لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

غجر الروما في كوسوفو ينتظرون حكما عادلا بعد تسممهم بالرصاص

01:33 م الأحد 06 أغسطس 2017

جاد الله والي (16 عاما) في كرسي متحرك في حي للروما

بريشتينا (أ ف ب)
تؤكد فلوريم ماسوريتسا ان غجر الروما "لا يعاملون كبشر"، مطالبة بحكم قضائي عادل لابنها العاجز، احد "اطفال الرصاص" في كوسوفو الذين تعرضوا للتسمم في احد المخيمات التي اقامتها الامم المتحدة بعد الحرب.

في نظر المتمردين الكوسوفيين الالبان، كان غجر الروما يتعاونون مع الصرب خلال النزاع الاخير في يوغوسلافيا السابقة (1998-1999).

كان لهذا الاتهام المجاني في معظم الاحيان، ثمن باهظ لهذه المجموعة التي تعاني من التمييز في البلقان، اذ قتل العديد من افرادها في اعدامات تعسفية واضطر آخرون للفرار بسرعة من احياء تعرضت للنهب والتدمير بعد رحيل القوات الصربية اثر الحملة الجوية التي شنها حلف شمال الاطلسي.

وهذا ما حصل في احدى ضواحي ميتروفيتسا (شمال). فقد قامت الامم المتحدة بنقل حوالى 600 من سكانها الى ستة مخيمات قرب مجمع للصناعات المعدنية بدون ان تدرك انهم يستنشقون هواء ملوثا ويعيشون على ارض ملوثة بالرصاص والمواد السامة.

في مخيم زيتكوفاتس، ما زالت نفايات صناعية تغطي الارض. ويتذكر وليد جاشاري (58 عاما) انه "ما ان تهب الرياح حتى تغطي" غبار هذه النفايات الارض. واضاف ان "ابني ولد معوقا ساقاه مشلولتان".

وفي كرسيه المتحرك ينظر جاد الله الفتى البالغ من العمر 16 عاما الى الاطفال وهم يلهون. من جهته، يقول والي جاشاري "تعرضنا للتسمم بالرصاص عندما كنا في زيتكوفاتس"، موضحا ان ابنه الثاني ساجد الله البالغ من العمر سنتين ولد مشلولا.

انذار 2005

يؤكد بيرم بابايبوكس (65 عاما) انه "لم يسلم اي من افراد عائلته من الرصاص"، موضحا وهو يبرز تحاليل للدم انه "ليس انا من يقول ذلك بل الاطباء".

وكانت منظمات للدفاع عن حقوق الانسان عبرت في 2005 عن قلقها من عوارض يعاني منها الاطفال مثل سواد اللثة وآلام في الرأس وصعوبات في التعلم وارتفاع في ضغط الدم ورعشة...
وقامت الامم المتحدة باخلاء المخيمات التي اقيمت اساسا لمدة 45 عاما. لكن بعد ست سنوات كانت هذه الخطوة متأخرة جدا. وقال الاطباء ان الرصاص يواصل الحاق الضرر لسنوات بعد دخوله الى الدم.

وفي يوليو 2006، اكدت هيئة خبراء عينتهم الامم المتحدة بعد شكوى تقدم بها 180 من غجر الروما ان وضع كل هؤلاء الاشخاص في المخيمات القذرة هو انتهاك "لحقهم في العيش احرارا من كل معاملة لا انسانية ومهينة".

ويؤكد ارتان بيرمي (36 عاما) انه ما كان "سيوافق اطلاقا على الذهاب الى مخيم" لو كان يعرف "الخطر الذي ينتظره". وابنه الذي ولد في المخيم قبل 15 عاما اعرج بسبب تشوهات.

وتروي الهام (33 عاما) ان ابنها اردوان ماسوريتسا (16 عاما) "متخلف عقليا ولا يلعب سوى مع الاطفال الصغار". وقد ولدته في مخيم تشيسمين لوغ. وقالت ان الرصاص في دمه "هاجم الدماغ والعظام والاعضاء".

اعتذارات الامم المتحدة

طلبت هيئة الخبراء من الامم المتحدة الموافقة على تقديم "اعتذارات علنية". لكن الامين العام للمنظمة الدولية انطونيو غوتيريش اكتفى بالتعبير عن "الاسف العميق للمنظمة على المعاناة". و"في اجراء استثنائي" قرر غوتيريش "انشاء صندوق" مالي لغجر ميتروفيتسا، حسب بعثة الامم المتحدة في المكان.

وقال كويتيم باتشاكو النائب السابق عن الروما ان "التعويض عن ضرر جماعي بالأموال فقط غير اخلاقي". واضاف "يجب اجراء تحقيق وتحديد المسؤوليات" لتوجيه "رسالة الى الجميع مفادها يجب عدم معاملة الناس بهذه الطريقة فقط لانهم من الروما".

ولم يجر اي احصاء دقيق للضحايا، وهذا ما يعتبره الروما دليلا اضافيا على التمييز.

وفي يونيو، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان ان "رفض الامم المتحدة تحمل اي مسؤولية يثير الشكوك في قدرتها على ممارسة الضغوط على الحكومات في انتهاكاتها لحقوق الانسان".

وسمحت المساعدة الدولية في بناء بيوت نظامية لهؤلاء في المنطقة. لكن الى جانب البطالة والفقر اللذين يعتبران القاسم المشترك لغجر الروما في البلقان، يعاني المقيمون منهم في ميتروفيتسا من آثار الرصاص.

وقال بيرم بابايبوكس "لم يعد مكان الروما انه حي مسمم بالرصاص".

اما جاد الله فيؤكد "احلم بان اقف يوما على ساقي مثل الآخرين وان اذهب الى المدرسة".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان