تفاصيل إطلاق كوريا الشمالية صاروخًا باليستيًا على اليابان.. ماذا حدث؟
كتبت- هدى الشيمي:
تفاقمت الأزمة الكورية الشمالية مع دول العالم، بعد إطلاق بيونجيانج صاروخا باليستيا باتجاه اليابان، أحد أهم الحلفاء الآسيويين للولايات المتحدة الأمريكية، ما زاد من حدة التوترات، وضاعف حجم القلق والتوتر الذي سيطر على العالم منذ بدء التجارب النووية الكورية الشمالية في يوليو الماضي.
وحلق الصاروخ البالستي فوق الأراضي اليابانية لدقيقتين ثم تحطم لثلاثة أجزاء، قبل سقوطه في المياه قبالة جزيرة هوكايدو، بالمحيط الهادي. فدقت صافرات الإنذار في المناطق الشمالية باليابان والتي كانت في مسار الصاروخ.
وأدان العديد من الزعماء والقيادات السياسية والعسكرية فعلة كوريا الشمالية، واصفين إيّاها بالتصرّف المتهوّر، والذي قد يتسبب بالقضاء على حياة العديد من الأبرياء.
وتُعد هذه العملية الأولى لإطلاق صاروخ كوري شمالي فوق اليابان بنجاح منذ عام 1998، عندما أطلقت بيونجيانج صاروخاً يحمل قمراً صناعياً فوق اليابان، بحسب شبكة "سي إن إن" الإخبارية.
وفيما يلي نستعرض ماذا جرى منذ أُطلِق الصاروخ.
ماذا حدث في اليابان؟
أرسلت السلطات رسائل نصية للمواطنين تطالبهم بالاحتماء من الصاروخ البالستي في مبانِ آمنة أو تحت الأرض، وتحثهم على ضرورة الاتصال بالشرطة أو الإطفاء فورا إذا عثروا على أجسام مشبوهة، وألا يقتربوا منها.
وتوقفت خدمة بعض القطارات مؤقتا في العاصمة اليابانية طوكيو، التي تبعد أكثر من 700 كيلومتر جنوب مسار الصاروخ، وقالت إعلانات في محطات القطارات السريعة بعد دقائق من عملية اطلاقه "حاليا يحلق صاروخ كوري شمالي فوق اليابان".
ولم يحاول الجيش الياباني إسقاط الصاروخ الذي مر فوق الأراضي اليابانية عند الساعة 6.06 صباحا بالتوقيت المحلي (2106 بتوقيت جرينتش).
وأكد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، أنه سيتخذ كافة الخطوات الضرورية لضمان سلامة الشعب الياباني.
وقال آبي في تصريحات موجزة للصحفيين، إننا سنبذل قصارى جهدنا لحماية الشعب بحزم.
وعقد رئيس الوزراء الياباني اجتماعات طارئة للبحث عن للوصول إلى أفضل السبل التي تمكنهم من مواجهة التهديدات الكورية الشمالية.
الرد الأمريكي
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأييده ودعمه الكاملين لليابان، إذ قال آبي للصحفيين إن "ترامب أخبره بأن الولايات المتحدة تقف وراء طوكيو بنسبة 100 بالمئة".
وبحسب تقارير إعلامية، فإن ترامب هاتف آبي، واتفق الزعيمان على فرض المزيد من الضغوط على كوريا الشمالية، وعقد اجتماع طارئ للأمم المتحدة لبحث المزيد من الاجراءات ضد بيونجيانج، وعلى أن يكثف المجتمع الدولي الضغوط عليها.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن صاروخ كوريا الشمالية لم يشكل تهديدا عليها.
وكان ترامب قد كتب على حسابه على تويتر، أن الحلول العسكرية أصبحت الآن جاهزة للتطبيق بشكل كامل، وفي وضع التأهب والجاهزية إذا تصرفت كوريا الشمالية بشكل غير حكيم. ونتمنى أن يجد كيم جونغ أون مسارا آخر.
وقال الرئيس الأمريكي للصحفيين خلال عطلته في ولاية نيوجيرسي الأمريكية، عقب تهديد بيونجيانج بالهجوم على جزيرة غوام في المحيط الهادي، أنه سيتعامل مع كوريا الشمالية بالغضب والنار.
"إدانات دولية"
أدان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ باليستى على اليابان، وأعرب عن غضبه من استفزازات كوريا الشمالية.
كما حثت الصين، الحليف الوحيد لكوريا الشمالية بالمنطقة، الأطراف المعنية بالأزمة الكورية على ضبط النفس والامتناع عن القيام بأي استفزازات.
وشددت بكين على أن العقوبات والضغوط لا يمكن أن تحل هذه القضية، داعية إلى السعي لتسويتها من خلال الحوار.
وأعربت روسيا عن قلقها البالغ حيال الوضع في بيونجيانج، وقال سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إن التدريبات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأسبوع الماضي، قد تكون لعبت دورا في دفع بيونجيانج للقيام بعملية إطلاق الصاروخ.
وكتب ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" على حسابه بموقع تويتر، إنه يدين بشدة عمليات إطلاق الصاروخ التي وصفها بـ"العدوانية" تجاه اليابان. ودعا كوريا الشمالية أن توقف برامجها الصاروخية.
وأكدت المملكة البحرينية أن ما فعلته كوريا الشمالية خطوة استفزازية جديدة، وانتهاكات صارخا لقرارات مجلس الأمن.
وأعربت البحرين عن دعمها وتضامنها الكامل مع اليابان، وشددت على أهمية التزام كوريا الشمالية بقرارات مجلس الأمن والتعاون الإيجابي مع كافة الجهود المبذولة والتدابير اللازمة لترسيخ السلام.
"اجراءات احتياطية"
واتخذت الحكومة اليابانية عديد من الاجراءات الاحتياطية والتي تحول دون إصابتها بأي أضرار. وأشارت شبكة "سكاي نيوز" إلى ارتفاع مبيعات الملاجئ النووية وأجهزة تنقية الهواء التي تحجب الإشعاعات في اليابان في الأسابيع الأخيرة مع زيادة التوتر الأخير بين واشنطن وبيونجيانج.
وتلقت شركة صغيرة متخصصة في بناء الملاجئ النووية تحت المنازل، ثمانية طلبات في شهر أبريل وحده مقارنة مع 6 طلبات في عام واحد، وهذا ما اعتبرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إشارة لانتشار الرعب والهلع في نفوس اليابانيين.
فيديو قد يعجبك: