لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد حادث شارلوتسفيل.. ما هي أبرز جماعات اليمين المتطرف في الولايات المتحدة؟

04:19 م الثلاثاء 15 أغسطس 2017

كتبت- رنا أسامة:

واجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادات لاذعة، من جانب سياسيين أمريكيين، لعدم إدانته صراحة أنصار اليمين المتطرف، الذي تجمّعوا خلال مسيرة للقوميين البيض، في مدينة شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا، باعتبار أنها "عُنصرية" وتحُض على الكراهية والعنف. فضلًا على عدم وصفه حادث الدهس الذي وقع على مظاهرة مُضادة مُناهضة للفاشية بأنه "عمل إرهابي محلي".

وكان تجمّع المئات من اليمين المتطرف، السبت، من أجل حدث سموه "الاتحاد من أجل اليمين"، للاحتجاج على إزالة نصب لأحد أبطال الحرب الأهلية الجنوبيين. فاشتبك متظاهروا اليمين المُناصرون للبيض -وبينهم أشخاص من النازيين الجدد والكو كلوكس كلان- مع مشاركين في مسيرة مُضادة. واستخدم الطرفان رذاذ الفلفل واشتبكوا بالأيدي والأرجل. وبعد تفرّق المظاهرة اخترقت سيارة جمهرة من المشاركين في المسيرة المضادة، ما أسفر عن ووقع 3 قتلى وإصابة 37 آخرين.

وسرعان ما ربط البعض بين موقف ترامب الفاتر من أحداث تشارلوتسفيل والغموض الذي يلف موقفه إزاء اليمين المتطرف منذ حملته الانتخابية السابق، لا سيما وأن عددًا لا بأس به من "اليمين البديل" دعم ترامب خلال الانتخابات الرئاسية السابقة. وفيما يلي نرصد الفروق بين الجماعات التي تنتمي إلى اليمين المُتطرف في الولايات المتحدة الأمريكي:

القوميون البيض والعُنصريون البيض

بالرغم من أن المُصطلحين يتم استخدامهما بشكل مُتبادل، تُشير مجلة "ذي أتلانتيك" إلى أن هناك ثمّة اختلافات أيديولوجية حقيقية بينهما. فالعُنصريون البيض يعتقدون أن الأشخاص ذوي الأصول الأوروبية يتفوقون -بيولوجيًا وثقافيًا- على غير الأوروبيين. وفي المجتمعات متعددة الأعراق، كما الولايات المتحدة، يعتنقون نهجًا عِرقيًا، يمنح البيض الأفضلية على غيرهم في كافة مناحي الحياة.

فيما يُعارض القوميون البيض، على الجانب الآخر، المجتمعات متعددة الأعراق، وبدلًا من ذلك يدعمون إنشاء دولة عِرقية بيضاء. ويُنادي بعضهم بـ"التطهير العِرقي السلمي"، في الوقت الذي يدعم فيه آخرون استخدام وسائل أكثر عُنفًا بغية تحقيق ذلك الهدف. وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، ظهر مُصطلح "القوميون البيض"، كنايةً عن تفوّق العِرق الأبيض، ذلك الاعتقاد الذي يذهب باتجاه أن البيض أفضل من الأجناس الأخرى، ومن ثمّ ينبغي أن يهُيمنوا على المجتمع.

وأشارت الـ"سي إن إن" إلى أن مُعظم العُنصريين البيض لا ينتمون إلى مجموعة مُنظمة. بعضهم يتخذ أساليب وإجراءات خاصة لينأوا بأنفسهم عن جماعات الكراهية المعروفة، كما جماعة "كو كلوكس كلان". وأضافت الشبكة الأمريكية أن عدم الانتماء هذا يجعل من الصعب تتبّعهم، وهو ما يعني بدوره أن أي مجموعة جديدة تظهر ستكون مرنة للغاية ومختلفة.

ولفتت إلى أن العُنصريين البيض وأمثالهم ينظرون إلى "التنوّع" باعتباره تهديدًا، في الوقت الذي يتبنّون شعار "التنوّع هو رمز الإبادة للبيض". ومن هذا المُنطلق ذكرت الشبكة أنهم "يكرهون المُهاجرون الأجانب الذين يدخلون الولايات المتحدة ويعملون فيها مقابل أجور منخفضة، ويكرهون النُخب السياسية والاقتصادية التي تدعوهم للمجيء. كما أنهم يُعادون وسائل الإعلام والأوساط الأكاديمية التي تروّج لرسائل مُناهضة للبيض".

منظمة كو كلوكس كلان

تأسّست هذه المنظمة، التي تُعرف اختصارًا باسم “KKK”، في نهايات القرن التاسع عشر، ونشطت وانتشرت في أنحاء أمريكا في القرن العشرين، بهدف "محاربة تحرير السود ونيل حقوقهم المدنية إضافة إلى القضاء على وجود الأقليات في أمريكا حينها مثل اليهود والكاثوليك". ويندرج المُنتمون لها ضمن العُنصريين البيض.

وتُشير صحيفة "هفجنتون بوست" الأمريكية إلى أن شعبيتها بدأت في الظهور وأخذت في الازدياد بقوة في عام ١٩١٥، حيث بلغ تعداد المنتمين إليها أربعة ملايين أمريكي، كما أضافت إلى طابعها الديني جانبًا قوميًا؛ بترهيب الناس من خطر ازدياد أعداد المهاجرين إلى أمريكا، وتأثير قوانين مساواة السود والاقليّات على ضياع الهوية الأمريكية.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، كانت الـ"كو كلوكس كلان" تتخذ من الصليب المُشتعل شعارًا لها، ويرتدي أعضاؤها روب أبيض بقلنسوة مُدببة الشكل وفتحتي عينين. فتبدو وجوهمم مُغطّاه سِوى عينيهم.

كما ارتكزت على مبدأ "أنت لست معي؛ إذًا فأنت ضدي.. لا تستحق إلا الموت". وأشارت إلى أن عملياتهم كانت تتسم بالوحشية والهمجية، لا سيما على السود، إذ كانوا يُبيدونهم إما شنقًا أو حرقًا أو رجمًا حتى الموت، فضلًا على عمليات التفجير وتفخيخ الكنائس ودور العبادة الخاصة بالسود.

بيد أنها مضت في التعمية على ممارساتها السادية ومطامعها المادية، مُعتمدة في ذلك على "عاطفتها الدينية" المشوبة بقلة الإدراك العلمي لدى الأوساط العامة. وبالفِعل نادت بتفوّق العِرق الأبيض المُعتنق للمذهب البروتستانتي المسيحي على جميع الأعراق والمذاهب الأخرى.

النازيون والنازيون الجُدد

يرتبط مصطلح "النازيون" بصفة عامة للأعضاء السابقين في حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني، الذي حكم ألمانيا من عام 1933 وحتى عام 1945 تحت قيادة أدولف هتلر. وهي حركة متطرفة عنصرية سياسية ايديولوجية، تُعرف بـ"الفاشية" أيضًا، نشطت في الدول التي ينتمي غالبية سكانها من البيض في العالم وخاصة في أوروبا، وتعرف بتتبّعها أهداف ومبادئ الحركة النازية.

وبحسب "ذي أتلانتيك"، فإن غالبية النازيين الجُدد في الولايات المتحدة ينحدرون من أصول أوروبية، وأصبح تواجدهم واضحًا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وكما "النازيون" فإنهم يتبنّون مشاعر كراهية ضد اليهود والسود وذوي الإعاقة، وكذلك المثليين والمثليات والمتحوّلين الجنسيين.

وأشارت إلى أن "جورج لينكولن روكويل" مؤسس الحزب النازي الأمريكي، أبرز من رسّخوا الفِكر النازي في الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، وإن كان على نطاق محدود. أما اليوم فهناك مواقع إلكترونية تحُضّ على الكراهية، مثل موقع "ستورمفرونت"، تعمل بمثابة مِنصة لا مركزية لترويج أفكار النازية على فضاء الشبكة العنكبوتية على نطاق لا مُتناهي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان