إعلان

الأمريكيون المنقسمون يرون في العاصفة هارفي فرصة للتضافر

03:05 م الأربعاء 30 أغسطس 2017

الرئيس دونالد ترامب في مركز عمليات الاغاثة في اوست

(أ ف ب):

ينظر الأمريكيون إلى الآثار التي خلفتها العاصفة هارفي على أنها فرصة نادرة للتضافر فيما بينهم بعد انتخابات رئاسية أثارت استقطابا حادا في البلاد، وأحداثا لم تخل من الجدل أظهرت بوضوح مدى انقساماتهم.

ومنذ وصول هارفي، مساء الجمعة، لم تنحصر آثارها بوقف الحياة الطبيعية في ولاية تكساس بل تمكنت أيضًا من إسكات الكثير من الأحقاد التي طغت على النقاشات العامة منذ وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة.

ومع أن هذه الهدنة قد تكون موقتة، فإن الخصوم السياسيين الذين كانوا يهاجمون بعضهم بعضا باتوا يشددون فجأة على ما يوحد الأمريكيين، فيما عروض المساعدة -من الساحل الشرقي إلى الغربي- لقيت الترحيب والامتنان في أكبر ولايات الجنوب.

وقالت شيري بيبتش جيف، البروفسورة في جامعة ساذرن كاليفورنيا "لم أعد اسمع النقد اللاذع الذي سمعناه في الأشهر السبعة الماضية".

وأضافت "إنه وضع مأسوي جدا، ولذا فإن الانحياز الحزبي لا يخلو من المخاطر".

فهجمات ترامب على خصومه السياسيين ومقتل شابة في تظاهرة ضد العنصرية في شارلوتسفيل بولاية فرجينيا، والنقاش الحاد بشأن إزالة تماثيل لشخصيات تعتبر رموزا للكونفدرالية، ساعدت في رسم صورة بلد تمزقه الانقسامات.

واتهم المنتقدون ترامب بتعميق الانقسام، خاصة عندما قال في مؤتمر صحافي في 15 أغسطس "كان هناك اشخاص طيبون جدا" من "كلا الطرفين" في تظاهرة شارلوتسفيل.

لكن بعد اسبوعين على ذلك، لعب ترامب دور جامع الاطراف بزيارة الى تكساس لمعاينة الاضرار التي خلفتها العاصفة هارفي.

وقال ترامب عشية مغادرته "إن أوقاتًا مأسوية كهذه تظهر أفضل ما في أمريكا من أخلاق وقوة وانسانية ومقاومة".

وأضاف"نرى الجار يساعد الجار والصديق يساعد صديقه والغريب يساعد الغريب".

وقال "نحن اسرة أمريكية واحدة. نتألم سويا نكافح سويا وصدقوني نتحمل سويا. نحن عائلة واحدة".

وكان لكلمات ترامب صدى لدى خصومه. فقد قالت زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي ان حس التعاطف اثر العاصفة هارفي "يذكرنا بأفضل صفات وطننا: تعاطفنا وكرمنا ووحدتنا في وجه مأساة وطنية".

وجاءت بعض عروض المساعدات الاولى لضحايا هارفي من نيويورك، التي تعد في أوجه عدة نقيض تكساس ولكن يجمعها بها رابط مشترك كونها كانت ضحية اعصار آخر مدمر هو الاعصار ساندي في 2012.

وقال حاكم نيويورك اندرو كوومو "مثلما اتحدت هذه البلاد في سبيل نيويورك في أعقاب الإعصار ساندي، فإن نيويورك مستعدة لتزويد هذه الولايات بالطواقم والمعدات ومهما تحتاجه".

وجاءت عروض مساعدة مماثلة من ولايات أخرى فيما تعهد نجوم الرياضة والفن مثل المغنية بيونسيه وعائلة كارديشيان بتقديم تبرعات كبيرة. وذكرت تقارير ان الممثلة ساندرا بولوك تبرعت بمليون دولار للصليب الاحمر.

وقال بروفسور التاريخ والشؤون العامة في جامعة برينستون جوليان زيليزر، إن المواجهة السياسية يمكن ان تتراجع عندما يتعلق الامر بمسألة ايجاد الاموال لمساعدة تكساس على تجاوز الكارثة.

وقال لوكالة فرانس برس "لقد استجابوا جميعا بشكل جيد ولكن هذا ليس معيارا حقيقيا. المعيار الحقيقي يتعلق بتطبيق برامج اغاثة والحرص على ان يكون الاشخاص الاكفاء في موقع الاشراف على البرامج".

وأضاف "عندما تأتي المواضيع المالية في مقدمة الاهتمامات، وكما شاهدنا مع ساندي، هناك يتفكك عادة بسرعة الالتفاف بين الحزبين".

وأعاد العديد من المعلقين بالذاكرة الى محاولة سياسيين بارزين من تكساس مثل السناتور تيد كروز عرقلة تمويل حكومي لضحايا ساندي.

وقال بيت كينغ، عضو الكونغرس عن نيويورك، إنه سيصوت لمساعدة تكساس بعد هارفي لكنه لم ينس ما حصل عندما سعى للحصول على الاموال لدائرته الانتخابية ولولاية نيوجيرزي المجاورة.

وكتب على تويتر "تيد كروز وجماعة تكساس صوتوا ضد المساعدة لنيويورك/نيوجيرزي بعد ساندي، لكنني سأصوت مع (مساعدات) هارفي. نيويورك لن تترك تكساس. الخطأ لا يبرر ارتكاب خطأ آخر".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان