لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ديكتاتوريات وصراعات داخل بيت "الناتو"- نظرة على الحاضر والماضي

02:10 م السبت 12 أغسطس 2017

حلف شمال الأطلسي

برلين (دويتشه فيله)

الخلاف بين عضوي "حلف شمال الأطلسي" (الناتو)، ألمانيا وتركيا، ليس إلا آخر مثال على الصراعات التي ما فتئت تحدث مراراً وتكراراً داخل دول الحلف. نظرة إلى الماضي نلقي من خلالها الضوء على أبرز تلك الصراعات في تاريخ الحلف.

خلاف على طريقة التعاطي مع روسيا

نظرت روسيا إلى توسع الناتو باتجاه الشرق مطلع الألفية الجدية على أنه اعتداء عليها. فقد انضمت جمهورية التشيك وبولونيا وهنغاريا، وكانت جميعها تدور سابقاً في فلك الاتحاد السوفيتي، إلى الحلف عام 1999.

بعد خمس سنوات تبعتها بالانضمام دول كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي: إستونيا وليتوانيا ولاتفيا. ومنذ انضمامها أبدت تلك الدول حساسية تجاه أي مراعاة من قبل دول الحلف لروسيا.

وقد رغبت الولايات المتحدة في ظل إدارة جورج بوش الابن بضم جورجيا وأوكرانيا أيضاً إلى الحلف. إلا أن تلك الرغبة اصطدمت برفض دول الحلف في غرب أوروبا.

كما أثارت خطط الولايات المتحدة نشر منظومة صواريخ بالستية في بولونيا وجمهورية التشيك ردود فعل متناقضة داخل الحلف. مما حدا بخليفة بوش، باراك أوباما، إلى الإقلاع عن الفكرة بالشكل الذي كان يريده سلفه.

كما أظهرت الأزمة الأوكرانية وضم روسيا لشبه جزيرة القرم أن الاتفاق على موقف موحد من روسيا لا يمكن التوصل له داخل الحلف إلا بصعوبة.

حرب بوش على العراق يقسّم الناتو

بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 كان بوسع الرئيس جورج بوش الابن طلب مساعدة عسكرية من الحلف. إلا أنه لم يفعل ذلك، بل إن ردة فعله على الهجمات تسببت بانقسام الحلف إلى معسكرين.

شن الرئيس بوش هجومه على العراق بحجة دعم القاعدة وامتلاك أسلحة دمار شامل.

دعم بوش في حربه تلك بريطانيا وإسبانيا وإيطاليا، بينما رفضت دول مثل ألمانيا وفرنسا وبلجيكا(حيث يقع المقر السياسي للناتو) الحرب بشكل قاطع.

لم يشهد الحلف في تاريخه مثل ذلك الانقسام.

ووصل الأمر إلى حد تراشق لفظي بين كبار قادة المعسكرين. فقد وصف وزير الدفاع الأمريكي آنذاك، دونالد رامسفلد، معارضي الحرب من الأوروبيين بأنهم يمثلون "أوروبا العجوز".

واختيرت عبارة "أوروبا العجوز" كلمة العام في عام 2003 في ألمانيا.

تركيا واليونان في خلاف دائم

في عام 1952 دخلت كل من تركيا واليونان الحلف.

آنذاك كانت الدولتان تعدان مهمتين من الناحية الاستراتيجية لحماية جنوب شرق أوروبا من أي هجوم محتمل من الاتحاد السوفيتي ولترسيخ الاستقرار في الشرقين الأدنى والأوسط المضطرب.

لم يؤثر حدوث انقلابين عسكريين ديكتاتوريين في البلدين على عضويتهما في الحلف. ومنذ الانقلابين اشتعل الخلاف بين البلدين وأصبحت الثقة معدومة.

حدثت من قبل الجانب التركي اختراقات متكررة للمجال الجوي اليوناني في بحر إيجه. وعندما غزت تركيا قبرص عام 1974 انسحبت اليونان لوقت قصير من الحلف.

ومع ذلك لم يدخل الطرفان في حرب.

غير أنه وبظل شعورها بأن تركيا تشكل مصدر تهديد لها كانت اليونان تنفق أكثر من 2 بالمئة من دخلها الإجمالي المحلي في مجال الانفاق العسكري، وهو أعلى من النسبة المئوية التي تطالب بها الولايات المتحدة من كل دولة من دول الحلف.

ولم تنزل هذه النسبة عن 2 بالمئة إلا بعد عام 2010 وفي ظل الأزمة الاقتصادية اليونانية، والتي فرضت فيها المانحون إجراءات تقشفية على اليونان.

فرنسا المغردة خارج السرب

وكانت فرنسا إحدى الدول الاثنتي عشرة المؤسسة لحلف الناتو عام 1949. بيّد أن الرئيس شارل ديغول ابتعد في ستينات القرن العشرين عن الحلف لعدم رغبته في الوقوع تحت هيمنة الولايات المتحدة على الحلف ولشعوره أن الحلف أداة لخدمة المصالح الأمريكية.

وحسب ما قاله ديغول آنذاك، فإن القوات المسلحة الفرنسية يجب ألا تخضع لأي قيادة خارجية أو جماعية من دول الحلف.

وقد مكن تحول فرنسا إلى قوة نووية قبل ذلك التاريخ ديغول من اتخاذ خطوته تلك.

وفي عام 1966 انسحبت فرنسا من الهيكل العسكري للحلف، إلا أنها احتفظت بعضويتها. ومن المفارقات أن المقر السياسي الرئيسي للحلف في ذلك الوقت كان في باريس. في عام 1967 وبضغط من الولايات المتحدة انتقل المقر إلى بروكسل.

انتهى هذا الوضع الغريب لفرنسا في الحلف بعد ذلك بعقود. في تسعينات القرن العشرين ظهرت من فرنسا بوادر على تغير نهجها.

وفي عام 2009 وفي ظل الرئيس نيكولاي ساركوزي أعادت فرنسا عضويتها في القيادة العسكرية للحلف.

دولة ديكتاتورية كعضو مؤسس

في السنوات الماضية كثر الحديث عن قيم الناتو: الديمقراطية ودولة القانون وحقوق الإنسان.

وفي هذا السياق يشير البعض إلى قلة تطبيق تلك القيم في تركيا الحالية. غير أن غالباً ما يتم تجاهل أن تركيا واليونان لم تكونا الديكتاتوريتين العسكريتين الوحيدتين في الحلف، بل والبرتغال أيضاً. وحتى أن البرتغال الديكتاتورية كانت عضو مؤسس في الحلف. وبقيت ديكتاتورية عسكرية حتى سبعينات القرن العشرين.

لم يشكل ذلك مشكلة للناتو آنذاك؛ إذ شكل موقعها الاستراتيجي في جنوب غرب أوروبا مكسباً للحلف لم يكن بإمكانه الاستغناء عنه.

كما كانت سياسة الديكتاتور، أنطونيو دو أوليفيرا سالازار، (1889-1970) المعادية للشيوعية موضع ترحيب الحلف.

وبالمناسبة فقد منحت ألمانيا الاتحادية في عام 1953 الديكتاتور سالازار وسام "الصليب الكبير".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان