إعلان

بعد فك الحصار.. القوات السورية تقترب من بسط سيطرتها على دير الزور

10:02 م الثلاثاء 05 سبتمبر 2017

القوات السورية

كتبت - إيمان محمود:

اقتربت القوات الحكومية السورية من السيطرة على كامل محافظة دير الزور الذي يسيطر عليها التنظيم المتطرف منذ صيف 2014.

ونجح الجيش السوري، اليوم الثلاثاء، في كسر حصار فرضه تنظيم داعش بشكل محكم على مدينة دير الزور في شرق البلاد منذ مطلع عام 2015، ما يمهد طرد التنظيم من المدينة الواقعة تحت سيطرته منذ أكثر من عامين.

وهنأ الرئيس السوري بشار الأسد وحدات الجيش التي ساهمت الثلاثاء في كسر الحصار، قائلاً الأسد في اتصال هاتفي أجراه مع قادة القوات التي كانت محاصرة في دير الزور "ها أنتم اليوم جنباً إلى جنب مع رفاقكم الذين هبوا لنصرتكم وخاضوا أعتى المعارك لفك الطوق عن المدينة".

ومنذ عدة أسابيع يخوض الجيش السوري عملية عسكرية واسعة باتجاه محافظة دير الزور، وتمكن من دخولها من ثلاثة محاور رئيسية هي جنوب محافظة الرقة، والبادية جنوبا من محور مدينة السخنة في ريف حمص الشرقي، فضلا عن المنطقة الحدودية مع العراق من الجهة الجنوبية الغربية.

ويشكل تقدم الجيش نحو دير الزور ضربة جديدة لتنظيم داعش في سوريا الذي مني في الاشهر الاخيرة بسلسلة خسائر ميدانية أبرزها في مدينة الرقة، معقله في سوريا، حيث خسر سيطرته على أكثر من 60 في المئة من مساحتها منذ يونيو الماضي، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين، وحدات الجيش حققت خلال الساعات الماضية تقدما جديدا باتجاه اللواء 137، الواقع غربي المدينة.

وبحسب المرصد السوري، فإن القوات الحكومية تخوض اشتباكات من الداخل والخارج مع مقاتلي التنظيم يرافقها قصف جوي روسي وروسي كثي، وذلك بالتزامن مع الهجوم الذي تشنه قوات سوريا الديمقراطية في محافظة الرقة على التنظيم، بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وأعلن الجيش الروسي، في بيان الثلاثاء أن قواته أطلقت صواريخ من فرقاطة "الاميرال ايسن" واستهدفت "منطقة محصنة بالقرب من بلدة الشولة التي تسيطر عليها عصابة من المقاتلين القادمين من روسيا ومن رابطة الدول المستقلة" في صفوف الجهاديين.

"اتفاق العكيرشي"

وخلال اجتماع سري في 20 يونيو الماضي، وقعت الحكومة السورية "اتفاق العكيرشي" مع قوات سوريا الديمقراطية، والذي يقضي أن تسلم قوات سوريا الديمقراطية مناطق في ريفي الرقة الجنوبي والشرقي للجيش السوري –ومن ضمنها بلدة العكيرشي- وذلك بهدف تسهيل عملية تقدم القوات الحكومية إلى دير الزور، بحسب صحيفة "القدس العربي".

قوات سوريا الديمقراطية، هي تحالف من فصائل كردية وعربية، أعلن عن تشكيلها في أكتوبر عام 2015، بمحافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا، بهدف إنشاء جبهة عسكرية موحدة شمالي سوريا، لطرد تنظيم داعش وجبهة النصرة وبناء سوريا ديمقراطية علمانية.

وجاء تقدم القوات الحكومية في اتجاه دير الزور، عبر محورين؛ شمالي غربي قادم من ريف حلب الشرقي مرورًا بريف الرقة الجنوبي، ومحور جنوبي شرقي، بهدف الوصول إلى مدينة السخنة للالتقاء مع قوات النظام، التي تتقدم من المحور الأوسط القادم من مدينة تدمر، ومن ثم التوجه نحو مدينة دير الزور شمالاً والحدود السورية العراقية بالقرب من مدينة البوكمال شرقًا.

وشمل الاتفاق أيضاً، السماح لمقاتلي الحكومة السورية وقوات مقاتلي العشائر التابعة لها بالتقدم في ريف الرقة الشرقي، تحت غطاء جوي من الطيران الروسي.

وأكد المعارض السوري تيسير النجار توقيع هذا الاتفاق، مشيرًا على أن قوات سوريا الديمقراطية لا تعارض النظام وبالتالي ليس غريبًا أن تتعاون معه.

وقال النجار في تصريحات لمصراوي إن الرئيس السوري بشار الأسد أدرك أنه لن يستطيع استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية، وهو ما يدفعه للتفكير في "سوريا المفيدة" أي أنه يحاول السيطرة على أهم المناطق بالنسبة له على المستوى الاستراتيجي.

ويقول موقع "السورية نت" المعارض، إن الأسد يحاول احتواء قوات سوريا الديمقراطية الذي أدرك أنهم يرفضون أن يعملوا تحت إدارته لكنهم لا يرفضون سياسته بشكل مطلق وهو ما جعل التعاون بين الطرفين ممكنًا.

كما ذكر الموقع السوري أن اتفاق العكيرشي كشف حجم التنسيق بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية.

وفي سياق متصل، ربط الرئيس فلاديمير بوتين انطلاق العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية وتثبيت الهدنة، بضرورة استكمال عملية تحرير ريف دير الزور من تنظيم "داعش" الإرهابي.

وقال بوتين في تصريح صحفي في ختام قمة "بريكس" بمدينة شيامن الصينية، إن الوضع الميداني في سوريا، يتغير جذريا لصالح القوات الحكومية، التي ستحصل على تفوق غير مشكوك فيه، وشدد على ضرورة إطلاق العملية السياسية فور استكمال تحرير دير الزور.

وقال "فعلا، الوضع يتغير لصالح القوات الحكومية. أنتم تعرفون أن الأراضي الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية اتسعت بأضعاف في غضون سنة أو سنتين، وتتطور هذه العملية بوتائر متسارعة".

وعبر بوتين عن أمله في أن يستكمل "شركاء روسيا" عمليتهم العسكرية ضد داعش في الرقة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان