ما هو اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيلين وماذا يعني إلغائه؟
كتب - عبدالعظيم قنديل:
لا تزال تطورات الأحداث فى القدس الشريف وتصعيد الإحتلال الإسرائيلي لسياساته، الأسابيع الماضية، تلقي بظلالها على استئناف محادثات السلام بين الفلسطنيين والإسرائيليين، على الرغم من انتهاء أزمة المسجد الأقصى، حيث طغت أجواء جمود المفاوضات السياسية بين الجانبين، لاسيما مع اعلان مسؤولون فلسطينيون، اليوم الأربعاء، لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أبقى على قراره وقف كل أشكال الاتصالات مع إسرائيل.
وكانت إسرائيل قد نصبت بوابات إلكترونية على مداخل المسجد الأقصى بالقدس الشرقية بعدما قُتل شرطيان إسرائيليان بالقرب منه، الشهر الماضي، الأمر الذي أثار غضب الفلسطينيين، كما أعقب ذلك إعلان الرئيس الفلسطيني تجميد الاتصالات مع إسرائيل على جميع المستويات.
وفي مؤشر على تصعيد إضافي من السلطة الفلسطينية، صرح أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، بأن اتفاق أوسلو لم يحقق أهدافه، مطالبًا بمراجعته، علاوة على إنشاء إطار لاتفاق جديد بسقف زمني مع الجانب الإسرائيلي.
السفير الفلسطيني السابق لدى القاهرة بركات الفرا، يرى أن إسرائيل أنهت "اتفاق أوسلو" على الأرض، بسبب اعتقادها أنها في أزهى عصورها، مضيفًا أن الوضع العربي المتردي ساهم في تزايد التعنت الإسرائيلي وعدم تجاوبه مع المطالب الفلسطينية المشروعة.
وقال الفرا لمصراوي، إن الدولة العبرية رفضت التجاوب مع مساعي الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن، مشددًا على أن ما حدث في أزمة المسجد الأقصى الأخيرة يوضح أن المقاومة الفلسطينية هي العامل الأكثر حسمًا في إجبار المسؤولين الإسرائيليين على استئناف عملية السلام.
وتوقع الدبلوماسي السابق فشل الجهود الروسية والأمريكية لتحريك المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطنيين، مشيرُا إلى أن السلطة الفلسطينية لن تفرط في حقوق الشعب الفلسطيني، بينما تولي إسرائيل اهتمامًا كبيرًا، في الآونة الأخيرة، بإنشاء قنوات اتصال مع الدول العربية، لاسيما مع تداول تقارير تتحدث عن اقامة تحالف اقليمي، يضم العديد من الدول العربية وإسرائيل، ضد الأطماع الإيرانية.
وتوقفت محادثات السلام بين إسرائيل وفلسطين من 2014 بعد المحادثات الأخيرة التي استضافتها القاهرة وأسفرت عن قرار بوقف إطلاق النار أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وهذه أول مرة يقطع فيها عباس كل الاتصالات مع إسرائيل.
ما هو اتفاق أوسلو؟
هو اتفاق سلام وقعته إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في مدينة واشنطن الأمريكية، في 13 سبتمبر 1993، بحضور الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، والذي كان نتاج لمباحثات سرية بين الفلسطنيين والإسرائيليين في مدينة أوسلو النرويجية عام 1991.
اتفاقية أوسلو، ارتكزت على " إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الإنتقالي" للجانب الفلسطيني، حيث تكمن أهميتها في أنها شكلت منعطفا مهما في مسار القضية الفلسطينية، كما أنها تعد أول اتصال رسمي مباشر بين إسرائيل ممثلة بوزير خارجيتها شمعون بيريز، ومنظمة التحرير الفلسطينية ممثلة بأمين سر اللجنة التنفيذية محمود عباس.
وأبرز ما جاء في نصوص الاتفاق:
- تعترف إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية على أنها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.
- تعترف منظمة التحرير الفلسطينية بدولة إسرائيل (على 78% من أراضي فلسطين – أي كل فلسطين ما عدا الضفة وغزة).
- خلال خمس سنين تنسحب دولة الاحتلال من أراض في الضفة الغربية وقطاع غزة على مراحل أولها أريحا وغزة اللتين تشكلان 1.5% من أرض فلسطين.
- تقر إسرائيل بحق الفلسطينين في إقامة حكم ذاتي على الأراضي التي تنسحب منها في الضفة الغربية وغزة (حكم ذاتي للفلسطينيين وليس دولة مستقلة ذات سيادة).
- إقامة مجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية.
- إنشاء قوة شرطة من أجل حفظ الأمن في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية.
فيديو قد يعجبك: