لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

انتشار الجرذان... مشكلة عويصة في واشنطن

02:15 م الخميس 07 سبتمبر 2017

مشكلة الجرذان بواشنطن

واشنطن (د ب أ)
يلقي أحد المارة بعبوة مشروب كولا فارغة في صندوق مهملات. ويبدو الصندوق للحظات قليلة وكأنما دبت فيه الحياة، حيث ينبعث منه فحيحا غريبا وضجيجا أشبه بحت حجر ، لكنه يعود إلى الهدوء مجددا، ويستمر الناس في السير في تجاهل لا يخلو من ابتسامة تنم عن الاستغراب .

ورغم ذلك، بمجرد غروب الشمس تبدأ الكائنات التي تعيش في أماكن اختباء مثل هذه في الخروج إلى الهواء الطلق.

في أنحاء عديدة من العاصمة الأمريكية واشنطن، تخرج أعداد الجرذان عن السيطرة. وصنفت شركة "أوركين" الرائدة في مجال مكافحة الحشرات العاصمة الأمريكية في المركز الثالث بقائمة "المدن الأكثر امتلاء بالجرذان" للعام الماضي، بعد شيكاغو ونيويورك.

زادت الطلبات التي تلقاها مسؤولو الصحة بالمدينة بخصوص "مكافحة القوارض" بنسبة 65 بالمئة، حيث ارتفعت من 2300 طلب في 2015 إلى ما يزيد عن 3500 في 2016، بحسب مكتب العمدة ميوريل باوزر. وترسل إدارة المدينة فرقا من خبراء مكافحة القوارض يستهدفون التخلص من الآفات في المنشآت العامة، كما سيتعاملون من الآفات في المنشآت الخاصة إذا حصل سكانها على عرائض موقعة.

إنه من الصعب العثور على علاج فعال ضد "كلب الشيطان المدلل" كما وُصف الجرذ ذات مرة في مجلة "ناشونال جيوجرافيك". فهذه الحيوانات التي تجيد فنون البقاء يمكنها شق طريقها عبر فتحة لا يزيد قطرها عن قطر عملة الـ 25 سنت المعدنية، ودخول المباني من أنفاق الصرف الصحي، وقضم أنابيب الرصاص وحجر البناء الخفيف وتسلق الحوائط المبنية من القرميد بل والركض بعيدا بعد السقوط من ارتفاع خمسة طوابق.

وقال جيرارد براون الذي يرأس قطاع مكافحة القوارض في واشنطن: "إننا نكافح حاليا عددا كبيرا من الجرذان لكننا واثقون أننا سنسيطر على الموقف".

وأضاف براون أن فصول الشتاء التي أصبحت أكثر دفئا في الأعوام الأخيرة هي السبب في زيادة أعداد الجرذان، وكان الشتاء الماضي دافئا على نحو خاص. ويقلل الشتاء البارد أعداد الجرذان عادة.

وذكر براون أن واشنطن ضاعفت جهودها في مكافحة الجرذان مرتين منذ أبريل 2016. وتعرض المدينة، من خلال برنامج يستمر حتى نهاية أيلول /سبتمبر منحا تصل إلى 13500 دولار تقدم إلى الشركات المؤهلة كي تشتري أو تستأجر أدوات ضغط قمامة مقاومة للجرذان لنفايتها أو مخلفاتها القابلة للتدوير .

وبالإضافة إلى ذلك، وزعت السلطات 25 صندوق نفايات يعمل بالطاقة الشمسية و400 صندوق قمامة "ذكي" في "بؤر انتشار الجرذان" في أنحاء المدينة. ويمكن لصناديق القمامة المغطاة، المقاومة للجرذان والتي تعمل بالطاقة الشمسية أن تضغط النفايات دون أن تكون متصلة بشبكة الكهرباء.

وصناديق القمامة "الذكية" مزودة بجهاز استشعار يراقب كمية النفايات الموجودة بها بشكل فوري، وينقل البيانات إلى خدمة عبر الإنترنت تعمل بالحوسبة السحابية وتستخدمها دائرة الأشغال العامة كي تظهر أي الصناديق قد امتلأت.

ويشيد بوبي كوريجان، المتخصص في علم دراسة القوارض والذي عمل لسنوات في مجال إبادة الحشرات والقوارض في نيويورك التي تنتشر بها الجرذان، بجهود واشنطن لكنه ما زال متشككا فيها. حيث يقول إن الإجراءات المتبعة تكفي بالكاد لتعويض إهمال المواطنين.

وأضاف كوريجان: "لا يتطلب الأمر مجهودا كبيرا لتحويل مربع سكني كامل إلى منطقة غنية بالغذاء للحيوانات التي تبحث في فضلات الطعام.. يكفي ساكن واحد فقط من لا يتبعون القواعد (للإضرار بجهود مكافحة الجرذان)".

ويشير بعض السكان إلى سلطات المدينة بإصبع الاتهام، حيث تشكو نيشيل ويلسون /34 عاما/ مقيمة بواشنطن قائلة: "عليهم أن يكفوا عن الاستغناء عن المساحات الخضراء لبناء مربعات سكنية عليها". وذكرت أنها عندما تعود إلى سيارتها بعد حلول الظلام عقب زيارة عمتها في الشطر الجنوبي من المدينة غالبا ما يصيبها التوتر.

وقالت بنبرة اشمئزاز : "تماثل أحجامهم أحجام القطط"، مباعدة بين يديها لتوضح مقصدها.

اكتسب حي "دوبونت سيركل" شمال غرب مركز المدينة شهرة غير طيبة بسبب حيواناته المكسوة بالفراء عبر موقع (Yelp.com) المستخدم للتواصل الاجتماعي وتقييم الشركات المحلية. وأنشأ أحدهم صفحة على الموقع تحمل اسم "ملاذ الجرذان في دوبونت سيركل".

وكتب أحد مستخدمي الموقع: "أهلا بكم في المكان الأكثر عصرية في العاصمة لمجتمع الجرذان المحلي. أحب أن أشير إليهم باسم سناجب الليل.. لا تصحبوا رفيقاتكم هنا، بل افعلوا، لأنهن سرعان ما سيقفزن إلى حجوركم بينما تتحرك سناجب الليل هذه عند أقدامكم".

وقال كوريجان في رسالة أكثر جدية: "لا ينبغي أن ننسى أن الجرذان تنشر مسببات أمراض مميتة تحصد أرواحا كل عام في الولايات المتحدة".

وبحسب المراكز الأمريكية للحد من الأمراض والوقاية منها، تسبب فيروسات هنتا على وجه الخصوص، التي تنتشر بشكل رئيسي عبر بول القوارض وبرازها، عدوى قاتلة.

وتسبب الجرذان متاعب أيضا للمشردين، حيث يقول إد الذي يعيش في شوارع واشنطن منذ أكثر من ثلاث سنوات: "إنهم يأكلون بقايا الطعام التي يمكن أن أحصل عليها"، وأضاف: "إنهم يحاولون الابقاء على وجودهم خلال الليل.. مثلنا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان