إعلان

مواجهة فلسطينية اسرائيلية جديدة في اليونيسكو حول مدينة الخليل

01:38 م الخميس 06 يوليو 2017

مستوطن اسرائيلي يقف على ارض فلسطينية تطل على الحرم

(أ ف ب):

تقرر منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو)، هذا الأسبوع، ما اذا كانت ستعلن ان البلدة القديمة في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، منطقة محمية، في احدث مواجهة اسرائيلية فلسطينية داخل المنظمة الدولية.

يقارب عدد سكان الخليل كبرى مدن الضفة الغربية المحتلة 200 الف نسمة وهي المنطقة الوحيدة التي يقيم فيها 500 مستوطن اسرائيلي تحت حماية آلاف الجنود والكتل الاسمنتية.

يقيم المستوطنون قرب الحرم الإبراهيمي، الموقع المقدس لدى اليهود والمسلمين والذي يشكل بؤرة توتر في المدينة.

من المقرر ان تصوت لجنة التراث العالمي التابعة لليونيسكو الجمعة على مشروع قرار قدمه الفلسطينيون، يعلن ان البلدة القديمة في الخليل، بما في ذلك المنطقة التي يعيش فيها المستوطنون، منطقة تعرف"بقيمتها العالمية الاستثنائية".

وتم تسريع القرار على أساس أن الموقع معرض للتهديد، حيث اتهم الفلسطينيون اسرائيل بعدد من الانتهاكات "المثيرة للقلق" بما في ذلك تخريب وتدمير الممتلكات.

وايدت لجنة التراث، الثلاثاء، في تصويت منفصل قرارا يدين ما تقوم به اسرائيل في مدينة القدس، ما أثار غضب اسرائيل.

وتقول اسرائيل إن مشروع القرار حول الخليل- والذي يشير الى المدينة بوصفها "اسلامية"-- ينكر آلاف السنين من الروابط اليهودية بالمدينة.

ويقول الفلسطينيون إن الخليل احد اقدم المدن في العالم، ويعود تاريخها الى العصر الحجري، او اكثر من 3000 عام قبل الميلاد.

وتم غزو المدينة في عصور مختلفة من قبل الرومان واليهود والصليبيين والمماليك.

وفي حال المصادقة على القرار، فأنه سيعتبر بمثابة انتصار للدبلوماسية الفلسطينية، وستقوم اسرائيل بذكره كمثال حديث على انحياز المنظمة التابعة للأمم المتحدة ضدها.

وفي مايو الماضي، ثارت ثائرة الدولة العبرية بعد إقرار اليونيسكو مشروع قرار منفصل حول مدينة القدس، ومنعت مؤخرا باحثي اليونيسكو من زيارة مدينة الخليل.

ويحتاج مشروع القرار الى اغلبية مؤلفة من ثلثي الدول 21 التي ستصوت لصالح أو ضد القرار. ومن المرجح ان تكون النتيجة متقاربة، حيث يعرب الجانبان عن ثقتهما من الفوز.

- اخبار كاذبة-

وأيدت لجنة التراث الثلاثاء القرار حول القدس مع 10 أصوات مؤيدة- مقابل رفض 3 دول له، بينما امتنعت 8 دول عن التصويت.

واعربت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هالي، عن تأييدها لمحاولات اسرائيل عرقلة القرار المتعلق بمدينة الخليل.

ويقول علاء شاهين وهو عضو في بلدية الخليل الفلسطينية إن قرار اليونيسكو "سيساعد في تسويق (المدينة) كموقع عالمي مهم ما سيدعم قطاع السياحة".

وأضاف "سيكون لدينا جهة قانونية على المستوى الدولي ستساند جهودنا لوقف اي محاولات لتدميرها".

في المقابل، وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ايمانويل نحشون الخطة الفلسطينية بأنها عبارة عن "اخبار كاذبة".

وقال نحشون لوكالة فرانس برس ان الفلسطينيين "يحاولون اعادة كتابة التاريخ اليهودي وتاريخ المنطقة".

واتهم نحشون السلطة الفلسطينية بالسعي إلى إعلان الحرم الابراهيمي "كجزء من التراث الوطني الفلسطيني".

بينما اكد شاهين ان الفلسطينيين يتحدثون فقط عن "الموروث الثقافي" وان المسعى لا علاقة له بالدين.

- "كلام فارغ"-

وتتمتع الخليل التي يقول التقليد انها كانت موطن النبي ابراهيم الذي عاش ودفن فيها، بوضع خاص في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وتشكل دائما موضوعا منفصلا في المفاوضات. وعند توقيع اتفاقيات اوسلو للسلام، تم تقسيم المدينة في خطوة ندد بها الجانبان.

واحتلت اسرائيل الخليل بعد حرب الايام الستة عام 1967، ورضخت الحكومة الاسرائيلية بعد سنوات من احتلالها لمطالب المستوطنين وسمحت بتواجدهم وإقامتهم في المدينة وسط الفلسطينيين. وانتشرت البؤر الاستيطانية داخل الخليل، وتزايدت المستوطنات حول المدن الفلسطينية الاخرى.

وتندلع مواجهات عنيفة بشكل متكرر في المدينة. ويتذكر الجميع المجزرة التي ارتكبها المستوطن الاسرائيلي الاميركي باروخ غولدشتاين في الحرم الابراهيمي في المدينة عام 1994 وقتل خلالها 29 مسلما.

وتم تقسيم الحرم الذي يتضمن بعدا رمزيا قوميا ودينيا في النزاع إلى قسمين: واحد للمسلمين وآخر لليهود بعد المجزرة.

وداخل البلدة القديمة في الخليل، دكاكين مغلقة منذ سنوات بستائرها الحديدية المسدلة وأقفالها الصدئة، لكن بعض المحلات لا تزال تقاوم في الازقة التي نصبت فوقها شوادر لحمايتها من القذارات والحجارة التي يلقيها المستوطنون على المارة فيها.

ويقول التجار هناك إن قرار اليونيسكو لن يؤثر على الارجح ولن يغير في الحقائق على الارض.

وقال التاجر جمال مراغة لوكالة فرانس برس إن "هذا كلام فارغ" مشيرًا أن الحكومة الاسرائيلية لن تهتم لهذا القرار.

وأضاف "إن رغبوا بتجاهل الامور، فأنهم يقومون بذلك".

ويروي فايق ابو عفيفية الذي يملك متجرا صغيرا لبيع الأدوات المنزلية ان العشرات من المحلات التجارية أغلقت أبوابها بفعل الاحتلال الاسرائيلي.

ويرى ابو عفيفية انه على الرغم من ان القرار لن يغير شيئا على الأرض، ولكنه ما زال يحمل أهمية رمزية بالنسبة اليه.

وتابع "هذه رسالة لكل العالم أن (الحرم الابراهيمي) اسلامي فقط، وهذا مهم".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: