لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مارتن شولتس.. من هو منافس ميركل المتفائل بفوزه؟

09:49 ص الأحد 03 سبتمبر 2017

مارتن شولتس

 

برلين (دويتشه فيله)

"سأصبح المستشار" إنها العبارة التي لا يمل من ترديدها مرشح الحزب الاشتراكي، مارتن شولتس. فهل ينجح في تحقيق ذلك؟ إذ وبحسب استطلاعات الرأي تبدو ميركل متقدمة عليه بفارق كبير. لكن من هو هذا الرجل الذي يتحدى المستشارة؟

بدأت الحملة الانتخابية لعام2017 بتوقعات عالية للمرشح مارتن شولتس، فبعد تخلي زيغمار غابرييل المفاجئ عن رئاسة الحزب الاشتراكي الديموقراطي، أصبح شولتس مرشح الحزب لمنافسة المستشارة أنغيلا ميركل في الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في الـ 24 من سبتمبر 2017.

بعد اختيار شولتس مرشحا لمنصب مستشار ألمانيا، دب النشاط في صفوف الحزب واستعاد الحزب بريقه وأشارت استطلاعات الرأي إلى استعادته لجمهوره وازدياد نسبة التأييد له بين الناخبين وانتسب الآلاف للحزب.

وعزا مراقبون ذلك إلى أن السياسي الأوروبي شولتس لم يكن قد "استهلك" بعد في السياسة الداخلية وأحيا آمال المواطنين في التغيير.

الدفعة القوية التي منحها شولتس لحزبه، أثارت قلق منافسه المحافظ حزب المستشارة ميركل، الاتحاد الديموقراطي المسيحي.

لكن كيف بدأ هذا الرجل، أنعش آمال الحزب الاشتراكي الديموقراطي مسيرته السياسية؟

شولتس البالغ من العمر 61 عاماً، بدأ مسيرته السياسية الفعلية وجمع خبرته من خلال عضويته في البرلمان الأوروبي لسنوات طويلة توجها بتولي رئاسة البرلمان بين عامي 2012 - 2017 التي كانت مناسبة له وأحبها هو أيضا. وعلى مضض وافق شولتس على عدم تمديد ولايته بعد يناير 2017.

ووجه أنظاره باتجاه برلين حيث كان الحزب الاشتراكي يعيد ترتيب صفوفه ويستعد للانتخاب المرتقب لوزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير، الذي ينتمي هو أيضا لحزب شولتس، رئيسا لألمانيا.

تولي رئاسة الحزب بالإجماع

صحيح أن شولتس لم يصبح وزيراً للخارجية، وهو المنصب الذي تولاه زيغمارغابرييل فيما بعد، إلا أنه أصبح مرشح الحزب لمنصب المستشار ورئيسا للحزب.

قيادة الحزب كانت واثقة من قدرته على استفزاز ميركل ودفعها للإفصاح عما تكتمه بداخلها. فهو ليس عضوا في الحكومة الائتلافية التي تترأسها ميركل والمكونة من الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي.

16446785_401

قواعد الحزب أيضا كانت متحمسة لشولتس، حيث حصل في المؤتمر الاستثنائي للحزب في مارس 2017 على أصوات جميع المندوبين وتم انتخابه بالإجماع رئيسا للحزب.

خلال فترة قصيرة أصبح شولتس محط آمال حزبه المضطرب القلق. ولم تلقى فقط خطبه الترحيب وإنما قدرته على الاقتراب من الناس وتحفيزهم أيضا. ولو كان هناك انتخاب مباشر لمستشار ألمانيا في ذلك الحين، لكانت فرصته جيدة للفوز، حيث تخطت شعبيته بين الألمان شعبية ميركل حسب استطلاعات الرأي في شهري فبراير ومارس وأصبح السياسي الأكثر شعبية.

"كنت في الحضيض"

وحقيقة أن مارتن شولتس سوف يصبح رئيساً لحزبه ومرشحاً لمنصب المستشار لم تكن أبداً في حسبانه.

شولتس، الذي نشأ في بلدة فورسلن الصغيرة بالقرب من آخن، فشل في بداية حياته المهنية، حيث كان يريد أن يصبح لاعب كرة قدم محترف، ومن أجل ذلك تخلى عن إكمال دراسته في سن الـ 17.

وبسبب إصابة بالغة، كان عليه التخلي عن شغفه بكرة القدم، فبدأ بشرب الخمر، ودخل دوامة البطالة والكحول وانحدر إلى الحضيض. وساعده على الخروج من هذه الدوامة شقيقه ورفاقه في الحزب.

وعن هذه الفترة من حياته يقول شولتس: "كنت في الحضيض".

وبعد أن تمكن من النهوض مرة أخرى، فتح شولتس متجراً لبيع الكتب في فورسلن. ويقول شولتس، المتزوج والأب لطفلين، عن القراءة بأنها بالنسبة إليها "أكسير الحياة". ويوصى بقراءة كتاب لمؤرخ ألماني عن انهيار جمهورية فايمار، الذي يستخلص منه، أنه يجب التصدي للهجمات على الديمقراطية باكرا بأسرع ما يمكن.

أصغر عمدة في شمال الراين وستفاليا!

لا يزال شولتس يفتقد لمكتبته حتى اليوم، والتي باعها عندما بدأ حياته السياسية. وفي عمر لا يتجاوز الـ 31 عاماً انتخب عمدة لبلدته فورسلن، وعام 1994 انتخب وأصبح نائبا في البرلمان الأوروبي الذي أصبح رئيسه عام 2012.

وفي نفس العام (2012) حصل شولتس مع رئيسي المفوضية الأوروبية ومجلس الاتحاد الأوروبي على جائزة نوبل للسلام التي منحت للاتحاد الأوروبي.

وفي العام 2015 حصل على جائزة "كارل" المرموقة والتي تمنحها مدينة آخن.

خبرة شولتس الواسعة في السياسة الأوروبية لم تساعده بعد انتقاله إلى برلين إلا قليلا؛ فصحيح أنه يؤكد على تفهمه لهموم واحتياجات "الناس البسطاء"، إلا أن ملامحه السياسية المحلية ظلت غامضة لفترة طويلة.

وسخر منتقدو شولتس منه قائلين إنه "يمثل كل شيء ماعدا المحتوى"، وذلك بعد فترة من ترشيحه لمنصب المستشار وفقدانه لبريقه.

وفيما بعد قدم برنامجه الانتخابي الذي يعد فيه بتخصيص باستثمار المليارات النظام التعليمي.

15779233_401

أين اختفى "تأثير شولتس"؟

اختبر الحزب الاشتراكي الديموقراطي قوة جاذبية مرشحه في انتخابات الولايات وعانى من عدة خيبات أمل: ففي سارلاند أخفق في تحقيق تولي السلطة والتغيير الذي كان يأمله. أما في ولايتي شليسفيغ هولشتاينن وشمال الراين وستفاليا خسر الحزب الاشتراكي الديمقراطي رئاسة الوزراء لصالح حزب ميركل، الاتحاد الديمقراطي المسيحي.

لكن رغم الخسارة الكبيرة في انتخابات الولايات، لم يفقد شولتس المتفائل أمله بتحقيق نتائج جيدة في الانتخابات التشريعية الاتحادية.

هذا وقد تراجعت شعبية الحزب الاشتراكي إلى المستوى الذي كان عليه قبل تعيين شولتس مرشحا لمنصب المستشار، إذ تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن الحزب سيحصل على أكثر بقليل من 20 بالمائة من أصوات الناخبين في الانتخابات التشريعية المقبلة.

ويراهن شولتس وحزبه على تحفيز وكسب أصوات الناخبين المترددين الذين يحسموا موقفهم ويحددوا من سيصوتون له بعد.

 

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان