إعلان

معركة السخنة.. مكاسب كبيرة للنظام وخسارة فادحة لداعش

01:39 م السبت 12 أغسطس 2017

قوات النظام السوري

كتبت – إيمان محمود

بعد أسبوع من المعارك الضارية، نجحت قوات النظام السوري في السيطرة على منطقة السخنة الواقعة في الريف الشرقي لمدينة حمص من يد تنظيم داعش، حيث كانت أسرع من الأكراد وفصائل المعارضة في الاستيلاء على تلك المنطقة التي ارتبط اسمها مؤخرًا بتحرير مدينة دير الزور.

وأعلنت القوات الحكومية السورية سيطرتها الكاملة، صباح السبت، على مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي وسط سوريا، حيث قتلت أعداد كبيرة من تنظيم داعش ودمرت عتادهم وأسلحتهم.

وقال مصدر عسكري سوري في تصريح نقلته وكالة الأنباء السورية "سانا"، إن "وحدات من الجيش السوري، بالتعاون مع القوات الرديفة، أحكمت سيطرتها الكاملة على مدينة السخنة بعد عمليات مكثفة ضد تنظيم داعش الإرهابي".

يأتي التحرك في منطقة السخنة متوازيا مع الخطوات العسكرية على طول البادية الممتدة طبيعيا من شمال السويداء وحتى جنوب الرقة وصولاً إلى الحدود الشرقية، لكن النصر الكبير في السخنة جاء من كونها المدينة الثانية في البادية من حيث المساحة بعد تدمر.

وتعد السخنة أكبر تجمع لمسلحي تنظيم داعش في ريف حمص الشرقي وأهم طرق إمداده الرئيسية كونها همزة وصل مهمة بين أرياف حمص ودير الزور والرقة.

أهمية منطقة السخنة

وتتمتع السخنة بأهمية استراتيجية كبيرة سواء للنظام السوري أو لداعش، الذي أبدى استماتته عليها خلال المعارك ليحاول عدم خسارتها، إذ أن السيطرة عليها تعني القضاء على آخر معاقل التنظيم الإرهابي في أرياف حمص والدخول إلى الحدود الإدارية لدير الزور وبالتالي البدء بالمرحلة الأخيرة من فك الحصار عن المدينة.

وتقع المدينة شمال شرق تدمر بحوالي 70 كم، ساحبة أرياف حمص والرقة ودير الزور إلى أطرافها، ورغم أن جغرافيتها تشكل آخر عمق لمحافظة حمص، إلا أنها تلعب دور الباب لكل الشرق السوري.

وتعد منطقة السخنة امتدادًا لريف الرقة الجنوبي، الذي يخوض الجيش فيه معارك عنيفة، بالتوازي مع المعارك التي تحصل في ريف حمص الشمالي الشرقي، وبالتالي فإن السيطرة عليها من قبل الجيش السوري يعني أنه تمكن من تقليص المسافة التي تفصل قواته في السخنة عن تلك المتواجدة في ريف الرقة الجنوبي.

وبسيطرته على السخنة أيضا، سيطهر الجيش السوري مساحات واسعة من عناصر داعش الذين سيجدون أنفسهم محصورين في جيب مغلق يمتد من غرب السخنة وصولاً إلى الأرياف الشرقية لحمص وحماه، وبالتالي يضيف الجيش إلى رصيده مساحات أكبر في عمق البادية السورية.

كما تعتبر السخنة خط الدفاع الرئيسي عن جميع مواقع داعش المنتشرة في البادية السورية وصولاً إلى مدينة دير الزور، بحسب وكالة أنباء "تسنيم".

وتقع مدينة السخنة في منطقة تحوي أهم آبار النفط والغاز في سوريا منها حقلا "الهيل" و"الشاعر"، كما تحوي أعدادًا كبيرة من عناصر داعش الذين فروا من قبضة الجيش السوري وحلفائه منذ الإعلان عن معركة تحرير دير الزور والسيطرة على عشرات البلدات والقرى في البادية السورية.

موقع المدينة أعطاها أفضلية الإشراف على داخل مدن الجوار وباتت مع الأيام ممرًا تجاريًا وعنوانًا للتنقل، ويبدو أن سكان المدينة قد زرعوا معارفهم وتجارتهم في كل الرقعة السورية فبات هناك ما يسمى بحارة السخاني في مدن كحلب وحماة والرقة ودير الزور، إلى جانب مهارة أهل السخنة في نقل السلع ومقدرتهم ومعرفتهم المرتفعة في ربط البادية بحواضر المدن السورية كحلب التي اتخذت بعدًا إقليمياً على مدى التاريخ.

الجيش اختار التلال الحاكمة من جنوب وغرب السخنة ليمكن المدفعية والقذائف من منع تحركات أرتال التنظيم القادمة بمعظمها من الرقة، وكذلك لتدمير كتلة الجسد الإرهابي ومنع أي حالة ممكنة للارتداد على شكل هجمات مفاجئة من مجموعات أو انتحاريين.

خسارة داعش في السخنة لا تقل عن خسائره في تدمر، وبتحرير المدينة فقد التنظيم ملاذ المؤن الأخير في كل رقعة البادية السورية وخسر مسارات تحركه كما بات وجود إرهابييه في ريف حماة الشرقي مهدداً بالكامل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان