منظمة دولية: قتلى إغلاق مطار صنعاء فاقوا ضحايا الضربات الجوية على اليمن
كتبت – رنا أسامة:
قالت منظمة حقوقية دولية إن إغلاق مطار صنعاء تسبب بقتل أعداد من الناس أكبر مما تسببت به الضربات الجوية التي يشنها التحالف الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين وحلفاءهم منذ 2015.
وأوضح المركز النرويجي للاجئين أنه "بعد مرور عام على إغلاق مطار صنعاء، توفي عدد من اليمنيين بسبب عدم تمكنهم من السفر للحصول على الرعاية الطبية المتخصصة، بحيث فاق ذلك عدد الذين قتلوا جراء الضربات الجوية.
وفقاً لبيانات وزارة الصحة في صنعاء، توفي 10،000 يمني الآن بسبب الظروف الصحية، حيث كانوا يسعون للحصول على العلاج الطبي في الخارج.
ويتجاوز هذا العدد عدد القتلى المثير للقلق والذي يقارب 9,000 شخص قتلوا بفعل الهجمات العنيفة، بحسب الأمم المتحدة.
وقال المركز إن القيود التي فرضها التحالف الذي تقوده السعودية على المجال الجوي اليمني إلى إلى إغلاق مطار صنعاء الدولي رسمياً أمام الرحلات التجارية في 9 أغسطس 2016، مما أدى إلى ترك العديد من اليمنيين من دون وسائل نقل آمنة داخل البلاد أو خارجها.
قبل تصاعد النزاع في اليمن، كان ما يقدر بنحو 7,000 يمني يسافرون إلى الخارج من خلال مطار صنعاء الدولي لتلقي العلاج الطبي في البلاد، وهو عدد ازداد بشكل كبير بعد تصاعد العنف في أوائل عام 2015، ووفقا للمركز النرويجي.
وقال معتصم حمدان، مدير المجلس النرويجي للاجئين في اليمن: "إن الحرمان من إمكانية السفر قد أطلق حكماً بالموت على آلاف اليمنيين المصابين بأمراض يمكن النجاة منها. فيما عدا الغارات الجوية والكوليرا، فإن الحرب في اليمن تدمر حياة اليمن على جميع الجبهات".
وقال المركز إن أكثر من 54،000 شخص قتلوا أو أصيبوا منذ تصاعد أعمال العنف في عام 2015.
كما تضرر ما يقارب نصف مليون شخص يتشبه بإصابتهم بالكوليرا منذ إبريل من هذا العام، حيث يكافح النظام الصحي الهش أصلاً في اليمن لتلبية الاحتياجات الصحية الأساسية، وفقا للمركز النرويجي.
وأضاف حمدان: "بدون الوصول إلى السفر التجاري الآمن، فإن اليمنيين متروكون بدون أية وسيلة تؤمن وصولهم إلى الرعاية الطبية الهامة. والنتيجة مدمرة؛ فآلاف النساء والرجال والأطفال الذين كان من الممكن إنقاذهم قد فقدوا أرواحهم الآن".
ونقل المركز عن أحد المواطنين، يدعى محمد، كان والده من بين آلاف اليمنيين الذين يحتاجون إلى علاج طبي خارج البلاد. "كانت الطريقة الوحيدة لإنقاذ حياة والدي هي السفر إلى الخارج، إذ لم يكن العلاج اللازم متوفراً في اليمن". سافر محمد مع والده لمدة 24 ساعة عن طريق البر إلى مطار سيئون، في جنوب اليمن.
"قال الأطباء بأنه من الخطير بالنسبة له أن يسافر على طول الطريق هناك، وأنه قد يموت على الطريق، لكنه كان الخيار الوحيد لدينا. كان علينا المرور عبر العديد من نقاط التفتيش. ولكن الرحلة كانت أكثر مما يستطيع والدي تحمله". للأسف، توفي والد محمد قبل أقل من يوم على رحلته، وفقا للمركز النرويجي للاجئين.
وقال المركز إن 1.2 مليون من موظفي الخدمة المدنية اليمنيين لم يتقاضوا رواتبهم المعتادة لمدة تصل إلى سنة، مما تسبب في بطء انهيار الخدمات العامة وتصعيد سريع لأكبر أزمة إنسانية في العالم.
قال حمدان: "تتعثر الخدمات العامة في اليمن تحت ضغوط الحرب: مئات الآلاف من الأشخاص هم جرحى، أو يعانون من المرض أو بحاجة الى خدمات، ولكن هناك انخفاضاً كبيراً في الموارد اللازمة لتلبية احتياجاتهم". وأضاف "من المهم جداً إعادة فتح جميع قنوات الحركة الجوية المحلية والدولية حتى يتمكن اليمنيون من الحصول على المساعدة وحتى تتمكن المساعدات من الوصول الى اليمنيين".
وأوضح المركز أن هناك 20,7 مليون شخص، أي حوالي ثلثي عدد السكان في اليمن، بحاجة إلى نوع من أنواع المساعدات الإنسانية أو الحماية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
وأضاف أن هناك مليوني شخص نزحوا جراء أعمال العنف، وهناك ما يقارب 17 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بينهم أكثر من 3 ملايين طفل وامرأة حامل ومرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد.
وحدد المركز أكثر من 450,000 حالة اصابة بالكوليرا في اليمن في أقل من أربعة أشهر. ولقي 1,900 شخص مصرعهم نتيجة لهذا المرض.
فيديو قد يعجبك: