منظمة حقوقية: مئات الآلاف من العراقيين تقطعت بهم السبل بعد تحرير تلعفر
كتب – سامي مجدي:
قالت منظمة حقوقية دولية معنية بشؤون اللاجئين والنازحين، الأربعاء، إن مئات الآلاف من الناس تقطعت بهم السبل دون أي مكان يعودون إليه بعد إعلان الحكومة العراقية استعادة مدينة تلعفر، شمالي العراق، من أيدي تنظيم داعش أحد اخر معاقل التنظيم في بلاد الرافدين.
وأعلنت الحكومة العراقية في وقت سابق هذا الشهر استعادة قضاء تلعفر في محافظة نينوى من أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية بعد أسبوع واحد من شن أحدث هجوم لها على معقل التنظيم.
وقالت مديرة المجلس النرويجي للاجئين في العراق هايدي ديدريش، إن تحركات آلاف الفارين من تلعفر قيدت، ودعت الحكومة العراقية إلى ضمان سلامة وأمن من يعودون إلى ديارهم في المدينة، "فقد رأينا في عمليات سابقة أنه حتى بعد استعادة مناطق من تنظيم الدولة الإسلامية، فإن العنف يستمر".
تقول المنظمة النرويجية إن عدد النازحين حاليا بلغ 3 ملايين في أنحاء العراق، ثلثهم نزح من تلعفر أو الموصل خلال الأشهر التسعة الماضية.
وأضافت أنه بينما عاد العديد من النازحين إلى شرق الموصل، العديد من الذين جاؤوا من غرب الموصل يقولون بأنه ليس هنالك ما يعودون إليه. وعلى الرغم من كون العملية العسكرية في تلعفر قصيرة إلا أنها أدت إلى نزوح 40،000 شخص منذ شهر أبريل.
وتتوقع المنظمة أن يعود ما يصل إلى 1.5 مليون شخص في العراق إلى ديارهم خلال الأشهر الستة المقبلة، غير "عودة الشخص إلى منطقته الأصلية يجب أن تكون آمنة وطوعية وتحفظ كرامتهم، ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا بدعم شامل من الحكومة العراقية."
ونقل المجلس النرويجي عن محمود مصطفى، والذي نزح من تلعفر مع أربعة من أعضاء أسرته، قوله إنه لا يستطيع العودة "إلا في حال سمحت الحكومة لنا."
وأضاف "تم وضع قنابل موقوتة في العديد من المنازل، وهناك عبوات ناسفة وألغام في كل مكان. وتم اعتقال أحد أعضاء أسرتي.. وليست لدينا أدنى فكرة عن مكانه الآن، فنريد أن ننتظر حتى تجتمع العائلة مرة أخرى."
أما سامي صالح، وهو نازح من تلعفر فقال للمنظمة "تكاد لا توجد أية خدمات في الأماكن التي قدمنا منها، كما لا يوجد أي غذاء أو ماء أو أشياء للنجاة."
وأضاف صالح أنهم بحاجة إلى أن تسمح لهم الحكومة العراقية والقوات العسكرية بالعودة إلى ديارهم. وقال "فسنعود عندما أملك مبلغاً كافياً من المال ومكاناً أعود إليه. أما الآن، فلم يبقى لنا أي من ممتلكاتنا."
ووفقا للمجلس النرويجي، يحتاج ثلث سكان العراق، أي 11 مليون نسمة، إلى المساعدة الإنسانية. ومع ذلك، لم يتم توفير سوى 43 في المئة من مجموع التمويل المستهدف والبالغ 985 مليون دولار أمريكي هذا العام.
وتمكن الجيش العراقي والقوات الخاصة، وقوات الشرطة، ومقاتلو الحشد الشعبي، يوم الأحد الماضي من السيطرة على جميع الأحياء داخل تلعفر، بعد أسبوع واحد من شن أحدث هجوم لها على معقل التنظيم.
ولا تزال عمليات التمشيط متواصلة في المدينة.
ويعتقد أن بعض الموجودين داخل تلعفر فروا إلى العياضية، التي تقع على الطريق بين مدينة تلعفر والحدود السورية، حيث يتجمعون، فيما يبدو، في آخر نقطة مقاومة لهم.
وبعد خسارة التنظيم تلعفر ومن قبلها الموصل، ثاني أكبر مدينة عراقية، في النصف الأول من العام الجاري، ولم يعد تنظيم الدولة يسيطر في العراق إلا على مدينة الحويجة التي تبعد نحو 300 كيلومتر شمال بغداد، وبعض المناطق الصحراوية على الحدود مع سوريا المجاورة.
فيديو قد يعجبك: