هدنة جديدة في ريف حمص .. ودور أكبر لمصر في الأزمة السورية
كتبت - إيمان محمود:
بعد ست سنوات من اندلاع الحرب الأهلية، بدأت الأراضي السورية تشهد مرحلة جديدة من محاولات لوقف إطلاق النار في بعض المناطق، فبعد توقيع اتفاقي الجنوب السوري وغوطة دمشق الشرقية، تشهد سوريا خلال ساعات اتفاقًا جديدًا لوقف إطلاق النار في ريف حمص برعاية مصرية، بحسب مسؤول مصري.
اتفاق غوطة دمشق جاء بعد عدة أشهر من الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمعارضة المسلحة المسيطرة على تلك المنطقة، والتي كان أبرزها "جيش الإسلام" الذي شارك في الاتفاق المُبرم بضمانة روسية وبرعاية مصر، كما كان تيار الغد السوري وسيطًا في هذا الاتفاق.
وأفادت صحيفة "الشرق الأوسط" بأن موسكو قدمت مسودة مقترح للاتفاق، مكونًا من 14 بندًا، نصت على ضرورة محاربة هيئة تحرير الشام "النصرة سابقاً" ورفض تنظيم داعش، كما تؤكد على محاربة هذا الفكر ثقافيا وعسكريا.
وصفت "الشرق الأوسط" مسودة الاتفاق المُقترح، بأنها مشابهة لاتفاق أستانة، وهدنة الجنوب، واتفاق غوطة دمشق، مشيرة إلى أن موسكو طالبت بأن تكون مصر راعية أيضًا لهذا الاتفاق.
ورفض منذر آقبيق، المتحدث باسم تيار الغد السوري المعارض، الإدلاء بأي تفاصيل حول الاتفاق المزعم، لكنه قال لمصراوي "إذا كان هناك اتفاق سيكون مماثلًا لاتفاق غوطة دمشق؛ بضمانة روسية ورعاية مصرية".
دور مصر
رحب فراس الخالدي ممثل "منصة القاهرة" للمعارضة السورية بمفاوضات جنيف، بوجود القاهرة كراعٍ لاتفاق الغوطة الشرقية، كما أكد على ضرورة وجودها في اتفاق حمص أيضًا كأكبر دولة عربية.
وأكد على أن دخول الحلف العربي إلى المناطق السورية سيقلل من المطامح والمطامع الغربية، مؤكدًا ضرورة التدخل المصري في الأزمة السورية حتى يكون مدخلا للتدخل العربي.
كما أكد مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات، أن روسيا تسعى لإشراك مصر في حل الأزمة السورية، لافتًا إلى أن إيران طالبت أيضًا بتدخل مصر في وقت سابق.
وقال غباشي إن تواجد مصر في هذا الاتفاقات شيء جيد لها كعنصر مؤثر داخل الساحة الإقليمية، وهو يمهد لأن تكون مصر فاعلة بدرجة كبير، وأن تكون إحدى الدول "الضامنة" وليست فقط راعية للاتفاق.
وأضاف أن وجود مصر كضامن يعني أن تكون طرف أصيل وفاعل داخل الأراضي السورية، لافتًا إلى أن دور الأردن الفاعل كمراقب في مناطق الهدنة.
رأي المعارضة
المعارض السوري تيسير النجار، أكد أن مقترح الهدنة في حمص ليس بجديد، حيث أن حمص ضمن "مناطق خفض التصعيد" المقررة مسبقًا في اتفاق أمريكي روسي أردني، وتشمل كامل محافظة إدلب، وأجزاء من محافظات اللاذقية وحلب وحماة وحمص والغوطة الشرقية، ودرعا والقنيطرة".
"النجار" قال في تصريحات لمصراوي، إن هناك تخوفات من أن تصب الهدنة في مصلحة نظام بشار الأسد، مشيرًا إلى أن الهدنة تعتبر "صلح منفرد" ليأخذ النظام القوات المحاصرة من مناطق الهدنة ليحاصروا مناطق أخرى.
وأضاف النجار أن النظام السوري وروسيا ليس لهم "مصداقية"، بسبب خرق النظام المتكرر لمناطق الهدن.
ومنذ تطبيق هدنتي الجنوب وغوطة دمشق ويستمر النظام السوري في قصف مناطق المعارضة فيهما، لكن ذلك لم يمنع من صمود الهدنة واستمرارها خاصة في منطقة الجنوب الذي أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان تراجع وتيرة الخروقات في "السويداء والقنيطرة ودرعا".
وفي السياق، رحب المعارض السوري ميسرة بكور، أحد أبناء ريف حمص، بأي اتفاقية تنص على وقف إطلاق النار، لافتًا إلى أن حمص بالفعل مشمولة بهذا القرار بحسب اتفاق تخفيف التصعيد، فضلاً عن اتفاق أستانة.
وتحدث فراس الخالدي، عن النتائج الإيجابية التي حققتها الهدن السابقة فيما يخص وقف إطلاق النار، لكنه أعرب في الوقت ذلك عن قلقه من استغلال النظام السوري لتلك الهدن بشكل سياسي.
وأوضح الخالدي، أن فصائل المعارضة المحلية المسيطرة على تلك المناطق لازالت تتمتع بوجود مؤثر، لكن نظام الأسد يضغط بشكل مختلف حيث مُنعت المساعدات الإنسانية في مناطق خفض التصعيد بنسبة 70% عما كانت عليه، بحسب قوله.
وأشار إلى أن البند المُبرم في الاتفاقين السابقين والمتعلق بالتزام روسيا بإخراج الميليشيات الأجنبية من مناطق تطبيق الهدنة، مؤكدًا أن روسيا لم تلتزم بهذا البند حتى الآن لكنها من المتوقع أن تقوم بتنفيذه في الفترة المقبلة.
وبحسب المسودة التي نشرتها صحيفة "الشرق الأوسط" فإن موسكو حذفت الفقرة الخاصة بـ"التزام روسيا مع الطرف الآخر بجدول زمني محدد لإخراج الميليشيات الأجنبية كافة من سوريا لا سيما التي تحمل شعارات طائفية تخالف الهوية الوطنية السورية".
فيديو قد يعجبك: