محللون: السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارات "نهاية هيمنة اجتماعية ودينية"

08:56 م الثلاثاء 26 سبتمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - علاء المطيري وعبد العظيم قنديل:

اعتبر محللون سياسيون أن الأمر الملكي الذي أصدره العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الثلاثاء، بالسماح للنساء بقيادة السيارت يعكس توجهًا جديدًا أكثر جرأة في مواجهة الهيمنة المجتمعية والدينية التي كانت تعرقل حصول النساء على هذا الحق.

وتحظر السعودية قيادة المرأة للسيارات وهي القضية التي تحدث نقاشًا واسعًا في المملكة العربية السعودية وخارجها في الآونة الآخيرة.

وقال الدكتور معتز سلامة، مدير برنامج الخليج العربي بمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام، إن هذا القرار يأتي بعد فترة طويلة من هيمنة اجتماعية تفرض على

المرأة ضوابط اجتماعية معينة، مشير إلى أن منع قيادة المرأة للسيارات عرض المملكة لضغوط شديدة في الداخل والخارج.

وتابع - لمصراوي: "كان الضوابط المجتمعية هي التي تحكم هذا الأمر وليس السلطة، مشيرًا إلى أن توجهات قطاع عريض من المسؤولين السعوديية بما فيهم الملوك

يؤيدون قيادة المرأة للسيارات، لكن المعارضة كانت تتم من داخل المجتمع، خاصة أن الكثير من النساء كن يبدين معارضتهن لهذا الأمر".

ولفت إلى أنه منذ سنوات كانت هناك احتجاجات نسائية ضد صدور قرار بالسماح للنساء بقيادة السيارات.

وتابع: "الرسائل التي تخرج عن الدولة السعودية في الفترة الماضية كانت تميل إلى تبني هذا الاتجاه، وصدور هذا القرار في الوقت الراهن هو نتاج توجهات أكثر

جرأة على اقتحام قضايا اجتماعية ودينية امتنعت عنها الدولة في فترات سابقة، مشيرًا إلى أن هناك توجه نحو مزيد من الحرية في الداخل السعودي والانفتاح على

العالم.

وأضاف: "الحكومة السعودية تسعى لجعل نفسها أكثر انسجامًا مع الأجواء العالمية، مشيرًا إلى أن هذا الخطوات تكتسب الكثير من الشرعية والدعم خاصة من قبل

الشباب داخل السعودية، إضافة إلى أنها ستزيل حرجًا كبيرًا كانت تستخدمه المنظمات الحقوقية الدولية ضد المملكة.

سلامة: "التشريعات والقوانيين في السنوات الماضية اتجهت إلى تقليص دور السلطة الدينية".

وتابع: "بكل تأكيد فإن مثل هذا القرار سيضفي مزيد من الدعم على التوجه الجديد في اللمملكة وسينسب الفضل فيه لولي العهد الأمير محمد بن سلمان وسيزيد من القوي المؤيدة له داخل المملكة خصوصا من جانب التيارات الاجتماعية التقدمية والمرأة والشباب".

لكن سلامة أوضح أنه بعد صدور القرار ربما يكون هناك وقت طويل حتى تتضح الأبعاد الاجتماعية له، وهل ستقبل النساء على الحصول على رخصة قيادة على

نطاق واسع أم أم سيظل المجتمع متحفظًا؛ وبالتالي يكون الحصول على الرخصة مسموح به لكن العوائق الاجتماعية تحول دون إتمامه.

ومن جانبه قال الدكتور وحيد هاشم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك عبدالعزيز، إن قرار الملك سلمان بالسماح للنساء بقيادة السيارات قرار مصيري وهام؛ يعكس النقلة الحضارية المتواصلة في المملكة.

وتابع - لمصراوي: "السماح للمرأة بقيادة السيارة يمكنها من حق ممارسة حياتها وقضاء احتياجاتها بنفسها بدون الاعتماد على السائق الأجنبي، مشيرًا إلى أن القرار يتماشى مع متطلبات الحياة الجديدة".

وقال هاشم: "رواتب السائقين العالية ترهق ميزانيات الأسر. كما ان متطلبات الأسر اليومية من حيث توصيل الأطفال من وإلى المدارس تعيق الرجال عن آداء مهامهم الوظيفية في أعمالهم وتمكن المرأة من الاهتمام بها وبمتطلبات واحتياجات الأسرة".

وتابع: "بالطبع سيلقى القرار الكثير من المعارضات والانتقادات لكنه قرار إرادة ملكية تاريخية تقرر ما هو الأصلح والأفضل للشعب السعودي".

وقال هاشم: "القرار يعكس توجيهات تتماشى مع متطلبات العصر ومع مجتمع سعودي نسبة الشباب فيه .٧٠ %، مشيرًا إلى أن تأثيرها مهم جدًا، مشيرًا إلى أنه لن يجبر أحد المرأة على قيادة السيارت إذا لم تكن تريد ذلك، لكنه سيسمح لمن تريد الحصول على هذا الحق أن تحصل عليه".

وأكد هاشم على أن معظم فئات المجتمع السعودي تنتظر هذا القرار منذ عقد من الزمان، وهناك الكثير من النساء في القرى والأرياف يقدن السيارات، وهذا الأمر لا يستغربه إلا المتشددون.