لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

محاولات جبهة النصرة التنصل من الإرهاب لم تنطلٍ على واشنطن

01:17 م الخميس 03 أغسطس 2017

جبهة النصرة في سوريا

كتب – محمد مكاوي:

دأبت جبهة النصرة في سوريا، أكثر من مرة على تغيير جلدها في محاولة منها لرفع اسمها من قوائم الإرهاب التي وضعتها القوى الدولية والأمم المتحدة. غير أن هذه المحاولات لم تؤثر على قرار واشنطن والقوى الدولية الأخرى التي لم تنطلِ عليها محاولات الفرع السابق لتنظيم القاعدة في سوريا.

وقبل نحو عام أعلن زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني فك ارتباط الجبهة في سوريا عن تنظيم القاعدة. وقال الجولاني في خطاب تلفزيوني مسجل بثته شبكة الجزيرة القطرية، إنه يعلن وقف العمل باسم جبهة النصرة وتشكيل جماعة جديدة باسم "جبهة فتح الشام."

إعلان الجولاني فك الارتباط عن تنظيم القاعدة، جاء قبل تشكيل وفدا من المعارضة السياسية والمسلحة برئاسة قائد ما يعرف بـ"جيش الإسلام" زهران علوش للذهاب إلى جنيف لعقد محادثات مع الحكومة السورية برعاية الأمم المتحدة.

إلا أن الولايات المتحدة، علقت على تلك الخطوة وقالت إن تقييمها لجماعة جبهة النصرة لم يتغير على الرغم من أنباء قطع صلاتها بتنظيم القاعدة.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست للصحفيين: "مازالت لدينا مخاوف متزايدة من قدرة جبهة النصرة المتنامية على شن عمليات خارجية قد تهدد الولايات المتحدة وأوروبا".

"قطر والنصرة"

وجهت اتهامات إلى قطر بدعم وتمويل جبهة النصرة في سوريا، وعزز تلك الاتهامات المؤتمر الصحفي الذي عقدته الجبهة في يوليو 2016 لإعلان فك ارتباطها بالقاعدة كان مذاعًا بشكل حصري على قناة الجزيرة القطرية.

كما أن قناة الجزيرة استضافت زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني في برنامج المذيع أحمد منصور.

وأبو محمد الجولاني اسمه الحقيقي هو أسامة العبسي الواحدي، وُلد عام 1981 في بلدة الشحيل التابعة لمدينة دير الزور التحق بكلية الطب في جامعة دمشق، حيث درس الطب البشري سنتين، ثم غادر إلى العراق وهو في السنة الجامعية الثالثة، لينضم إلى فرع القاعدة في العراق تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي.

واعتقلته الولايات المتحدة وأودعته سجن بوكا، ثم أطلقت سراحه 2008. ومع اندلاع الانتفاضة السورية التي تحولت إلى حرب أهلية لاحقا، انتقل الجولاني إلى سوريا، ليؤسس فرعا لتنظيم القاعدة بزعامة أيمن الظواهري.

ورصدت واشنطن مكافأة مالية بلغت عشرة ملايين دولار لم يدلي بمعلومات يؤدي إلى القبض على الجولاني.

وكان السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، كشف في مقابلة على قناة "بي بي إس" الأمريكية قبل أيام عن أن الدول المقاطعة لدولة قطر لديها أدلة قاطعة تكفي لإدانة الدوحة بدعمها الميليشيات المسلحة في كل من سوريا وليبيا والصومال، بالإضافة إلى دعمها تنظيم القاعدة ممثلًا في جبهة النصرة في سوريا.

وقطعت مصر والسعودية والإمارات والبحرين في الخامس من يونيو الماضي علاقتهم مع قطر واتهموها بعدعم وتميل الجماعات الإرهابية، وهو ما تنفيه الدوحة.

وقال الكاتب السعودي البارز، عبدالرحمن الراشد، إن سوريا جزء من مسببات الخلاف بين السعودية وقطر، متهما الأخيرة بدعم جماعات إرهابية مثل داعش وجبهة النصرة بينما تدعم الرياض الجيش السوري الحر.

وأضاف الراشد في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، أن الخلاف اتسع بين البلدين الخليجيين في إدارة المعارضة داخل "هيئة الائتلاف" (المعارضة السورية)، و"على الأرض كانت داعش والنصرة (القطرية) تهاجمان الجيش الحر (السعودي)، وتسلبان أراضيه المحررة من النظام".

وتابع "الخلافات رفعت الستارة عن نشاطات قطر التي كانت تتخفى وراء التحالف، بعد أن تكاثرت أجهزة التجسس الدولية ترصد خيارات البلدين في جنوب تركيا، وشمال الأردن".

"لماذا التغيير؟"

القائد في فصيل فيلق الرحمن وائل الطوخي، قال إن جبهة النصرة تحاول الاستفادة من اتفاق الهدنة الذي يهدف إلى تخفيف التوتر بين النظام السوري وحلفائه من جهة وفصائل المعارضة المعتدلة من جهة أخرى.

وأوضح الطوخي المكنى "بأبو فراس الدمشقي"، في تصريحات نقلها موقع "ديارنا" - وهو موقع إلكتروني برعاية القيادة المركزية الأمريكية – الثلاثاء، أن "جبهة النصرة استثنيت من الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في يوليو والذي يشمل أجزاء عدة من الغوطة الشرقية".

ووقعت وزارة الدفاع الروسية وفصائل معارضة "معتدلة" اتفاقة بوساطة مصرية في القاهرة قبل أيام لوقف إطلاق النار في مناطق بالغوطة الشرقية لإيصال المساعدات الإنسانية.

واستثني من الاتفاق أيضا فيلق الرحمن لوجوده في نفس منطقة وجود جبهة النصرة، وفقاً للطوخي.

وأضاف أن "قادة الفصائل المعارضة في المنطقة يعلمون تماماً أن الهيئة مرفوضة من قبل المجتمع الدولي وهي مصنّفة كمجموعة إرهابية"، ولهذا غيرت اسمها في المقام الأول.

وتابع أنه "عندما لم تنطل هذه الحيلة، تحاول الآن إيجاد طريقة أخرى لتنجب أي هجوم عسكري يستهدفها".

وكشف الطوخي أن فيلق عبد الرحمن رفض اقتراح الانضمام إلى تكتل عسكري تحت مسمى جديد.

وأردف أنه سبق لفيلق الرحمن أن وجه نداء إلى عناصر جبهة النصرة دعاهم فيه للانضمام إلى صفوفه أو المغادرة إلى إدلب.

وقال إن عدداً من عناصر الجبهة انشقوا عنها بعد ذلك، إلا أن ضغوطاً داخلية مورست سريعاً لمنعهم من المغادرة إلى إدلب، لأن ذلك يهدد بإنهاء وجودها في الغوطة الشرقية.

"إعلان حرب"

وفي هذا السياق، حذرت الولايات المتحدة الأمريكية، الخيمس، من "عواقب وخيمة" حال سيطرة جبهة النصرة على مدينة إدلب السورية.

وقال مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى سوريا، مايكل راتني، في بيان صدر عن مكتبه، ونشرته السفارة الأمريكية في دمشق عبر حساباتها على فيسبوك وتوتير: إنه "على الجميع أن يعرف أن الجولاني وعصابته هم من يتحملون مسؤولية العواقب الوخيمة التي ستلحق بإدلب".

وأكد أن واشنطن أن "جبهة النصرة وقياداتها المبايعة للقاعدة سيبقون هدفا للولايات المتحدة أيا كان اسم الفصيل الذي يعملون تحته". معتبرًا أن خطة جبهة النصرة بالاختباء خلف إدارة مدنية مزعومة هي مجرد أساليب مراوغة مكشوفة وعقيمة هدفها الالتفاف على التصنيف وخديعة للشعب السوري.

ونصح الأطراف التي انضمت إلى "هيئة تحرير الشام" لأسباب تكتيكية "بالابتعاد عن عصابة الجولاني قبل فوات الأوان". وأعرب المبعوث الأمريكي، عن أمله في إبصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري "دون أن تمر من خلال أيدي جبهة النصرة أو المعابر التي سقطت في يدها".

وقال "في حال تحققت هيمنة جبهة النصرة على إدلب، سيصبح من الصعب على الولايات المتحدة إقناع الأطراف الدولية بعدم اتخاذ الإجراءات العسكرية المطلوبة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان