إعلان

التقسيم الهادئ وحماية إسرائيل.. المعارضة السورية متخوفة من "هدنة الجنوب"

04:38 م الأحد 09 يوليو 2017

كتبت – إيمان محمود:

مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب الغربي لسوريا، حيز التنفيذ ظهر اليوم الأحد، أبدت المعارضة السورية قلقها حيال الاتفاقية واعتبرتها محاولة لتفكيك وحدة الأراضي السورية، وحماية لأمن إسرائيل.

واتفقت الولايات المتحدة وروسيا والأردن في لقاء على هامش قمة العشرين، الجمعة، في إحدى اجتماعات "قمة العشرين" والتي التقى فيها دونالد ترامب للمرة الأولى منذ تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على وقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا، وتحديدًا في مناطق درعا والقنيطرة والسويداء.

تقسيم سوريا

وقال ميسرة بكور، المعارض السوري ومدير مركز الجمهورية للدراسات، إن القرار فاجأ المعارضة، فهو أول اتفاق بين أمريكا وروسيا التي تعتبر الحليف الأول لإيران في المنطقة، والتي تجاهلت طلب طهران في ورقة قدمتها لمحادثات أستانة أن تكون مراقب لوقف إطلاق النار.

وأضاف بكور في تصريحات لمصراوي: "روسيا تحالفت مع أمريكا وإسرائيل على حساب إيران التي كانت تريد السيطرة على هذه المنطقة".

ورغم تأكيده على ترحيب المعارضة بأي وقف إطلاق نار "مدروس"، إلا أنه أبدى قلقه من القرار الذي استخدام مصطلح "جنوب غرب سوريا" للمرة الأولى، ما يحمل في طياته نية تقسيم الأراضي السورية، موضحًا "اليوم نتحدث عن الجنوب وعن الشمال .. هذا الأمر يشكل خطرا على البنية السورية".

واتفق الكاتب والمحلل السوري تيسير النجار مع "بكور"، حول شبهة تقسيم الأراضي السورية التي يحملها القرار، مؤكدًا أن الشعب السوري يرفض أي اتفاق لا يشمل جميع الأراضي السورية، مؤكدًا أن الاتفاق سيفشل كالعديد من الاتفاقات السابقة المشابهة له.

ويرى النجار أن الاتفاق يهدف في الأساس إلى تقسيم إدارة المنطقة، رغم أن الاتفاق كان غير واضح حول من تكون له السيادة على جنوب غرب سوريا.

كما أكد المعارض السوري البارز فراس الخالدي، رئيس منصة القاهرة في مفاوضات جنيف، أن الاتفاق يثير الريبة والشك في تقسيم الأراضي السورية، مؤكدًا أن اتفاقات وقف إطلاق النار يجب أن تكون شاملة لكامل الأراضي السورية.

وحول فشل "أستانة 5" في اتفاق مناطق "خفض التوتر"، قال الخالدي في تصريحات لمصراوي، إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنته الدول الثلاث لا علاقة له بفشل أستانة في تحديد مناطق خفض التوتر.

كان من المفترض أن يتم تقسيم المناطق على الدول المراقبة للاتفاق (تركيا – روسيا – إيران) في اجتماعات أستانة 5، لكنها انتهت دون التوصل إلى اتفاق نهائي حول النقطة الأساس في هذه الجولة، حيث تم التوافق على ترسيم خرائط مناطق شمال حمص والغوطة الشرقية، بينما استمرت الخلافات قائمة حول إدلب.

وكان الأساس في هذا الخلاف هو رفض المعارضة السورية لوجود إيران كمراقب على وقف إطلاق النار، أو وجود أي قوات إيرانية في تلك المناطق، لكن بموجب الاتفاق الجديد الذي جرى أمس، تكون الدول الثلاث –روسيا، أمريكا، الأردن- مسؤولين عن مراقبة المناطق الجنوبية السورية.

حماية أمن إسرائيل

واتهمت المعارضة السورية اتفاق "وقف إطلاق النار" بأنه يخدم في الأساس مصلحة إسرائيل والرئيس السوري بشار الأسد، الذي يتسلم بموجبه المعابر في الجنوب السوري إلى الأردن.

وقال ميسرة بكور، إن الاتفاق يصب في مصلحة إسرائيل، ويهدف إلى إبعاد الميليشيات الإيرانية عن طرفي الجولان التي يحتلها الكيان الصهيوني.

وأضاف أن الاتفاق من جهة مهم بالنسبة للمدنيين لكي يحقن الدماء في تلك المناطق وأهمها درعا التي تتعرض لقصف النظام منذ أيام، لكن الهدف الأبعد منه هو إبعاد إيران عن الكيان الصهيوني "روسيا وأمريكا يحمون الكيان الصهيوني"، على حد تعبيره.

كما يرى المعارض السوري أن الاتفاق هو بمثابة "شرعنة" لنظام الأسد، قائلًا "خلال 6 سنوات من الحرب، لم يستطع الأسد الدخول إلى تلك المناطق ليستطيع الآن بموجب هذا الاتفاق".

وشدد بكور على الأهمية الاقتصادية لسيطرة النظام على معبر نصيب الحدودي مع الأردن بالنسبة له، وأيضًا أهمية دخول روسيا إلى تلك المنطقة التي تقع تحت سيطرة المعارضة.

فراس الخالدي رأى أيضًا أن هدف الاتفاق من حماية أمن إسرائيل، قائلًا "هم يتطلعون لأمن إسرائيل وليس لمصلحة الشعب السوري".

وأضاف: إسرائيل والأردن كانتا تتخوفان من اقتراب ميليشيات حزب الله من الحدود الجنوبية السورية وإقامة أي قواعد إيرانية في هذه المنطقة، ليصبحا أكبر الرابحين من هذا الاتفاق.

وأصدر وفد قوى الثورة السورية العسكري، أمس، بيانًا يوضح فيه موقفه من الاجتماع الثلاثي بين روسيا وأمريكا والأردن، حيث أبدى قلقًا كبيرًا من عقد اتفاقًا منفردًا في الجنوب السوري بمعزل عن الشمال كسابقة تحدث للمرة الأولى.

وأكد الوفد المعارض في بيانه أن الاتفاق من شأنه تقسيم سوريا والمعارضة إلى قسمين، كما يكرس القبول بالوجود الإيراني فيما بعد المناطق العازلة المحددة بـ40 كم، والمتاخمة للحدود السورية مع فلسطين المحتلة والأردن وتقبل بفتح معبر نصيب للنظام.

وفي السياق نفسه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، اليوم الأحد، إنه يبارك التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا ودخوله إلى حيز التنفيذ، مؤكدًا أنه يجب ألا يمهد هذا الاتفاق إلى تعزيز النفوذ الإيراني والجماعات المسلحة في جنوب سوريا.

وأضاف:"ناقشت الأسبوع الماضي هذا الموضوع في مناقشات متعمقة مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، مشيرًا إلى أنهما يتفاهمان مواقف إسرائيل ويحترمان مطالبها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان