لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

على جبهة تلعفر .. قوالب ثلج لتخفيف حرارة المعارك

01:39 م الثلاثاء 29 أغسطس 2017

عراقيون يفرغون قوالب ثلج من شاحنة في تل عبطة جنوب

(أ ف ب):

تحت شمس حارقة ووسط سحب الغبار التي تخلفها الآليات المدرعة فتزيد من حرارة الجو في منطقة شبه صحراوية، يسعد المقاتلون في تلعفر لدى وصول شحنة تموين خاصة ترافقهم منذ أشهر من العمليات، إنها ألواح الثلج التي ينتظرونها بفارغ الصبر.

في ناحية تل عبطة الواقعة إلى جنوب مدينة تلعفر، والتابعة إداريا إلى قضاء الحضر، يتخذ مقاتلون من "لواء علي الأكبر" التابع لفصائل الحشد الشعبي من أحد المنازل مركزا يركنون فيه معملين متنقلين، أحدهما لتكرير المياه والآخر لصناعة ألواح الثلج.

وتخوض القوات العراقية معارك عنيفة حاليا في بلدة العياضية، آخر جيوب تنظيم داعش شمال قضاء تلعفر بشمال العراق.

وأنهت تلك القوات مسنودة من فصائل الحشد الشعبي، وبدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، عملية استعادة مدينة تلعفر آخر أكبر معاقل التنظيم في محافظة نينوى.

في تلك المحافظة تحديدا، نشأت في البدء فكرة إنشاء معمل لتكرير مياه الشرب من الآبار الارتوازية مع بدء عمليات استعادة مناطق غرب مدينة الموصل التي أعلنت السلطات العراقية "تحريرها" في يوليو الماضي.

ولكن مع دخول فصل الصيف، وجد المقاتلون أنفسهم تحت شمس تجعل من الحر والعطش رفيقين دائمين مرهقين على الجبهة.

حينها، قرر المسؤولون إضافة عنصر جديد إلى لائحة أساسيات الجبهة، وهو معمل لتصنيع قوالب الثلج، للحد من التكاليف المادية واللوجستية، وفق ما يقول لفرانس المسؤول عن الموقع حميد صلال.

يوضح صلال "نحن معنيون بتوفير المياه والثلج والأرزاق" للمقاتلين على الجبهة.

ويضيف "بتصميمنا وجهودنا (...) أنشأنا هذا المعمل لحاجتنا الماسة له، وكي لا نكون في حاجة إلى شراء الثلج الذي يكلفنا كثيرا".

ومعمل التصنيع هو عبارة عن شاحنة متنقلة، مركونة إلى جانب المنزل، في داخلها آلات تعمل على سحب المياه من الخزانات داخل قوالب محددة القياس، تغطس في خزان مجمد كبير لتحويلها إلى ثلج باستخدام الملح كعامل مسرع.

- كنز الصيف -

يشير صلال إلى أن "المعمل ينتج ما يقارب 144 قالب ثلج في الوجبة الواحدة"، أي 288 قالبا يوميا على دفعتين الأولى فجرا والثانية مع غروب الشمس.

يستهلك المعمل ما يقارب 13 ألف لتر مياه يوميا، تصل في خزانات محملة على شاحنات من مناطق عدة محيطة.

يشرف زياد نجم عبد الواحد (33 عاما)، ولقبه أبو فاطمة على العملية كاملة، منذ وصول المياه وتفريغها حتى تشغيل المعمل وإنتاج الثلج وتخزينه في البرادات، وصولا إلى تحميل القوالب في شاحنات مبرّدة لإيصالها إلى الجبهة.

يقول أبو فاطمة "أنا موظف في إحدى الوزارات العراقية، ولكنني تفرغت في الحشد الشعبي وأعمل في الدعم اللوجستي بسبب إصابتي التي تمنعني من الاستمرار على الجبهات".

"هذا المعمل يرفد جبهات القتال بالثلج (...) رغم الصيف الحار وصعوبة الطريق والنقل".

أمام موقع المعمل، تتكوم عبوات المياه التي تلقيها هيئة الدعم اللوجستي التابعة للحشد الشعبي إلى جميع الألوية والقطعات. لكن هذه العبوات لا تعني شيئا للمارين قربها بسبب سخونتها، إذ أن أنظار الجميع تتجه إلى الشكل المستطيل المغري لقوالب الثلج التي تمثل كنزا هناك.

إنتاج الوجبة الواحدة يتم على 18 مرحلة متكررة، إذ أن المعمل يستطيع إلقاء ثمانية قوالب دفعة واحدة، كل دفعة منها تكون مصحوبة بـ"الصلاة على محمد وآل محمد" من المتحلقين حول المكان.

بعيد ذلك، يصبح المكان مزارا للجميع، طمعا بالحصول على قالب يثلج سهرتهم يعد يوم شاق طويل.

توقف المعمل عن الإنتاج مؤقتا ليوم واحد، بسبب قطعة غيار غير موجودة إلا في بغداد، فبدأ الاعتماد على المخزون السابق والاقتصاد في التوزيع.

يطلب أحد الزائرين قالب ثلج، فيسأله صلال عن صفته ليخبره أنه "من طرف أبو مهدي (...) الاستخبارات".

يقول صلال "أنت تعرف أن لدينا عطل في المعمل، ولكن أبو مهدي على راسنا"، ثم يهتف "اعطوه قالبين".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان