حوار- قيادي في فتح: "انقلاب حماس" سبب عدم إجراء انتخابات رئاسية وهذا موقفنا من دحلان
حوار – محمد مكاوي:
قال قيادي في حركة فتح الفلسطينية، إن "انقلاب" حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة هو سبب تأخر إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية فلسطينية إلى الآن.
واعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مفوض العلاقات العربية والصين الشعبية عباس زكي، في حوار أجراه عبر البريد الإلكتروني مع مصراوي، أن ما أطلق عليه "الربيع العربي" أثر بشكل كبير على القضية الفلسطينية وكان سببا في تراجع مكانتها لدى الدول العربية.
وكشف زكي عن موقف حركة فتح في ما يتردد عن أدوار محتملة للقيادي المفصول من الحركة محمد دحلان.
وإلى نصّ الحوار:
هل ما زال قرار وقف الاتصال مع الاحتلال ساريا وهل يشمل التنسيق الأمني؟
قرار وقف الاتصال مع الاحتلال هو قرار اتخذه المجلس المركزي في 5 مارس 2015 على ضوء مبالغة إسرائيل بالتطرف وعملياتها الإرهابية العنصرية ومن قبل القيادة الفلسطينية مجتمعة وجاء ردا على الاعتداءات الإسرائيلية وخاصة ما أقدمت عليه إسرائيل من إجراءات بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس في 14 / 7 / 2017 حيث تجاوزت الحكومة الإسرائيلية كافة الخطوط الحمراء بمحاولة فرض واقع جديد في المسجد الأقصى وحددت القيادة مجموعة من الشروط والتى هي بالأساس حقوقا فلسطينية لإعادة الاتصالات مع الاحتلال وعلى رأسها التنسيق الأمني على أساس أن تكون لنا سيادة على الأرض.
وهنا لابد من إيضاح قضية معينة فيما يتعلق بمفهوم التنسيق الأمني وهو أحد اجزاء اتفاقية أوسلو التي وقعت بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل حيث أن هذا الشق يعتمد أساسا على تنسيق العلاقة وتنظيمها بما يكفل عدم دخول قوات الاحتلال الإسرائيلي والحد من الهيمنة الأمنية الإسرائيلية وهذا الأمر يأتي وفق اتفاقات وقعت بين الجانبين وهذا الأمر المعمول به وهو مغاير لما يحاول البعض الإشارة إيه من مطاردة واعتقال للناشطين وتسليمهم للاحتلال الأمر الذي يجب أن يدركه ويعلمه الجميع حتى لا يكون هناك لبسا ولا يتم ترك أبناء شعبنا للتعامل المباشر مع الاحتلال بما يعود بالضرر على الجميع.
هل تأثرت القضية الفلسطينية بما يجرى في الدول العربية؟
القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى والمركزية التي تجد الإجماع والالتفاف العربي حولها لأنها الهم والشاغل الرئيسي لهم في كافة المحافل، ولذلك فإن القضية الفلسطينية ستتأثر بما يحدث حولها من تطورات سياسية وأحداث متلاحقة.
وبدأت هذه المرحلة تأخذ منعطفا كبيرا منذ ما سمي بـ"الربيع العربي" الذي ضرب المنطقة العربية وخاصة أن هناك دول مؤثرة انشغلت بالأحداث الداخلية داخل دولها مما جعل حالة من الانشغال عن القضية الفلسطينية واتجاه الأنظار صوب تلك الدول، فما حدث في مصر وسوريا والعراق وتونس وليبيا واليمن والسودان ولبنان ومحاولات الإرهاب والتطرف إثارة الفتن والقلاقل وتهديد الأمن والسلم الداخلي، كل ذلك دفع تلك الدول الى الانشغال بأوضاعها الداخلية واهتمام العالم والقوى المؤثرة فيه، بهذه القضايا وخاصة الأزمة السورية ومحاربة الإرهاب وانشغال الباقي العربي بأزمة اليمن والعراق وليبيا.
تلك الأحداث بأسرها أثرت على القضية الفلسطينية، بل الأكثر من ذلك، أدى إلى تراجع مكانة القضية الفلسطينية في ظل الاهتمامات الدولية والإقليمية.
إن المعركة التي قادها الرئيس محمود عباس (أبو مازن) ومن خلفه حركة فتح والقوى الوطنية في المحافل الدولية للحفاظ على القضية الفلسطينية كقضية حية وموجودة ولم تذب في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث متتالية، بالإضافة إلى انخفاض الدعم المادي المقدم للسلطة الوطنية من الدول العربية لمواجهة ابتزاز إسرائيل ومخططاتها التهويدية مكنت القيادة والشعب الفلسطيني معها من القبض على الجمر والتحمل لمواجهة تلك الظروف وكان لكل ذلك الأثر الأكبر في مواجهة محاولات تهميش القضية
كيف ترى التفاهمات الأخيرة بين القاهرة وحماس؟
ما حدث في القاهرة من تفاهمات أو لقاءات أو أي تسميات أخرى هي بالأساس كما أعلنت القاهرة تأتي في سياق التفاهمات الأمنية والإنسانية فالكل يعلم ما تواجهه مصر من خطر الإرهاب والجماعات المتطرفة في سيناء وقطاع غزة بحكم الجغرافيا ملاصق لهذه المنطقة وحماس هي الجهة التي تسيطر بقوة السلاح على قطاع غزة بعد انقلابها عام 2007.
ولذلك نرى أنه من حق مصر أن تعمل للحفاظ على أمنها وتحاول مواجهة الخطر حماية لأراضيها ومواطنيها هذا من ناحية ومن ناحية ثانية فمصر التي وقفت على مدار التاريخ بجانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة تعمل ما بوسعها لأجل التخفيف من معاناة أبناء شعبنا الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة وتمثل ذلك بالعديد من المواقف سواء المادية او المعنوية.
ولكن مصر تحدثت صراحة وعلى أعلى المستويات القيادية أن هناك جهة شرعية وحيدة معترف بها لدى مصر تمثل الفلسطينيين ألا وهي منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية برئاسة أبو مازن، ولذلك مصر في أي أمر يتعلق بالشأن السياسي والوطني تتعامل مع الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني بالإضافة إلى ذلك الكل يعلم ما بذلته مصر من جهود مضنية لأجل تحقيق المصالحة الوطنية وهى الآن على علاقة بالكل الفلسطيني مما يسهل عملها لأنها المكلفة بملف المصالحة الوطنية ونأمل أن تستطيع مصر تحقيق المصالحة.
هل من الممكن أن نرى دورا للقيادي محمد دحلان خلال المرحلة المقبلة؟
هو يحاول أن يجد لنفسه مكان بأية وسيلة ولو بالمال السياسي بعد أن فقد عضويته في الحركة، وجاء المؤتمر العام السابع ليؤكد أنه أصبح خارج الحركة، ولذلك نحن لا نعطي للأمر أهمية لأن شعبنا الفلسطيني هو الضامن للشرعية.
ما هو المطلوب لتحقيق المصالحة الوطنية؟
المطلوب بسيط جدا هو أن تقدم حماس وتوافق على إنهاء الانقسام البغيض الذي نتج عن انقلابها عام 2007 وأن تنفذ ما تم الاتفاق عليه والقبول بمبادرة الرئيس أبو مازن المتمثلة بحل اللجنة الإدارية التي حاولت تشريعها في المجلس التشريعي الخاص بها، وتشكيل حكومة وحدة وطنية والذهاب للانتخابات التشريعية والرئاسية.
لذلك نحن في حركة فتح قرارانا استراتيجي باتجاه تحقيق المصالحة ولا يمكن لنا العدول عنه وسنعمل بشتى الوسائل والطرق لأجل تحقيقها ورغم أن الأمر لا يتوقف علينا بل الآن الكرة بملعب حركة حماس وعليها ان تستجيب لنداء الأقصى الذي وجهه الرئيس أبو مازن لتحقيق المصالحة وطي صفحة الانقسام. فالوحدة حياة والقسمة موت، وعلينا أن ندرك أننا جميعنا في عين الخطر.
بعد ثمانية أشهر من وصول ترمب للسلطة كيف تقيم مواقفه من القضية الفلسطينية؟
الرؤية الأمريكية لم تتضح بعد من عملية السلام، ولو أنها من حيث المظهر والممارسة صهيونية متطرفة لأنه أقسم على التوراة. فقد قام بتعيين مستوطنا من "بيت إيل" اسمه ديفد فريد مان، وهو أكثر تطرفا من الليكود سفيرا للولايات المتحدة في إسرائيل، رغم رفض الإصلاحيين الأمريكيين لهذا القرار. كما عين صهره اليهودي داعم الاستيطان جارير كوشنير زوج ابنته ايفانكا مبعوثا للسلام في المنطقة، وقال إن فشل فلن يستطيع غيره صنع السلام. كما عين مبعوثا خاصا له لمنطقة الشرق الأوسط المحامي الكبير جيبسون غرينلات المعروف بدعمه للاستيطان.
ورأى البعض أن اختيار ترامب لمتطرفين يهود أنه باستطاعتهم إقناع إسرائيل بعملية السلام لإخراجها من دائرة الخطر المتوقع بفعل المتغيرات الجدية في المنطقة يساعد على هذا الفهم. إلا أن السياسة الأمريكية الحالية وعلى الرغم من هؤلاء المبعوثين للإدارة الأمريكية تبقى الولايات المتحدة منحازة للجانب الإسرائيلي وتوهمنا بأنها ستضع خطة للحل، وعلى الرغم من ذلك فنحن بانتظار ما ستسفر عنه تحركات الإدارة الأمريكية لحل الصراع.
ما هي صفقة القرن التى أشار إليها الرئيس أبو مازن والرئيس السيسي أثناء لقائهما بالرئيس الأمريكي؟
المقصود هنا بصفقة القرن هي القدرة على تحقيق صفقة سياسية ترضى طرفي الصراع وخاصة ان الرئيس الأمريكي له كتاب متعلق بالصفقات لذلك قدرة الوصول إلى صفقة سياسية تنهى الصراع الطويل وتقضى على آخر احتلال عرفه التاريخ وتخلق بيئة من التعايش السلمي في المنطقة الأمر الذي سيؤدى إلى تحقيق التنمية والاستقرار بما يعود بالفائدة على شعوب المنطقة بأسرها.
ولكن أي صفقة هي بحاجة إلى أسس ومقومات تستند إليها والرؤية العربية والفلسطينية واضحة بهذا الاتجاه، وأكدت عليه قمة البحر الميت وذلك بالاستناد إلى المبادرة العربية للسلام وقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي وجدول زمني محدد بمتابعة وإشراف دولي، الأمر الذي سيتيح لإسرائيل أن تعيش بسلم واستقرار. وعلى إسرائيل أن تنهي احتلالها للأرض الفلسطينية وبقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وتصبح إسرائيل جزء من دول المنطقة تتمتع بعلاقات طبيعية وتنتهي حالة الحرب والتوتر، حينها فلتكن صفقة أو سمها ما شئت، ولكن على قاعدة استعادة الحقوق الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية، فالتهديد الأمريكي لمنع ذلك قائم وفي أكثر من مجال بما في ذلك استخدام الفيتو إن لزم الأمر.
لماذا تأخرت السلطة الوطنية في التقدم إلى مجلس الأمن للحصول على دولة كاملة العضوية؟
السلطة الفلسطينية لم تتأخر في ذلك لأن الأمر ليس سهلا، حيث المطلوب تأمين عدد 9 دول فأكثر لتمرير مشروع القرار وعدم استخدام الفيتو من قبل إحدى الدول دائمة العضوية وإذا مر مشروع القرار لعرضه على المجلس للتصويت فان استخدام أمريكا للفيتو سيوقف مثل هذا القرار.
لذلك نحن نعمل على كل الجبهات لاختيار الوقت المناسب فنجرى مشاورات متواصلة مع المجموعة العربية والإسلامية والأوروبية والعديد من المجموعات الدولية لكي نتمكن من اتخاذ إجراءات في المنظمات الدولية واستطعنا خلال المرحلة الماضية من تحقيق العديد من الانتصارات الدبلوماسية والسياسية على الصعيد الدولي سواء بالاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية المستقلة فهناك 138 دولة تعترف بفلسطين وحصلنا على دولة بصفة مراقب في الأمم المتحدة عام 2012 وانضممنا إلى العديد من الاتفاقيات والمعاهدات والمنظمات الدولية الأمر الذي عزز مكانتنا القانونية والسياسية واستطعنا رفع العلم الفلسطيني على مبنى الأمم المتحدة بالولايات المتحدة بجانب أعلام الدول الأعضاء واعترفت العديد من برلمانات أوروبا بالدولة الفلسطينية وكذلك القرارات التي تصدر عن الجمعية العامة سنويا لصالح القضية الفلسطينية وقرار مجلس الأمن رقم 2334 وقرارات اليونسكو الخاصة بالقدس والحرم الإبراهيمي كل ذلك يدلل على أننا ماضون نحو تحقيق هدفنا بالوصول إلى الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف كاملة العضوية والحقوق.
لدينا توجه إن استحال المرور إلى الدولة عبر مجلس الأمن أن نذهب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة استنادا إلى "متحدون من أجل السلام" لتحقيق العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة.
متى تجرى انتخابات رئاسية في فلسطين وبرأيك من أقرب الشخصيات المرشحة؟
الانتخابات الرئاسية هي حق دستوري كفله القانون الأساسي ولكن الأمر مرتبط بتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام لأن الأمر مرتبط بالأراضي الفلسطينية مع التأكيد على أن لدينا مؤسسات وقوانين ونظم تضبط الأمور وتحافظ على النظام السياسي الفلسطيني ولذلك نحن ندعو حماس لإنهاء انقلابها ونذهب لانتخابات تشريعية ورئاسية يختار الشعب الفلسطيني فيها ممثليه وفق المفاهيم الديمقراطية التي يجب أن نكرسها في ممارساتنا كنظام حياة وليس كما تراها حماس لمرة واحدة.
فيديو قد يعجبك: