"داعش".. بين فكي كماشة على حدود لبنان
كتب - علاء المطيري:
يستعد الجيش اللبناني لخوض معركة ضد تنظيم "داعش" خلال الأيام القادمة بدعم القوات الخاصة الأمريكية التي تشارك في تدريب قواته بينما يستعد "حزب الله" والجيش السوري لمهاجمة التنظيم من داخل الحدود السورية، وفقًا لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
ونقلت صحيفة "الحياة" اللندنية عن مصادر وزارية لبنانية قولها إن قيادة الجيش تستعد لتحرير جرود رأس بعلبك والقاع من تنظيم "داعش" الإرهابي وأنه لا عودة عن القرار المتخذ بتطهير الجزء اللبناني من الجرود من مسلحي التنظيم.
وتؤكد المصادر الوزارية نفسها لـ "الحياة" كثافة النيران التي تطلقها وحدات الجيش المنتشرة على طول الخط الممتد من القاع الى رأس بعلبك مروراً بجرود بلدة الفاكهة، والتي تستهدف مواقع "داعش" المحصنة داخل الكهوف والأنفاق.
وسيكون "داعش" أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الاستسلام أو الانتحار، وأن لا مجال للتفاوض إلا بالكشف عن مصير العسكريين المخطوفين لديه وخروج مجموعاته من الجزء اللبناني من الجرود في اتجاه الأراضي السورية، وفقًا للحياة.
ويقوم الجيش اللبناني بقصف مدفعي وصاروخي ترافق مع ذخيرة أمريكية غير مسبوقة للجيش اللبناني الذي أخذت قيادته على عاتقها استرداد الجانب اللبناني المحتل من الجرود من دون الاستعانة بأي شريك، نظراً الى أن وحدات الجيش المنتشرة في منطقة العمليات تتمتع بقدرات قتالية عالية وتتبع قوات النخبة.
وتقدر قوات الجيش اللبناني المكلفة بخوض تلك المعركة بأكثر من خمسة آلاف جندي مرتبطة مباشرة بغرفة عمليات عسكرية متقدمة يشرف عليها قائد الجيش العماد جوزف عون يعاونه عدد من كبار الضباط.
ووفقًا لما نقلته "الحياة" عن مصادر لبنانية فإن الجيش اللبناني يمتلك قوة نارية غير مسبوقة تتمثل في استخدامه قذائف مدفعية من العيار الثقيل تؤدي إلى إحداث خرق لمخابئ "داعش" في داخل الأنفاق والكهوف،
وتقول المصادر عينها إن هناك رغبة دولية وإقليمية بأن يكون الجيش الرافعة الأقوى من دون شريك، ليس في تحرير جرود القاع ورأس بعلبك فحسب، وإنما للقيام بدور فاعل في حفظ الأمن في مرحلة ما بعد طرد "داعش" من الجرود.
لكن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقول إن القوات الخاصة الأمريكية تساعد القوات اللبنانية في الاستعداد للمواجهة القادمة مع تنظيم "داعش" عبر الحدود السورية، في ذات الوقت الذي يستعد فيه حزب الله لذات المعركة.
وتوقعت "هآرتس" أن يقوم الجيش اللبناني بهجوم على مسلحي داعش خلال الأيام القادمة، مشيرة إلى أن حديث الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي أوضح فيه أن الجيش اللبناني سيكون قادرًا على كسب المعركة لكنه عرض تقديم الدعم الذي يحتاج إليه.
وبينما لفتت "الحياة اللندنية" إلى أن ثقة المجتمع الدولي بالمهام التي تنتظر المؤسسة العسكرية وفي أنها تحظى وستحظى بدعم غربي وإقليمي لم يتوافر لـ"حزب الله" في تحرير جرود عرسال من "جبهة النصرة" وأخواتها، فإن صحيفة "هآرتس" لفتت إلى تصريحات نصرالله التي أكد فيها أن الجيش اللبناني سيقاتل "داعش" من جهة الحدود اللبنانية في ذات الوقت الذي سيشن فيه "حزب الله" والجيش السوري هجومًا من الناحية الأخرى داخل الحدود السورية.
وفي هذا السياق، تبرز تساؤلات عن مدى حاجة "حزب الله" إلى الانتصار الذي حققه تمهيداً لسحب قواته المقاتلة إلى جانب النظام السوري تدريجياً من داخل سورية، خصوصاً أن تطهير جرود عرسال من "جبهة النصرة" ومجموعات سورية أخرى أسقط الذريعة التي كان يتذرع بها الحزب لجهة أنه اضطر للدخول الى سورية لمقاتلة المجموعات الإرهابية في عقر دارها وبالتالي لمنعها من التسلل الى الأراضي اللبنانية، على رغم أنها تمكنت من القيام بعمليات انتحارية وتفجيرية في أكثر من منطقة لبنانية".
فيديو قد يعجبك: