إدانات واسعة لليمين المتطرف في فيرجينيا.. وترامب "في إجازة" - (تقرير)
كتبت - رنا أسامة:
أثارت تظاهرات نظّمها مئات من اليمين المتطرف المُناصرين للبيض، في مدينة شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا الأمريكية، تنديدًا واسعًا بين صفوف الساسة، من الحزبين الديمقراطي والجمهوري. مُعتبرين أنها "عُنصرية"، وتحُضّ على الكراهية والعُنف.
وتصاعد الغضب بعد أن صدمت سيارة، يُرجّح أنه بطريق العمد، حشدًا من المُشاركين في مسيرة مُضادة مُناهضة للفاشية ومؤيّدة لحقوق ذوي البشرة السمراء، ما أسفر عن وقوع ثلاثة قتلى وإصابة أكثر من 20 آخرين، بحسب الشرطة الأمريكية، وهو ما وصفه جمهوريون وديمقراطيون بأنه "عمل إرهابي". في الوقت الذي أكد فيه خبراء أن الشرطة ظهرت ضعيفة التحضير والخبرة خلال الأحداث، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وتجمّع المئات من اليمين العنصري، السبت، من أجل حدث سموه "الاتحاد من أجل اليمين"، للاحتجاج على إزالة نصب لأحد أبطال الحرب الأهلية الجنوبيين؛ فاشتبك بعضهم، وبينهم أشخاص من النازيين الجدد والكو كلوكس كلان- مع مشاركين في مسيرة مُضادة. واستخدم الطرفان رذاذ الفلفل واشتبكوا بالأيدي والأرجل.
وبعد تفرّق المظاهرة اخترقت سيارة جمهرة من المشاركين في المسيرة المضادة. وقد ألقي القبض على شاب في العشرين يدعى جيمس فيلدز بشبهة قيادة السيارة والتسبب بالوفاة.
وأدان وزير الخارجية الأمريكي السابق، جون كيري، التظاهرات، قائلًا إنها أحد أشكال الكراهية والشر والعنصرية والتطرّف الداخلي، الذي يستدعي شجبه بقوة، في تغريدة كتبها، الثلاثاء، على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". وأضاف أن "الولايات المتحدة تُدينها في الخارج، لكنها في حاجة لفعل ما يعكس تلك الإدانة في الداخل".
فيما أكّد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، في تغريدة، على أنه "حتى وإن كنا نحمي حرية التعبير، ينبغي أن نشجب كل ما يُحرّض على الكُره والعُنف والسيادة البيضاء".
ووجّهت شخصيات من الحزب الديمقراطي انتقادات مماثلة. ووصف بعض السياسيين الجمهوريين، ومنهم تيد كروز وماركو روبيو عملية دهس المتظاهرين بأنها "عمل إرهابي".
وحذّر حاكم ولاية فرجينيا تيري ماكوليف، في مؤتمر صحفي، المتظاهرين المناصرين لـ"السيادة البيضاء" والنازيين الجدد الذي أتوا إلى المدينة للتظاهر، وطالبهم بالعودة إلى منازلهم. وأضاف: "إلى متظاهري العنف في شارلوتسفيل: لقد أتيتم اليوم لتلحقوا الضرر بالناس".
وتابع: "لن تنجحوا. لا مكان لكم هنا. لا مكان لكم في أمريكا." ومضى في حديثه قائلًا: "اذهبوا ولا تأتوا إلى هنا مرة أخرى. خذوا كراهيتكم وعنصريتك".
غير أن رد فعل الرئيس دونالد ترامب بدا مُغايرًا بعض الشيء، إذ اكتفى بإدانة ما سماه "العنف من قبل أطراف عديدة"، قائلًا: "نرفض جميع أشكال الكراهية ولا مكان للعنف في الولايات المتحدة ويجب علينا أن نتحد"، دون توجيه إدانة مباشرة لليمين المتطرف.
وأثار تصريحه الذي بدا أنه يساوي بين المعسكرين غضبا لدى الديموقراطيين وبعض الاستياء لدى الجمهوريين في حزبه. وقال ترامب إن "الكراهية والانقسام يجب ان يتوقفا وان يتوقفا فورا". وردا على اسئلة لصحفيين رفض ترامب إدانة حركات اليمين المتطرف بالتحديد.
وانتقدت الديموقراطية هيلاري كلينتون ترامب، بدون ان تذكر اسمه بشكل مباشر. وكتبت في تغريدة إن "كل دقيقة نسمح لذلك بالاستمرار عبر تشجيع ضمني أو بعدم التحرك هي عار وخطر على قيمنا".
وعبّر السناتور الجمهوري عن فلوريدا، ماركو روبيو، أيضا عن موقفه في تغريدة على تويتر. قائلًا إنه "من المهم جدا أن تسمع الأمة الرئيس يصف حوادث شارلوتسفيل بما هي عليه فعلا، هجوم إرهابي نفذه مؤمنون بتفوق البيض".
كما خرج الرئيس السابق باراك اوباما عن صمته مستشهدا بكلمات لنيلسون مانديلا رمز النضال ضد الفصل العنصري في جنوب افريقيا. ونقل أوباما عن مانديلا "لا أحد يولد وهو يكره شخصا آخر بسبب لون بشرته أو أصوله أو ديانته".
من جهته، أدان وزير العدل الأمريكي جيف سيشنز، "التعصب العرقي والكراهية" بعد أعمال العنف التي شهدتها فرجينيا. وقال في بيان إن أعمال العنف في شارلوتسفيل "تضرب قلب القانون والعدالة الأمريكيين"، مُضيفًا "عندما تجري مثل هذه الأفعال بدافع التعصب العرقي والكراهية، فإنها تخون قيمنا الأساسية ولا يمكن التسامح معها".
وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالية في ولاية فرجينيا، الأحد، أنه فتح تحقيقا في حادث الدهس. ووصف المكتب، في بيان له، أورده راديو سوا الأمريكي، الحادث بـ"المميت".
فيديو قد يعجبك: