إعلان

حفتر يحذر: ليبيا قد تكون غير مستعدة للديمقراطية

03:10 م الأربعاء 10 يناير 2018

خليفة حفتر

كتب- محمد مكاوي وسامي مجدي:

حذر قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر من أن بلاده قد لا تكون مستعدة بعد للديمقراطية، رغم أن الأمم المتحدة تخطط لتنظيم انتخابات هذا العام، حسبما أوردت صحيفة الجارديان البريطانية في الوقت الذي قال فيه مصدر ليبي لمصراوي إن رجل ليبيا القوي يفكر في ترشيح نفسه لرئاسة الدولة الغنية بالنفط التي تعيش في فوضى منذ الإطاحة بالعقيد معمر القذافي وقتله لاحقا في خضم انتفاضة الربيع العربي في 2011.

نقلت الجارديان في تقرير نشرته الأربعاء عن حفتر قوله "الانتخابات المقبلة في البلاد يجب أن تقدم حلًا لنزيف الدم الحالي لكن إذا استمر الوضع والفوضى بعد الانتخابات، حينها سنقول ‘طفح الكيل’ ونتصرف."

يسيطر حفتر على مدينة بنغازي ثاني كبرى المدن الليبية بعد العاصمة طرابلس ومساحات شاسعة في الشرق الليبي إلى جانب منطقة الهلال النفطي.

وتخطط الأمم المتحدة لتنظيم انتخابات هذا العام وفقا لخطة قدمها مبعوث المنظمة الأممية إلى ليبيا غسان سلامة ووافقت عليها الأطراف الليبية في مسعى لكسر الجمود السياسي المستمر منذ ثلاث سنوات والذي قسم البلد الواقع في الشمال الأفريقي فيما بين حكومتين في الشرق والغرب تدعمهما العديد من الجماعات المسلحة.

أعلنت المفوضية الوطنية للانتخابات في ليبيا بدء عملية تسجيل الناخبين في ديسمبر الماضي في إطار خطة الأمم المتحدة.

وأعلن حفتر في أحدث مقابلة أجريت معه إن الانتخابات يجب أن تجرى بأسرع ما يمكن بشفافية وتصويت ملزم لكل الأطراف. وأكد أن الانتخابات "يجب أن تنظم قبل موافقة مجلس النواب المنتخب على دستور.

وقال إنه "يعطي الأولوية للعملية السياسية (عن العمل العسكري). فعندما ظهر حلا محتملا في صندوق الاقتراع، توقفنا. نريد تجنب نزيف الدم لكن صبرنا له حدود. إذا تأكدنا أن هذا طريقا مسدود، لدينا خلايا نائمة في 10 في المئة من الأرض لا نسيطر عليها لكننا نستطيع بسهولة تنشيطها."

بيد أن مقترح الانتخابات في ظل هذه الأوضاع أثار مخاوف لدى بعض المراقبين الذين يرون أن الإسراع في تنظيم الاقتراع من شأنه أن يؤدي فقط إلى اضطراب سياسي أكبر وعنف أكثر. ويبدو أن الدعم المشروط من حفتر للعملية الديمقراطية في ليبيا يزيد هذه المخاوف، بحسب الصحيفة البريطانية.

ويتمتع حفتر بدعم من روسيا ومصر والإمارات وإلى حد ما فرنسا التي تشترط انتخابه في تصويت حر ونزيه. وتدعم الأمم المتحدة حكومة ضعيفة يترأسها فائز السراج وتتخذ من العاصمة طرابلس مقرا لها. وحكومة السراج من مخرجات اتفاق الصخيرات في 2015 ولا تزال قائمة لكنها لا تمارس سلطاتها على كل ليبيا.

قال حفتر إن السراج "رهينة للمليشيات في طرابلس... من الصعب عليه أن يتخذ قرارات. السراج بحاجة إلى جدية أكثر لتكون له اليد العليا على الأرض في العاصمة الليبية. في مناسبات عدة، حاول دفعه لاتخاذ قرارات حاسمة لكنه لم يفعل."

وقال إنه أبلغ السراج بأن يكون أكثر شدة "حيال الوضع في طرابلس حيث أنها تدار من قبل إرهابيين ومليشيات،" حسبما جاء في الجارديان.

يأتي حديث حفتر في وقت تتواتر فيه تقارير صحفية عن اعتزامه خوض الانتخابات بعد أن ارتقت شعبيته اثر العمليات العسكرية التي قادها ضد جماعات مسلحة وتنظيمات مصنفة إرهابية منذ إطلاقه عملية الكرامة في 2015.

وقال مصدر مقرب من الرجل القوي في ليبيا إن "المشير يفكر في خوض الانتخابات استجابة لرغبة الجماهير الليبية التي تطالبه بالترشح".

وأضاف لمصراوي مشترطا عدم كشف هويته نظرا لحساسية الموضوع، إن "المشير حفتر يترقب صدور قانون الانتخابات ومن ثم يستقيل من منصبه (قائدا للجيش) ويترشح".

عزز من احتمالية ترشح حفتر، إعلان المتحدث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري عن أحقية أفراج القوات المسلحة في التصويت أو الترشح في الانتخابات. وقال في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء الماضي "يحق لكل أفراد القوات المسلحة النظامية ممارسة حقها الانتخابي من خلال التسجيل والانتخاب".

لم يكن حفتر وحده هو من برز في بورصة الانتخابات المحتملة في ليبيا؛ فنجل القذافي، سيف الإسلام، تتواتر أحاديث وتصريحات بين حين واخر تشير إلى اعتزامه المنافسة على قيادة البلد الممزق؛ إذ دعا محاميه، خالد الزايدي، أواخر الشهر الماضي الليبيين إلى "التسجيل في قوائم الناخبين".

قال الزايدي في بيان متلفز بثته قناة "ليبيا 24"، إنه "بعد مضي 7 سنوات عجاف من التدخل الخارجي الذي دمر ليبيا.. فإنه يجب على الجميع التسجيل في قوائم الناخبين بمنظومة المفوضية العليا للانتخابات".

ويرى المحلل السياسي الليبي، إسلام الحاجي، أن فرص سيف الإسلام القذافي أعلى من فرص حفتر إذا قرارا خوض الانتخابات. فسيف الإسلام "سيجد دعما من القبائل الليبية."

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان