الولايات المتحدة ومنع المواطنين الأمريكيين من التعامل معها.
وستواجه المؤسسات الأجنبية إجراءات عقابية إذا تعاملت مع الكيانات الخاضعة للعقوبات، بحسب وزارة الخزانة.
وكانت مجموعة "شهيد همات اندستريال غروب" خاضعة بالأساس لعقوبات فرضتها عليها الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ونددت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة في بيان مشترك بتصرف إيراني "استفزازي ومزعزع للاستقرار"، معتبرة أن التجربة الصاروخية تشكل انتهاكا للقرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي.
وفي البيان المشترك دعت واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون الجمهورية الإسلامية "إلى الكف عن القيام بعمليات أخرى لإطلاق صواريخ بالستية و(وقف)البرامج المرتبطة بها".
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أكد قبل صدور البيان المشترك للدول الأربع، أن "تجربة إطلاق صاروخ القمر الاصطناعي حق مطلق للجمهورية الإسلامية ويتوافق مع الالتزامات الدولية للبلاد"، بحسب ما نقلت السبت وسائل إعلام إيرانية.
وأضاف قاسمي أن "لا قيود لإيران في تطوير قدرتها التكنولوجية وهي لا تنتظر موافقة أي بلد على أنشطة علمائها وخبرائها في مختلف المجالات".
وتم التصويت على القرار 2231 في الأمم المتحدة قبل سنتين لتعزيز الاتفاق النووي التاريخي الذي تم التوصل اليه في 2015 بين إيران وبريطانيا والصين وفرنسا والمانيا وروسيا والولايات المتحدة.
وشمل الاتفاق رفع العقوبات الاقتصادية مقابل الحد من البرنامج النووي الإيراني.
ويدعو القرار إيران الى عدم إجراء تجارب لصواريخ بالستية قادرة على حمل رؤوس نووية فيما أبقي على الحظر المفروض على الاسلحة.
ووجهت الدول الأربع كتابا إلى الأامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش أعربت فيه عن "قلقها"، بحسب البيان المشترك.
وأوضح البيان أن الحكومات البريطانية والفرنسية والالمانية تناقش هذه المسائل في حوارات ثنائية تجريها مع إيران.
والعلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين الولايات المتحدة وايران منذ 1980، كما ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب اوقف الحوار المباشر مع طهران الذي كان أطلقه سلفه باراك اوباما.
دعم كبير للإرهابيين
وفي مقر الأمم المتحدة تحدثت سفيرة الولايات المتحدة الى المنظمة الاممية نيكي هايلي عن "انعدام الثقة" بإيران.
وقالت هايلي في بيان إن "دعم ايران الكبير للارهابيين يعني اننا لا يمكن ان نثق بها. وإخلال إيران بواجباتها بشأن التجارب الصاروخية يعني اننا لا يمكننا ان نثق بها. وتجربة إطلاق الصاروخ أمس تثبت ذلك مرة جديدة".
وعلى الرغم من وعوده خلال الحملة الانتخابية بإإلغاء ما وصفه بـ"أسوأ اتفاق على الاطلاق"، لا يزال ترامب يحترم بنود الاتفاق النووي الذي شكل نجاحا دبلوماسيا لسلفه الديموقراطي،عزز منع انتشار السلاح النووي.
ولا يزال من غير الواضح ما اذا كانت الادارة الأمريكية ستستمر بالمصادقة كل ثلاثة اشهر على احترام ايران للاتفاق او ستبقي على رفع العقوبات المرتبطة بالبرنامج النووي الايراني.
في المقابل، يعتبر الأوروبيون انه يجب التعامل بشكل منفصل مع مسألتي البرنامج النووي الايراني وبرنامج الصواريخ البالستية.
إلا أن البيان المشترك اشار الى ان التجربة الصاروخية الايرانية الاخيرة تم فيها استخدام تكنولوجيا مرتبطة "بصواريخ بالستية قادرة على حمل أسلحة نووية".
عقوبات أمريكية جديدة
ولدى إعلانه عن العقوبات الأمريكية الجديدة ضد ايران، قال وزير الخزانة ستيفن منوتشين إنها "تؤكد قلق الولايات المتحدة البالغ حيال مواصلة ايران تطوير واختبار صواريخ بالستية وغيره من التصرفات الاستفزازية".
وحذر منوتشين بان واشنطن "ستستمر بالتصدي بحزم لانشطة ايران المتعلقة بالصواريخ البالستية، سواء اطلاق الصواريخ إلى الفضاء بصورة استفزازية، او تطوير أنظمة صواريخ بالستية، او الدعم المرجح لاطلاق الحوثيين الصواريخ على السعودية كما حصل نهائية الاسبوع الماضي".
وبحسب بيان وزارة الخزانة الأمريكية فإن "الصواريخ التي تحمل اقمارا اصطناعية تستخدم تكنولوجيات مماثلة إلى حد بعيد لتلك المستخدمة لصنع صواريخ بالستية عابرة للقارات، وهذا الاطلاق يشكل تهديدا من قبل ايران".
وبث التلفزيون الايراني الرسمي مشاهد لعملية الاطلاق من مركز الامام الخميني الفضائي، الذي تمت تسميته تيمنا بمؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية، في محافظة سمنان في شرق البلاد.
والصاروخ المسمى "سيمرغ" يستطيع حمل ووضع "أقمار صناعية تبلغ زنتها 250 كلغ على ارتفاع 500 كلم".
ويشتبه الغربيون بسعي ايران، عبر استخدام تكنولوجيا الصواريخ التي تحمل اقمارا اصطناعية، الى تطوير صواريخ بالستية طويلة المدى قادرة على حمل شحنات تقليدية او نووية.
وتنفي ايران على الدوام هذه الاتهامات وتؤكد ان برنامجها الفضائي سلمي بحت.
وتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران منذ وصول ترامب الى سدة الرئاسة قبل ستة اشهر.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: