بالأرقام.. هل أثرت المقاطعة على الحجاج القطريين؟

كتب – محمد الصباغ:
تواصل السعودية وقطر تبادل الاتهامات حول الحجاج القطريين، فتؤكد المملكة أنها توفر لهم كل سبل الراحة والترحيب والإقامة الطيبة بينما تقول الدوحة إن الأزمة الخليجية أثرت على تدفق حجاجها إلى الأراضي المقدسة بعد إغلاق الرياض أجوائها وحدودها البرية والبحرية وجه القطريين.

ولنفي الاتهامات عن المملكة زار الأمين العام لبرنامج الحج والعمرة بالسعودية عبد الله بن مدلج، أمس الجمعة، الحجاج القطريين في مخيماتهم بمشعري منى وعرفات. وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنه رحب بهم وأكد حرص بلاده على تهيئة جميع الخدمات لضمان أجواء روحانية للحجاج، وسعيهم لإعانتهم على أداء مناسكهم وعباداتهم بكل سهولة.

بل وطالب الأمين العام أيضًا، وفقًا للوكالة السعودية، بوجوب مضاعفة العاملين لجهودهم ورفع وتيرة العمل لتحقيق نجاح يليق بضيوف الرحمن.

ووفقًا لآخر الأرقام السعودية أمس الجمعة، وصل عدد الحجاج القطريين الوافدين من منفذ "سلوى" الحدودي إلى 1024 شخصًا. وجدير بالذكر أن منفذ "سلوى" هو الوحيد بين المملكة وقطر الذي يصل عبره الحجاج القطريون إلى المملكة السعودية.

وبالدخول على موقع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، وتحديدًا للبحث عن أخبار الحجاج والبعثة القطرية، أشار الموقع إلى إمكانية متابعة أخبار حجاج دولة قطر وبعثة الحج عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وبالتحول إلى حسابهم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، اتضح أن الوزارة لا تضع أي أخبار عن الحجاج القطريين بالمملكة أو متابعة لهم. كما أن آخر الأخبار المتعلقة بالحج كانت تدور حول عملية التسجيل في نهاية شهر مارس الماضي.

وكانت وزارة الأوقاف القطرية اتهمت وزارة الحج والعمرة في السعودية، نهاية يوليو الماضي، بالامتناع عن التواصل معها لتأمين سلامة الحجاج وتسهيل قيامهم بأداء الفريضة. وأضافت وفقًا لما ذكره موقع "سي إن إن" بالعربية، أن السلطات السعودية "تنصلت من تقديم أي ضمانات لسلامة الحجاج القطريين".

فيما أكد آنذاك وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، عدم مطالبة بلاده بتدويل الحج متهمًا المملكة بأنها هي من تقوم بـ"تسييس الحج". وأشار في حديثه إلى تصريحات نظيره السعودي عادل الجبير بأن دعوة قطر لتدويل الحج بمثابة "إعلان حرب".

وتوترت الأجواء بين الدوحة ودول السعودية ومصر والإمارات والبحرين بعد قطع الأربعة العلاقات الدبلوماسية مع قطر في الخامس من يونيو الماضي واتهامهم للإمارة الخليجية بدعم الإرهاب وإيواء مطلوبين موضوعين على قوائم الإرهاب العالمية، بجانب عملها مع إيران وتدخلها في شئون الدول المجاورة مما يقوّض من استقرار المنطقة. وهي الاتهامات التي طالما نفتها قطر.

وفي أغسطس أمر الملك سلمان بن عبدالعزيز بالسماح بنقل الحجاج القطريين من الدوحة على متن طائرات الخطوط الجوية السعودية، لكن ذلك لم يتحقق على الأرض بعدما صرح مدير عام الخطوط الجوية السعودية صالح الجاسر، أنه تعذر على الخطوط جدولة رحلاتها لنقل حجاج قطر من مطار حمد الدولي بالدوحة بسبب عدم منح السلطات القطرية التصريح بهبوط الطائرات.

وهو الأمر الذي نفته قطر عبر بيان في وكالتها الرسمية جاء فيه إن "الهيئة تلقت طلباً من الخطوط السعودية طلبت فيه القيام بنقل الحجاج القطريين وتم الرد عليها من قبل الهيئة بأن يتم التنسيق والتواصل في هذا الشأن مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة قطر من خلال بعثة الحج القطرية، وذلك وفقا للمعمول به في السابق حتى يتسنى للهيئة اتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن".

واستمر تبادل الاتهامات بشأن الحج فتناولت صحيفة الراية القطرية في افتتاحيتها ليوم 23 أغسطس الماضي قضية الحجاج القطريين وجاء فيها "كيف يمكن للسعودية أن تشترط وتُملي على الدول طريقة نقل الحجاج دون التنسيق مع الجهات المختصة في تلك الدول".
وقالت إن قطر تطالب بتجنيب أداء فريضة الحج الخلافات السياسية بين الدول، مضيفة "إلى متى تستمر المملكة بتسييس الحج واستخدامه كإجراء عقابي ضد الدول؟"

أعداد حجاج قطر

قالت السلطات السعودية إن أعداد الحجاج القطريين وصلت حتى أمس الجمعة إلى 1024 حاجًا عبر منفذ سلوى الحدودي، وتصل النسبة المخصصة للقطريين 1200 حاجًا بين مقيم ومواطن وفقًا لنظام الحصص الذي تحدده السعودية.

بينما صرح الشيخ عبدالله آل ثاني، عضو الأسرة الحاكمة القطرية، الذي قالت المملكة إنها فتحت معبرها البري مع أمام حجاج قطر بعد وساطة منه، إن عدد الحجاج القطريين حتى الآن الذين قدموا من أنحاء العالم ٩٠٢ حاجا.

ويقترب هذا الرقم مع أعداد الحجاج القطريين الذين وصلوا عام 2014 إلى الأراضي السعودية، حيث ذكرت قناة العربية آنذاك أن العدد وصل إلى 898 حاجًا قطريًا. بينما ذكرت صحيفة العرب القطرية أن أعداد الحجاج من المواطنين القطريين بلغ 900 حاجًا خلال العام الماضي وهو نفس العدد لسنة 2015. بينما أشارت إلى أن 300 من المقيمين سافروا لأداء الفريضة من دولة قطر إلى السعودية.

ووصل أراضي المملكة العربية السعودية أكثر من مليون و405 ألف حاجًا، حتى نهاية يوم الأربعاء بحسب تقديرات المديرية العامة للجوازت بالمملكة. وأشارت إلهيئة الحكومية إلى أن مليون و313.946 حاجًا وصلوا جوًا في حين، وبرًا بلغ عدد الحجاج 79 الفًا و501 شخصًا، فيما وصل عن طريق البحر 12 ألف و477 شخصًا، بزيادة نسبتها 33% عن القادمين خلال نفس الفترة في العام الماضي.