"كاتى.. إرما.. هارفى" لماذا تحمل الأعاصير أسماء بشرية أغلبها لنساء؟
كتبت- هدى الشيمي:
تشهد الولايات المتحدة الأمريكية، خلال الفترة الحالية، أعاصيرَ متتالية، تسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة، بدأت بإعصار "هارفي" الذي ضرب البلاد في أغسطس الماضي، ثم إعصار "إرما" وإعصار "كاتيا" وهو الأقل قوة.
وأثارت الأسماء التي تطلق على الأعاصير فضول الكثيرين، كما تساءلوا عن أسباب منح الكثير منها أسماء نساء! وهو ما فسره موقع موسوعة "بريتانيكا".
كما يقول الموقع، فإن هناك تاريخًا طويلًا لاختيار أسماء الأعاصير، موضحا أن إطلاق التسميات على الأعاصير بدأ قبل انطلاق القرن العشرين، حيث كان يعتمد على اسم المكان الذي تضربه الرياح الشديدة، وتتسبب في إحداث أزمة بداخله، أو يحصل "الإعصار" على اسمه ارتباطًا بحدث تاريخي، أو فترة زمنية يشهدها هذا المكان؛ وهكذا أطلق الاسم على إعصار سان ماتيو عام 1565، والذي تسبب في تدمير الأسطول الفرنسي الذي كان في طريقه للهجوم على مستوطنة إسبانية في سانت أوجستين في فلوريدا الأمريكية.
ويشير الموقع إلى أن الإعصار "سان ماتيو"، دحر الجهود الفرنسية للسيطرة على فلوريدا، وحصل على هذا الاسم لأنه خلق مُنحدرًا مائيًا في 22 سبتمبر، وهو اليوم الذي أعقب عيد السانت ماتيو.
وحتى الآن، لا يزال الإعصار الذي ضرب منطقة "جالفستون" بتكساس، عام 1900، وتسبب في مقتل ما بين 6000 إلى 12 ألف شخص، يحمل اسم إعصار "جالفستون العظيم".
وحسب "بريتانيكا"، فإن منح الأعاصير أسماء شخصية مع عالم الأرصاد الجوي الأسترالي كليمنت وراج، حيث أطلق أسماء نساء وبعض السياسيين الذين لم يكن يحبهم على الأعاصير.
وتطورت تسمية الأعاصير بأسماء بشرية، وكثر استخدامها خلال الحرب العالمية الثانية، عندما بدأ خبراء الأرصاد الجوية في إطلاق أسماء زوجاتهم وحبيباتهم على الأعاصير (مثل نانسى وكاتى وريتا وساندى) بدلا من تسميتها أسماء علمية طويلة ومرهقة على أساس خطوط الطول والعرض، ثم أُضيفت أسماء الذكور إلى القائمة في عام 1979، بعد إعراب المجموعات النسائية عن شعورهن بالتحيز الجنسي ومحاولة الإساءة إلى المرأة باستخدام أسمائهن فقط في تسمية الأعاصير.
وكما يوضح الموقع الأمريكي، فإنه يتم انتقاء الأسماء الآن وإطلاقها على الأعاصير عن طريق لجنة خاصة تابعة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، والتي تحتفظ بقوائم الأسماء التي تستخدم في تسمية الأعاصير المدارية.
ويجب أن تكون الأسماء المُدرجة في القائمة قصيرة، ومميزة ولها علاقة بالمناطق التي تضربها الأعاصير، من الناحية الثقافية أو الجغرافية حتى يُسهل تذكرها، ففيما يخص حوض المحيط الأطلسي، توجد ست قوائم مُرتبة ترتيبا أبجديا في كل منها 21 اسما، وتتضمن أسماء مثل "البيرتو وكريس وديبي وارنستو"، ولا تُستخدم الحروف "Q- U-X-Y" في الترتيبات الأبجدية لعدم وجود عدد كافٍ من الأسماء التي تبدأ بها.
فيديو قد يعجبك: