هل تصبح إدلب معركة سوريا المقبلة؟
كتبت – إيمان محمود
دفعت التطورات الأخيرة على الساحة السورية، للتساؤل حول مصير إدلب الخاضعة بشكل كبير لسيطرة جبهة فتح الشام (النصرة سابقا)، فرع تنظيم القاعدة في سوريا.
فبعد معارك ضارية في حلب والرقة ضد تنظيمي داعش والنصرة، وأيضًا بعد توقيع اتفاقات لوقف إطلاق النار في الجنوب السوري وغوطة دمشق الشرقية وريف حمص الشمالي، أصبح البعض يترقب مستقبل المدينة، الواقعة شمالي غرب سوريا.
وتشهد محافظة إدلب -التي كانت حتى الأمس القريب معقل المعارضة في الشمال السوري- حالة من عدم الاستقرار غير المسبوقة بعيد سيطرة فرع القاعدة على المدينة والقسم الأكبر من المحافظة. وتشهد المحافظة بين الحين والآخر، معارك شرسة بين أكثر من 13 فصيلاً يتقاسمون السيطرة على المحافظة بأكملها.
انتشار جبهة النصرة بهذا الشكل الكثيف دفع روسيا للتشكيك في إمكانية ضم محافظة إدلب، إلى مناطق خفض التوتر قريبًا.
"أكبر معقل للقاعدة"
وجاء التشكيك الروسي بعد شكوك أمريكية مماثلة، إذ وصف برت ماكجورك، المبعوث الأمريكي الخاص إلى التحالف الدولي، إدلب بـ"أكبر معقل لتنظيم القاعدة في العالم، منذ هجمات 11 سبتمبر (2001)"، بحسب ما نقلته صحيفة "الحياة" اللندنية.
فيما توقع عضو الأمانة العامة لتيار الغد السوري قاسم الخطيب في تصريحات سابقة لمصراوي، أن تكون إدلب المحطة المقبلة للتهدئة بعد اتفاقي غوطة دمشق وريف حًمص الشمالي اللذين تمّا برعاية مصرية.
كما قال أحمد الجربا رئيس التيار والذي يعتبر "وسيط" اتفاقي الهدنة، أن اتفاقات وقف إطلاق النار تم تطبيقها في أكثر المناطق سخونة في سوريا، مشيرًا إلى أن إدلب أصبحت "قاعدة للقاعدة".
ومن المقرر أن يعقد اجتماع في طهران في 8 و9 أغسطس الجاري، لمناقشة تثبيت "خفض التوتر" بحضور ممثلين عن روسيا وتركيا وإيران.
كما أفادت موسكو بأنها تفاوض المعارضة السورية في ست محافظات، للانضمام إلى مناطق خفض التوتر.
"إلى أين؟!"
وقال المعارض السوري، تيسير النجار، إن الوضع متشعب في إدلب، موضحًا أن هناك جزم من كافة القوى الثورية بضرورة خروج جبهة النصرة "لكن لا نعرف الخروج إلى أين؟!"، على حد قوله.
وأضاف النجار في تصريحات لمصراوي، أن كل محافظة إدلب ضد جبهة النصرة، لافتًا إلى أن هناك هيئة سياسية داخل إدلب مُشكلة من القوى الثورية وهي أيضًا ضد النصرة وتعمل على إخراجها.
وشدد النجار على أن الجميع ضد جبهة النصرة حتى المدنيين، لكنه حذر في الوقت ذاته ممن أنه إذا حدث هجوم على إدلب "ستنسحب النصرة وسيتم الانتقام من أهل المينة باعتبارهم مع جبهة النصرة بينما هم ضدها"، وهو السيناريو الذي توقعه المحلل المعارض مؤكدًا أنه حدث مسبقًا في مناطق أخرى.
وفي غضون ذلك؛ قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الاتفاق على معايير منطقة خفض التصعيد في إدلب ليس بالأمر السهل، واصفًا تلك المنطقة بـ"الأكثر تعقيداً بين مناطق خفض التصعيد الأخرى التي اتفقت عليها الدول الضامنة في آستانة".
وأشار في سياق حديثه عن مناطق خفض التصعيد في إدلب إلى أن "ثلاثي الدول الضامنة، واللاعبين الآخرين، بما في ذلك الولايات المتحدة، لديهم نفوذ على جميع الفصائل المسلحة، باستثناء الإرهابيين بالطبع، الذين لن يتم إدراجهم أبداً تحت أي اتفاقيات".
وعبر بعد ذلك عن قناعته بأنه في حال قامت الدول الثلاث، والتحالف الأمريكي (الدولي ضد الإرهاب)، بالتزامن، باستخدام نفوذها على لاعبين محددين من الذين يحملون السلاح بأيديهم ضد بعضهم البعض على الأرض، عندها يمكن إيجاد اقتراحات وسط مقبولة من شأنها أن تساهم في وقف إطلاق النار، وتخلق ظروفاً مناسبة للعملية السياسية في سوريا.
"الهدف المقبل"
عادل الحلواني، مدير مكتب الائتلاف السوري المعارض، أكد أن إدلب ستكون "الهدف المقبل"، خاصة لقوات التحالف الدولي والقوات الروسية، لكن كشف عن خطوات استباقية تقوم بها المجالس المحلية في إدلب لطرد جبهة النصرة.
وأضاف الحلواني لمصراوي، أنه رغم الرفض البات لوجود "النصرة" في إدلب وفي سوريا بأكملها، إلا أنه يفضل البحث عن حلول سلمية تحقن دماء الشعب السوري في المنطقة.
وحول توقعات توقيه هدنة في إدلب، أكد الحلواني أن "لا أحد يتوقع ما إذا كانت هناك نية لضم إدلب لمناطق خفض التوتر.
كما أعرب فراس الخالدي، عضو منصة القاهرة في المعارضة السورية، عن تمنيه بانخراط إدلب في مناطق التهدئة، مشيرًا إلى أن المعركة في إدلب دائرة بالفعل، مؤكدًا أن المدينة لها وضع يختلف عن الأوضاع في الرقة ودير الزور.
وأشار الخالدي، إلى أن دخول أكبر قدر من المحافظات التي تعاني الحرب، سيفسح المجال للتقدم في مفاوضات جنيف وبحث خطوة الانتقال السياسي.
ومن المتوقع أن تُعقد الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف، في سبتمبر المقبل، حيث تناقش السلال الأربع المطروحة (الإرهاب - الانتخابات - الدستور - الانتقال السياسي) بين فصائل المعارضة ووفد النظام السوري.
فيديو قد يعجبك: