لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف خرجت جبهة النصرة من عرسال اللبنانية؟

04:07 م الخميس 03 أغسطس 2017

كتبت – إيمان محمود:
منطقة جبلية تربط حدود الدولتين المتجاورتين، حيث تقع منطقة القلمون السورية وعرسال اللبنانية، لتضم المنطقتين أكبر تجمع للاجئين الفارين من الحرب داخل الأراضي السورية، فضلاً عن مجموعة كبيرة من مسلحي المعارضة وميليشيات "جبهة النصرة" و"داعش"، اللذين استغلوا طبيعة المنطقة في الاختباء والتمركز داخل التجويفات الجبلية.

بات تحرير جرود عرسال والقلمون من "النصرة" و"داعش" أحد الأهداف الكبيرة للنظام السوري برئاسة بشار الأسد، وحليفه في النزاع حزب الله اللبناني، ليبدأ الطرفان بشن معركة ضارية في الـ21 من يوليو الماضي بمساعدة الجيش اللبناني الذي اقتصر دوره في منع تسلل الهاربين من المعركة إلى داخل الأراضي اللبنانية.

وفي نفس اليوم الذي انطلقت فيه المعركة، أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية، أن الاشتباكات في جرود عرسال على السلسلة الشرقية خفت، بعد 6 ساعات من القصف المدفعي والصاروخي العنيف على محوري فليطا وجرود عرسال الكسارات، بعد أن تمت السيطرة على مساحات واسعة من الجرود كان يشغلها المسلحون من أصل 400 كيلومتر مربع تمتد من الكسارات حتى جرود رأس بعلبك - القاع.

كما أشارت مواقع لبنانية، إلى أن "جبهة النصرة" خسرت منذ بدأ المعركة فجرًا، حتى الساعة الواحدة 8 نقاط عسكرية في جرود فليطة.
منطقة "وادي الخيل" التي تشكل أحد أهم مراكز جبهة النصرة في تلال عرسال على الحدود اللبنانية السورية،

وتكمن الأهمية الاستراتيجية لمدينة عرسـال بشكل خاص في موقعها الجغرافي الاستراتيجي.
كما يشكل الفوز في المعركة أهمية للأطراف المشاركة؛ فبالنسبة لميلشيات حزب الله فإنها تعد معركة مصيرية، حيث تعتبر من بلدات محافظة بعلبك التي يسيطر عليها حزب الله سياسياً وعسكريا، إلا أنها خارج سيطرته كون سكانها من الغالبية السنية التي لا تدعم مواقفه السياسية.

وبالنسية للجيش السوري معركة عرسال في غاية الأهمية، ففي حال حسمها، سيكون قادرًا على القضاء على امدادات جبهة النصرة التي تزعجه في أطراف سوريا.

وخلال أيام المعارك الستة، سيطر حزب الله على أكثر من 80 في المئة من عرسال حتى أنه أصبح على مشارف حسم المعركة لصالحه رغم أنه تعرض لخسائر كبيرة في صفوف مقاتليه، لكنه استمر يقاتل بنفس الضراوة، قبل أن يتوصل طرفي الصراع إلى اتفاق لوقف القتال في منطقة بدءا من صباح الـ27 من يوليو.

نص الاتفاق على خروج ما تبقى من مسلحي "جبهة النصرة" بأسلحتهم الفردية فقط نحو إدلب في الداخل السوري، بعد تأمين ممر آمن.
وفي المقابل، وافقت "جبهة النصرة" على الإفراج عن 3 مسلحين من ميليشيات حزب الله محتجزين لديها، وتسليم جثث 3 آخرين، بحسب شبكة "سكاي نيوز".
أما الأسلحة الثقيلة التي سيتركها مسلحو النصرة في مواقعهم، فسوف يصادرها حزب الله وليس الجيش اللبناني.

وبعد إتمام الاتفاق، تسلم الجيش اللبناني التلال لتمشيطها وتطهيرها من الألغام، فيما ينشر لواءين لضبط المنطقة.
وحسب الاتفاق، لن يعود أهالي عرسال إلى أراضيهم قبل انتشار الجيش اللبناني في التلال وتطهيرها من الألغام.
وعقب الاتفاق؛ هدأت جبهات القتال في تلال عرسال، حيث توقفت الأعمال القتالة استعدادًا لتطبيق بنود الهدنة المُتفق عليها، والتي بدأت ببند تبادل الجثامين.

وفي 30 يوليو، انطلقت عملية تبادل الجثامين بين الطرفين والتي تمت عند حاجز الجيش اللبناني بين بلدتي اللبوة وعرسال، وذكر إعلام حزب الله أن عدد الجثامين 5.
كما شملت العملية إطلاق ناشطة الإغاثة السورية المعتقلة في السجون اللبنانية، ميادة علوش، والتي احتجزها الأمن العام اللبناني، بتهمة نقل أموال إلى عرسال.

وفي المرحلة الثانية من الاتفاق، نقلت الحافلات مسلحي "جبهة النصرة" من جرود عرسال في لبنان إلى سوريا، وكان من المفترض أن تتم العملية يوم الاثنين، لكنها تعرقلت بسبب خلاف نشب بين ميليشيات حزب الله وجبهة النصرة، بشأن مسار الحافلات في الداخل السوري، وكيفية تسليم النصرة محتجزي حزب الله لديها.
وبين مطالب هذا وذاك، ظل أكثر من 10 آلاف شخص عالقًا في محيط عرسال.

والأمس؛ صعد ألف و116 مسلحًا، و6 آلاف و661 لاجئًا مدنيًا، في حافلات معدة لنقلهم إلى الشمال السوري؛ إدلب، من بحسب صحيفة "الشرق الأوسط".
وأصدرت غرفة عمليات حزب الله، اليوم الخميس، بيانًا أعلنت فيه انتهاء عملية تنظيف جرود عرسال اللبنانية وجرود فليطة في القلمون الغربي من الارهاب التكفيري المتمثل بجبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان