شكري بملتقي سفراء رومانيا بالخارج: مصر تعتنق رؤية رشيدة لإدارة التغيير
القاهرة - (مصراوي):
أكّد وزير الخارجية، سامح شكري، أن مصر تعتنق رؤية رشيدة تتعلق بكيفية إدارة التغيير الذي لا غني عنه، ولكن بأقل ثمن ممكن، وذلك بالحفاظ علي الدولة الوطنية ومؤسساتها كضمانة لاستقرار الشعوب والمجتمعات، والحيلولة دون الانزلاق إلي هوة سحيقة من عدم الاستقرار كما حدث في بعض الدول المجاورة.
جاء ذلك خلال كلمة شكري أمام الملتقي السنوي لسفراء رومانيا بالخارج في بوخارست، كأول وزير خارجية من خارج الاتحاد الأوروبي يتم دعوته لإلقاء محاضرة أمام الملتقى.
وذكر المتحدث باسم الخارجية، المستشار أحمد أبوزيد، أن المحاضرة بدأت بالثناء علي الصداقة المصرية الرومانية التي أتمت في 2017 عامها العاشر بعد المائة، ثم تناولت عرضا شاملا للرؤية الاستراتيجية التي تتبناها مصر في سياستها الخارجية والمباديء الحاكمة لتحركاتها ومواقفها الدولية.
وقد أشار شكري في هذا الصدد إلي المعضلة التي تواجه منطقة الشرق الأوسط منذ ست سنوات، والتي تتمثل في موجة التغيير التي هبت علي المنطقة، ما أدى الي انقسامها إلي معسكرين، الأول يسعي إلي التغيير بأي شكل بما في ذلك التحالف مع قوي تتبني العنف والقتل منهجا لها، والمعسكر الثاني يسعي إلي إعادة عجلة الزمن إلي الوراء، إذ أكد وزير الخارجية أن كلا المعسكرين تغيب عنه الرؤية الموضوعية والعقلانية ، الأمر ألذي كبد المنطقة خسائر فادحة.
كما تطرق شكري إلي موقف مصر تجاه الأزمة السورية الذي يسعي إلي الحفاظ علي وحدة الأراضي السورية، وعدم تفكيك مؤسساتها القائمة، مع دعم حق الشعب السوري في التوصل إلي حل سياسي مرضٍ يلبي طموحاته في حياة كريمة وآمنة. واستعرض نجاح الوساطة المصرية مؤخرا في التوصل إلي اتفاق بشأن مناطق خفض التوتر في الغوطة الشرقية ووسط حمص، وذلك عن طريق اتصالات مصر المتواصلة مع مختلف الأطراف في سوريا.
كما تناول مجهودات مصر إزاء الوضع في ليبيا ومحاولة التقريب بين الفرقاء الليبيين استنادا إلي اتفاق الصخيرات باعتباره المرجعية الأساسية للتوصل إلي حل سياسي للأزمة في ليبيا. كما أشار إلي تواصل المساعي المصرية لإحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي باعتبار هذا الصراع هو جوهر عدم الاستقرار في المنطقة، مؤكدا علي حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، ومجددا التأكيد علي دور مصر الرائد في هذا الإطار بما تحظي به من مصداقية لدي الطرفين.
كان شكري استهلّ جولته الأوروبية التي بدأت، الأحد، بزيارة ألمانيا ثم بلاروسيا، ليختتمها اليوم، الثلاثاء، في رومانيا، بهدف تعزيز علاقات مصر مع الدول الثلاث، وخلق أطر جديدة للتعاون، وإجراء مشاورات حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
فيديو قد يعجبك: